archive, الدول العربية

"الأناضول" تتجول في "مخيم الثورة" بغزة (صور- فيديو)

من مدينة غزة إلى مخيم جباليا، شمال شرقي المدينة، كانت خارطة سيرنا إلى المخيم الذي يعد من أهم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثمانية في قطاع غزة.

10.05.2013 - محدث : 10.05.2013
"الأناضول" تتجول في "مخيم الثورة" بغزة (صور- فيديو)

سليم سليم

صور: مصطفى حسونة

فيديو: بلال خالد

من مدينة غزة إلى مخيم جباليا، شمال شرقي المدينة، كانت خارطة سيرنا إلى المخيم الذي يعد من أهم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثمانية في قطاع غزة، ومن أكثرها كثافة سكانية، ويعرف فلسطينيًّا باسم "مخيم الثورة".

وأنشئ هذا المخيم لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من القرى الواقعة جنوب فلسطين عام 1948 على أيدي القوات الإسرائيلية، حيث استقر حوالي 35 ألف لاجئ في المخيم آنذاك.

الطريق لا تأخذ الكثير من الوقت، فـقط 15 دقيقة كفيلة بأن تنقلك من قلب مدينة غزة إلى داخل المخيم.

منطقة "الفالوجا" إلى الغرب من المخيم هي أول ما يستوقفك في طريقك، وتحتوي على مجموعة مدارس حكومية، إضافة إلى سوق صغير وآخر مركزي، وشركة اتصالات.

وفي الطريق، تلمح مجموعة من المدارس الأخرى التي تتبع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يدرس فيها طلبة المخيم من المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

في الشارع الجنوبي من مركز شرطة جباليا تلحظ وجود مراكز متعددة تتبع "أونروا"، منها مركز طبي فيه عيادة للأمومة والطفولة، وعيادة أسنان وعيون، لكن لا تتوافر في المركز الأدوات الضرورية في غالب الأحيان، وكثير من الحالات يتم تحويلها إلى مستشفيات أخرى داخل قطاع غزة، بحسب مسؤولين في المركز.

وفي نفس الشارع، تلمح أيضًا مركزًا للأنشطة الحرفية المختلفة، وآخر لتوزيع المساعدات على اللاجئين الفلسطينيين.

كما ترى "مسجد العودة" الذي يعد من أكبر مساجد مخيم جباليا، ومنه كانت تخرج فعاليات مختلفة مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، التي تعرف فلسطينيًّا باسم "انتفاضة الأقصى"؛ حيث كان يصلى في مسجد "العودة" جنازات "الشهداء الفلسطينيين" .

وإلى الأمام قليلاً، تجد نادي خدمات مخيم جباليا الذي تلعب فيه فرق المخيم المختلفة، لاسيما كرة القدم.

اتجهنا إلى شارع "الترنس" من أمام مركز شرطة جباليا وهناك توقفنا قليلاً في هذا الشارع الذي يعد من أكثر الشوارع حيوية في شمال قطاع غزة.

ويوجد في شارع "الترنس" موقف للسيارات ومنه تستطيع أن تذهب إلى أي منطقة شئت داخل المخيم أو إلى مدينة غزة أو إلى بلدات شمال القطاع.

إلى الجنوب قليلاً من شارع "الترنس" يقع سوق مخيم جباليا، وهو السوق الأكبر والمركزي في شمال قطاع غزة، ويحتوي على كل البضائع المختلفة كالخضر والفواكه والمكسرات والملابس، وتعتبر أسعاره زهيدة، ويرتاده الكثيرون يوميًا.

ويعتبر مخيم جباليا من أكبر المخيمات الفلسطينية وأكثرها كثافة سكانية، إذ بلغ إجمالي سكانه حوالي 108 آلاف لاجئ مسجلين على مساحة لا تتجاوز 1448 دونماً (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وفق إحصائية حديثة لوكالة "أونروا".

ويطلق على مخيم جباليا فلسطينيًا "مخيم الثورة"، فهو يعد شرارة الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987 إثر قيام حافلة إسرائيلية بدهس عدد من العمال الفلسطينيين من جباليا؛ ما أدى إلى اندلاع مواجهات داخله مع الجيش الإسرائيلي، ومنها اتسع نطاقها ليشمل كافة مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.

ويوجد شارع الخلفاء الراشدين، الذي سمي نسبة لمسجد "الخلفاء" الذي تعرّض للقصف في الحرب الإسرائيلية على غزة (2008-2009)، وبجواره منزل نزار ريان، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي قتل هو وغالبية أفراد عائلته في غارة إسرائيلية في الأول من يناير/كانون الثاني 2009.

وإلى الشرق من المنطقة ذاتها، تجد حي "تل الزعتر"، وهو أحد أحياء مخيم جباليا.

وعلى مدار سنوات الانتفاضة الثانية، تعرّض مخيم جباليا لاجتياحات إسرائيلية متكررة، لا سيما في المناطق الشرقية منه، وكانت تدور أعنف المواجهات بين "المقاومين" الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وتأثّر المخيم بشكل كبير بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 6 سنوات، والذي أدى إلى ارتفاع شديد في معدل البطالة، بحسب وكالة "أونروا".

ويقول عدد من سكان المخيم، التقاهم مراسل "الأناضول"، إن وضع السكان في المخيم قاسٍ للغاية؛ إذ يعتمد غالبيتهم على وكالة "أونروا"، وكثير منهم يتلقون مساعدات إنسانية.

ويلفت هؤلاء إلى أن من أبرز المشاكل التي تواجه أهل المخيم: افتقاد خدمات البنية التحتية من "صرف صحي، وشبكات مياه وكهرباء" ملائمة، ونقص المساكن التي إن توفرت فتكون غالية الثمن، خاصة بعد تدمير إسرائيل لكثير من المنازل في حروبها ضد الفلسطينيين وفرض قيود على دخول مواد البناء. وغالبية منزل مخيم جباليا بسيطة وقديمة، وكثير منها يتكون من طايق واحد.

أما الشوارع فهي عبارة عن أزقة ضيقة، وتكاد تكون مرصوصة خلف بعضها البعض دون وجود أي مساحات فارغة بين الجيران.

وإجمالاً، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة مليون و200 ألف لاجئ حاليًا، بما نسبته 69.5% من إجمالي سكان القطاع، البالغ مليونًا و800 ألف نسمة، بحسب أرقام حديثة لـ"أونروا".

وقد قطعت الوكالة الشهر الماضي مساعدات مادية تقدّر بعشرة دولارات كانت تصرف كل 3 شهور للحالات الاجتماعية، التي تُصنّف تحت خط الفقر من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة. وتقول "أونروا" إنها أحلت محل نظام المساعدات النقدية نظام تشغيل مؤقت؛ نظراً لضعف التمويل الذي تتلقاه من الدول المانحة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın