إسطنبول.. مجلس قراءة صحيح الإمام البخاري يجيز 1300 مشارك
بحضور جمع كبير من العلماء في فعالية استمرت 13 يوما بجامع السلطان ياووز سليم..

İstanbul
إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
اختُتم في مدينة إسطنبول التركية، الأحد، مجلس قراءة كتاب صحيح الإمام البخاري على عدد من كبار المسنِدين، وتم منح الإجازة لـ1300 مشارك.
وتواصل مجلس القراءة بالسند السماعي المتصل في جامع السلطان ياووز سليم بحي الفاتح، بتنظيم من وقف إسماعيل آغا، بحضور علماء من دول إسلامية كثيرة.
وانطلق المجلس في 17 يونيو/ حزيران الجاري واستمر 13 يوما، لحضور جمع من العلماء، بينهم مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي.
وشارك في ختام المجلس علماء منهم: محمد طاهر نور ولي من السعودية، ويحيى الغوثاني من سوريا، ومدير معهد الفتح الإسلامي بسوريا أيمن شعباني، ومحمد خالد الخرسا من سوريا، ومحمود عبد الباري من الصومال، محمد أمين قليج من رئاسة الشؤون الدينية التركية.
وقرأ الشيخ محمد مجير الخطيب من سوريا الصفحة الأخيرة من صحيح البخاري مختتما بها المجلس.
وأعلن العلماء المشاركون في لجنة المجلس منح الإجازة لـ1300 مشارك.
وهؤلاء العلماء: لطيف الرحمن البهرائجي من الهند، ومحمد إدريس السندي من باكستان، ومحمد نعيم عرقسوسي من سوريا، وطورسون علي يلماز من تركيا، ومحمد الأمين بوثلجة من الجزائر، وجاسم محمد عزيز الكركوكي.
وفي كلمته الافتتاحية للمجلس قال إمام وخطيب جامع السلطان ياوز سليم بإسطنبول الشيخ عبد الله قليج: "نشكر المشايخ الذين شاركونا قراءة صحيح البخاري".
وتابع: "لا ننسى إخواننا في غزة نسأل الله أن يفتح لهم، وستتواصل مجالس الكتب النبوية بعد صحيحي مسلم والبخاري".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 190 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
وألقى محمد فاتح أوسطا عثمان أوغلو كلمة، وهو حفيد العالم الراحل محمود أفندي الذي تقام دورة المجلس هذا العام باسمه.
وقال عثمان أوغلو: "نشكر العلماء الحاضرين لهذا المجلس القادمين من مختلف دول العالم، واليوم الذي نجتمع فيه في مراسم الإجازة هذه هو طريق العلم الذي تحدث عنه الرسول الكريم".
وأضاف "نأمل من الله انتهاء الظلم الواقع على المسلمين في كل مكان، والوقف (وقف إسماعيل آغا) يعمل على إنهاء الظلم في القدس وفلسطين، ونأمل أن يتم الفتح قريبا لأن التاريخ يتكرر".
فيما قال البروفيسور في علم الحديث خليل إبراهيم قوتلاي: "نحمد الله الذي جمعنا على مائدة رسول الله".
وأردف أن "هذا المجلس الكريم الشريف المبارك نسعد به ونحمد الله عليه، وأرحب بالعلماء الكرام القادمين من بلاد مختلفة، حضورهم بركة في هذه البلاد الإسلامية".
** مجلس مبارك
أما رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين علي القرده داغي فقال: "نشكر الوقف على ترتيب هذا المجلس، ولا أجد مجلسا مباركا مثله، استثمر المكان بالتضرع الشديد، وندعو نصرة لإخواننا المستضعفين في غزة اللهم انصرهم وأيدهم بنصرك".
وفي كلمته، قال مفتي منطقة الفاتح بإسطنبول عبد الرحمن شن أوغلو: "أسعد بانعقاد المجلس في منطقة الفاتح بإسطنبول، وعندما يكون الموضوع (هو) الحديث وعن الإمام البخاري وبالنظر لتاريخنا الإسلامي، نرى أنه هو محدد السنة النبوية".
واستطرد: "الحديث عن فتح القسطنطينية (1453 ميلاديا الموافق 857 هجريا) كان حديثا نبويا حققه السلطان محمد الفاتح".
وأردف: "أشعر بسعادة لانعقاد المجلس في الحي، مجالس العلم مهمة وخاصة في هذا الفترة الأخيرة، ومنطقة الفاتح رغم أنها صغيرة فيها جوامع كثيرة، وما يقع علينا هو ليس تذكر الماضي، بل ترتيب المجالس وإحياء الجوامع".
وتابع: "مكة أم القرى، وأقول عن منطقة الفاتح أنها أم القرى لإسطنبول، فهي مركز العلم والسياسة والتجارة والجمال، وآمل أن تسكن هذه القراءات في قلب وروح الجميع".
** صيانة السنة
بدوره قال العلامة المصري حسن الشافعي إن "هذه المجالس تبقى شاهدة على جهود العلماء لحديث الرسول جمعا ورواية ونقدا وعلما وتعليما وفهما وإفهاما، لصيانة السنة الشريفة وحفاظا على صفاء نعيمها".
وأضاف أن "صحيح البخاري، الذي نختمه اليوم، يعد ويعبر عن تلك الملكات العلمية والروحية التي حبا الله بها تعال إمامنا أبا عبد الله البخاري".
وأردف: "حيث أبان فيها عن دراية تامة بالصناعة الحديثية واختار أصح الصحيح واستقصى الروايات المختارة من مجموع كبير مما رأه وحفظه ثم أودعها في كتابه الجامع الصحيح".
والشافعي أكد أن "المتأمل لهذا الكتاب يجد أنه لم يسبق إلى مثله وربما لم يلحق به غيره، فينال مثل هذه المكانة التي حظي بها الإمام البخاري، وقد اشتهر الكتاب وقرأ عليه مرات، فنال بذلك تحريرا على تحرير وتنويرا على تنوير".
كما ألقى رئيس جماعة "إسماعيل أغا" أحمد فكري دوغان أفندي كلمة قال فيها: "خلال 13 يوم في هذا الجامع تمت قراءة صحيح البخاري من بدايته إلى نهايته، واليوم بحضور المسندين المحدثين يتم الختام".
وأردف أن "الإسلام يمر من معرفة القرآن والسنة، الرسول عبر القرآن أرشدنا إلى الدين وعبر السنة إلى تطبيقه، وشيخنا محمود أفندي في دروسه ومجالسه كان حريصا على ذكر الأحاديث وتشجيعنا على حفظها، وكان يتلو لنا أحاديث البخاري بشكل متكرر".
وأضاف: "هذه المجالس المباركة في كل سنة نأمل أن تكون ملتقى للعلماء القادمين من العالم وأن تتكرر بشكل دائم، وأشكر جهود كل الإخوة في ترتيب هذا المجلس".
فيما قال وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير شكري: "نفتخر في بلاد الشام أنه يتصل سندنا إلى إمامنا الشيخ بدر الدين الحسني إلى رسول الله صل الله عليه وسلم".
وختم قائلا: "وأسأل الله أن ينتقل أبناؤنا من قراءة الحديث إلى حفظه، ومن حفظه إلى درايته وفهمه".