رجال الأعمال في تركيا وتونس.. آفاق واعدة للتعاون (تقرير)
زيارة أجراها وفد صناعي تركي إلى تونس ضمن جهود تأسيس علاقات تجارية واقتصادية استراتيجية بين البلدين

Tunisia
تونس/ عادل الثابتي / الأناضول
- زيارة أجراها وفد صناعي تركي إلى تونس ضمن جهود تأسيس علاقات تجارية واقتصادية استراتيجية بين البلدين- سفير أنقرة أرجع أهمية التعاون بين البلدين إلى الروابط التي تجمعهما وريادتهما في الكثير من القطاعات لا سيما الزراعية
- بويوك أغان: الزيارة حققت نتائج مثمرة على صعيد العلاقات الاقتصادية الثنائية والاجتماعات المكثفة ساهمت بفتح آفاق جديدة
- حمام: اتفقنا مع سفير أنقرة على تأسيس علاقة شراكة مع الجانب التركي لبحث سبل استثمار رجال الأعمال الأتراك في تونس
شهدت تونس خلال الأيام الماضية زيارة أجراها وفد من الغرفة الصناعية بولاية قونية التركية في إطار جهود تأسيس علاقات تجارية واقتصادية استراتيجية وطويلة الأمد بين البلدين
وزار الوفد صفاقس التي تعد كبرى المدن الصناعية التونسية، كما التقى أعضاء من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وعدد من الشخصيات المرتبطة بقطاع الأعمال والاقتصاد والصناعة.
وهذه ليست الزيارة الأولى التي يجريها وفد من رجال الأعمال الأتراك إلى تونس، بل تأتي ضمن مسار تفعيل العلاقات الاقتصادية التركية التونسية.
ورافق الوفد الزائر، سفير أنقرة أحمد مصباح دميرجان، الذي تنقل مع الوفد بين مدينة صفاقس والعاصمة تونس حيث يقع مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
** روابط متينة وأهمية متبادلة
دميرجان أرجع أهمية التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية إلى الروابط المتينة التي تجمعهما وريادتهما في الكثير من القطاعات لا سيما الزراعية.
وقال في حديث للأناضول: "تونس بصفتها دولة متوسطية تُعد من الدول الرائدة في مجال الزراعة، ولا سيما في إنتاج التمور وزيت الزيتون، وهذه الخصائص تساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا، وبالأخص مع ولاية قونية".
وفي المقابل، نوه السفير التركي إلى أن قونية تعد بدورها "سلة خبز تركيا"، مبينا أنها "ليست فقط مركزا زراعيا مهما، بل أيضا ولاية صناعية".
ولفت إلى أنهم في تركيا "لمسوا اهتماما متزايدا" من الجانب التونسي بولاية قونية وهو ما شجع على تنظيم لقاءات مباشرة بين رجال الأعمال من الجانبين، انطلاقا من العلاقات "المتينة" بينهما والأهمية المتبادلة.
** التأثير التركي على الساحة الدولية
وفي سياق متصل، أبرز دميرجان الأهمية التي توليها تركيا لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية على الساحة الدولية، بينها تونس.
وأوضح: "في إطار رؤية تركيا الجديدة التي أطلقها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، يترك القطاع الصناعي التركي أثرا إيجابيا بالساحة الدولية".
ووفق دميرجان "تهدف تركيا إلى تعزيز التجارة مع تونس من خلال توسيع التعاون الصناعي، وتوفير أرضية متينة لتبادل الاستثمارات".
وأشار إلى أن الجانب التونسي "أعرب عن استعداده للاستثمار في تركيا، فيما أبدى الجانب التركي اهتمامه بمتابعة التطورات الاستثمارية في تونس وفقا للفرص المتاحة."
وعلى هذا النحو، كشف السفير التركي أن العمل جارٍ على تنظيم زيارة مرتقبة لوفد تونسي رفيع المستوى إلى قونية في المستقبل القريب، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية.
** فتح آفاق جديدة
بدوره قال رئيس الغرفة الصناعية في قونية مصطفى بويوك أغان إن زيارة الوفد الصناعي إلى تونس "حققت نتائج مثمرة على صعيد العلاقات الاقتصادية الثنائية"، مؤكدا أن الاجتماعات المكثفة التي عقدت في صفاقس "ساهمت في فتح آفاق جديدة للتعاون".
وأضاف: "قمنا ضمن برنامج زيارتنا، بجولة في مدينة صفاقس برفقة الوفد القادم من قونية، وخلالها عُقد قرابة 400 اجتماع عمل بين رجال الأعمال الأتراك والتونسيين".
واعتبر بويوك أغان أن هذه اللقاءات "ستسهم بشكل إيجابي وملموس في تعزيز التجارة المتبادلة بين الطرفين"، معلنا تطلع الجانب التركي إلى "تطوير هذه الاجتماعات بشكل أعمق في المستقبل، بما يخدم المشاريع الاستثمارية ويسهم في بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد".
كما أعلن بدوره عن توجيه الجانب التركي دعوة رسمية لرجال الأعمال التونسيين لزيارة قونية، قائلا: "ننتظر استقبالهم في قونية في أقرب فرصة ممكنة، بهدف مواصلة هذه الديناميكية التجارية البناءة".
** الاتحاد التونسي: هناك أرضية صلبة نحو شراكة متينة
وفيما يتعلق بالجانب التونسي، أفاد حبيب حمام، رئيس غرفة التجارة والصناعة بصفاقس بعقد الغرفة اجتماعا مع السفير التركي في أبريل/ نيسان الماضي، تم خلاله الاتفاق على تأسيس علاقة شراكة مع الجانب التركي لبحث سبل استثمار رجال الأعمال الأتراك في تونس.
وأضاف حمام: "نبحث مع رجال الأعمال الأتراك ماهية المجالات المتاحة للاستثمار، خاصة وأن صفاقس معروفة كمنطقة صناعة ونطمح في المقابل لعلاقات صناعية مع تركيا".
وفي بيان أصدره الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، عقب توقيع اتفاقية تعاون مع غرفة الصناعة بقونية، الأربعاء، قال حمادي الكعلي نائب رئيس الاتحاد إن الإمكانات المتوفرة والفرص الاستثمارية بين تونس وتركيا "هائلة ومتنوعة".
واعتبر أنه لا خيار أمام الجانبين "سوى البناء على هذه الأرضية الصلبة للمضي قُدمًا نحو شراكة اقتصادية متينة".
وذكر الكعلي القطاعات ذات أولوية التعاون بين البلدين، وهي: "الصناعات التحويلية والطاقات المتجددة والصناعات الكيمياوية والبلاستيكية والتكنولوجيا والخدمات الرقمية والتجهيزات والآلات الفلاحية والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية ومكونات السيارات والطائرات".
وفي السياق، دعا الكعلي إلى تحويل الروابط التقليدية بين البلدين إلى "مشاريع ملموسة واستثمارات ثنائية"، وفق البيان ذاته.
** محطات في مسار التعاون المتبادل
ومنذ أعوام تتكثف الزيارات الاقتصادية بين رجال أعمال من تونس وتركيا، ويشارك رجال أعمال وصناعة أتراك في فعاليات اقتصادية بالبلد العربي.
وفي أكتوبر/ تشرين الماضي شاركت نحو 70 شركة تركية في "الصالون الدولي للنسيج" بمدينة سوسة، شرق تونس.
فيما شارك وزير التجارة التركي عمر بولاط في منتدى الأعمال والاستثمار التركي التونسي الثاني بالعاصمة تونس في يونيو/ حزيران 2024.
وتعهد بولاط، خلال مؤتمر صحفي آنذاك بأن ترفع تركيا "حجم التبادل التجاري مع تونس إلى 3 مليارات دولار أمريكي سنويا" حيث يبلغ حاليا 1.6 مليار دولار.
ولفت أيضا إلى أن تركيا ستعمل خلال فترة قصيرة كذلك على رفع حجم استثماراتها في تونس، التي تبلغ حاليا 700 مليون دولار.
وثمن أهمية الاتفاقات بين البلدين بالمجال التجاري وتشمل اتفاقية التبادل الحر، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين، واتفاقية منع الازدواج الضريبي.
وفي مايو/أيار 2024 بحث ممثلون عن 24 شركة تركية مختصة بقطاع التعدين آفاق الاستثمار بتونس مع ممثلين من المجتمع المحلي ورجال أعمال.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.