فلسطين: اقتحام إسرائيل مقر الأونروا اعتداء خطير على حصانة الأمم المتحدة
المجلس الوطني الفلسطيني أكد أن هذا السلوك يعكس "تصرفًا خارجًا على إطار الشرعية الدولية، ويستدعي تحركًا دوليًا فوريًا وفعّالًا لمحاسبة إسرائيل"..
Ramallah
رام الله/ قيس أبو سمرة / الأناضول
أدان المجلس الوطني الفلسطيني، الاثنين اقتحام الجيش الإسرائيلي مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واعتبره "اعتداءً خطيرًا" على حصانة مؤسسات الأمم المتحدة، وتحديًا صارخًا لإرادة المجتمع الدولي".
وأكد رئيس المجلس (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) روحي فتوح، في بيان وصل الأناضول، أن ما جرى يُعد "اعتداءً خطيرًا على مكانة مؤسسات الأمم المتحدة وحصانتها القانونية، وتحديًا صارخًا لإرادة المجتمع الدولي وقراراته الملزمة".
وفي وقت سابق الاثنين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المقر المغلق لوكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
وأوضح فتوح أن اقتحام المقر وإجراء عمليات تفتيش واسعة داخله، واحتجاز حراس الأمن، والاستيلاء على هواتفهم، ومنع التواصل معهم، وإغلاق المنطقة بالكامل، تمثّل "انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتجاوزًا واضحًا لقراراتها".
وشدد على أن ما جرى يؤكد مجددًا أن "القدس الشرقية مدينة محتلة وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأن وجود قوات الاحتلال فيها لا يمنحها أي شرعية ولا يخولها اقتحام مقرات الهيئات الأممية أو التدخل في عملها".
وأضاف أن هذا السلوك يعكس "تصرفًا خارجًا على إطار الشرعية الدولية، ويستدعي تحركًا دوليًا فوريًا وفعّالًا لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة، ومساءلة المسؤولين عن الاعتداءات التي تطال الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والأممية".
ودعا فتوح المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة إلى اتخاذ "خطوات عملية" تضمن حماية الأونروا وسائر الهيئات الدولية العاملة في الأرض الفلسطينية، ووضع حد للاعتداءات التي باتت تشكل "تهديدًا مباشرًا لسلامة موظفيها ولمهامها الإنسانية".
وهذا المقر الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي عملت منه الأونروا منذ عام 1951، ولكنها أخلته مطلع العام الجاري بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية.
وحظرت الحكومة عمل الوكالة في القدس الشرقية بموجب قانون أقره الكنيست (البرلمان).
وتدعي إسرائيل أن موظفين لدى "أونروا" شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام "أونروا" الحياد.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى "أونروا"، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال عامين منذ 8 أكتوبر 2023.
وخلّفت هذه الإبادة أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا يستلزم إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.
وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
