الأزهر يدعو إلى وقف المجازر ضد المدنيين السودانيين بالفاشر
معلنا استعداده لتسيير قوافل إغاثية عاجلة للمساهمة في إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور بالسودان
 
                Sudan
إسطنبول / الأناضول
دعا الأزهر الشريف، الخميس، عقلاء العالم إلى "تدخل عاجل من أجل وقف المجازر" التي ترتكب ضد المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقال في بيان إن "الانتهاكات البشعة والجرائم التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر بالسودان، وما يتعرضون له من قتل وقصف وتجويع وحرمان انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية والمواثيق الدولية".
ودعا "حكماء السودان وعقلاء العالم إلى التدخل الفوري والعاجل والتوسط لوقف هذه المجازر والجرائم والانتهاكات التي ترتكب في حق الشعب السوداني".
وفي أبريل/ نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
واستولت "قوات الدعم السريع"، في أكتوبر/ تشرين الأول 2025، على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور (جنوب غرب)، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
والأربعاء، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وفي بيانه، شدد الأزهر على ضرورة "تغليب صوت العقل والحكمة، وإعلاء مصلحة السودان العليا، والحفاظ على وحدته، والعمل على وقف نزيف دماء الأبرياء، وإنهاء العنف الذي يحصد أرواح الأبرياء ويمزق وحدة الوطن".
وقال: "نذكر المعتدين بأن من يقتلونهم هم إخوتهم من السودانيين الذين يشاركونهم الدين والوطن والعرق، وأن الانجرار خلف الصراعات التي تغذيها المصالح السياسية الخبيثة، لن يجلب للسودان إلا مزيدا من القتل وشلالات الدماء التي لا تتوقف".
وأضاف: "كما أنه سيجلب التخلف والفقر، والكراهية والتعصب، وتحقيق أجندات خارجية لا تسعى إلا لإضعاف هذا البلد العزيز، والسيطرة على موارده وسرقة خيراته، ووضعه في قائمة الدول التي تعاني من أزمات لا نهاية لها".
وأكد الأزهر استعداده لتسيير قوافل إغاثية عاجلة إلى السودان، للمساهمة في إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور.
وحث المجتمع الدولي على "تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين الأبرياء".
كما دعاه لتيسير دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، "والعمل على وقف كامل ودائم للاقتتال والعنف، وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع السودان".
وحاليا، باتت "الدعم السريع" تحتل كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق والولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين الذين يبلغ عددهم 50 مليونا يسكنون بمناطق سيطرة الجيش.
 
             
 
             
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    