إسطنبول / الأناضول

لاقى الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، رفضا عربيا واسعا ودعوات إلى موقف دولي رادع لهذا الاعتداء "الإجرامي السافر".

جاء ذلك حسب مواقف رصدتها الأناضول صادرة عن السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن والجزائر والعراق وسوريا والمغرب وفلسطين ولبنان والصومال واليمن وموريتانيا والبحرين، وشيخ الأزهر، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

ويعد هذا أول هجوم إسرائيلي على قطر وضد دولة خليجية.

** هجوم جبان

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت قطر أن إسرائيل شنت "هجوما جبانا استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة".

وقالت الخارجية القطرية إن "هذا الاعتداء الإجرامي والهجوم الجبان يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة أن "الدوحة لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها".

وأشارت في بيان، إلى أن "التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها".

وسرعان ما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه هاجم بواسطة سلاح الجو "قيادة حركة حماس" في الدوحة بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك".

ولاحقا، أعلنت حركة "حماس" أن "العدو فشل في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض (لم تذكرهم)، فيما ارتقى عدد من الشهداء".

وأوضحت أن بين القتلى جهاد لبد مدير مكتب رئيس "حماس" بغزة خليل الحية، ونجله همام الحية، إلى جانب 3 من المرافقين هم: عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.

كما نعت الحركة في بيانها بدر الحميدي، أحد منتسبي قوات الأمن الداخلي القطري (لخويا)، الذي قتل أيضا في الهجوم.

** السعودية

أدانت السعودية في بيان لوزارة الخارجية بـ"أشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الغاشم والانتهاك السافر لسيادة قطر"، مؤكدة "تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب قطر، ووضع كافة إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات".

وطالبت المملكة "المجتمع الدولي بإدانة هذا الاعتداء الآثم ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تقوض أمن واستقرار المنطقة".

وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا بأمير قطر تميم بن حمد، مؤكدا "وقوف المملكة التام مع دولة قطر وإدانتها للهجوم الإسرائيلي السافر"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

ووصف ولي العهد الهجوم بأنه "يعد عملا إجراميا، وانتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية"، مشددا على أن "المملكة تضع كافة إمكاناتها لمساندة الأشقاء في قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها".

** الإمارات

وأدان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، عبر بيان للخارجية بـ"أشد العبارات، الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف قطر".

وأعرب عن "تضامن الإمارات الكامل مع قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها"، داعيا "المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، لردع إسرائيل ووقف هذه الاعتداءات الهمجية".

وحذّر من أن "التمادي في مثل هذه الهجمات المتهورة في ظل غياب موقف دولي رادع وحاسم، ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويكرّس واقعًا لا يمكن السكوت عنه أو قبوله".

وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، في تدوينة بمنصة شركة "إكس" الأمريكية، إن "أمن دول الخليج العربي لا يتجزأ، ونقف قلباً وقالباً مع قطر، مدينين الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدفها".

وأضاف: "نؤكد تضامننا الكامل معها (مع قطر) في مواجهة هذا الاعتداء".

** الكويت

أعربت الخارجية الكويتية في بيان عن "إدانة واستنكار الكويت الشديدين، للعدوان الغاشم الذي تعرضت له قطر، من قِبَل القوات الإسرائيلية الجائرة".

ودعت إلى "ضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤولياته بصون الأمن والسلم الدوليين، واتخاذ خطوات جادة وفعالة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المُمنهج على دول المنطقة".

وشددت على "دعم الكويت التام لما تتخذه الشقيقة من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، وصون سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها".

** سلطنة عمان

في بيان للخارجية، قالت سلطنة عمان، إنها "تعرب عن تضامنها مع قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، وإدانتها واستنكارها البالغين للهجوم الغاشم الذي شنّته إسرائيل على الأراضي القطرية".

وأضافت: "تؤيد سلطنة عُمان كل ما تتخذه دولة قطر من إجراءات في مواجهة هذا العدوان المستفز"، داعية "المجتمع الدولي إلى ردع إسرائيل وكبح انتهاكاتها لقواعد الأمن والسلم في المنطقة".

** البحرين 

أعربت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان عن "إدانة المملكة للهجوم الإسرائيلي على دولة قطر"، واعتبرته "انتهاكًا للسيادة الوطنية القطرية ولمبادئ القانون الدولي".

وأكدت البحرين "تضامنها الكامل مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وسيادتها وسلامة المواطنين والمقيمين على أرضها"، داعيةً إلى التهدئة ووقف التصعيد، حفاظًا على السلم والأمن الإقليميين.

** مصر

الرئاسة المصرية أعربت في بيان مساء الثلاثاء، عن "إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدواني الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على قطر".

وأوضحت أن الهجوم "استهدف اجتماعا لقيادات فلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار (بغزة)، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها".

وأكدت مصر التي تقود وساطة مع قطر والولايات المتحدة أن هذا "الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وتطورًا مرفوضًا، ويعد اعتداءً مباشراً على سيادة قطر، التي تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وشددت على أن "هذا التصعيد يقوض المساعي الدولية الرامية إلى التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها"، داعية المجتمع الدولي إلى "العمل الفوري على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين عنه، حتى لا يضاف إلى الإفلات المعتاد لإسرائيل من المحاسبة".

** الأردن

أدان الأردن في بيان للخارجية بـ"أشد العبارات، القصف الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافرًا على سيادة قطر وأمنها".

وطالبت الخارجية الأردنية "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف تصعيدها الخطير في المنطقة واعتداءاتها المتواصلة على دول عربية".

من جانبه، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي مع الأمير تميم أن "أمن قطر من أمن الأردن"، مشددا على "موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر"، وفق ما نقله الديوان الملكي في بيان.

** الجزائر

الجزائر بدورها أدانت في بيان للخارجية "بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف الدوحة" وأعربت عن "تضامنها التام والمطلق مع قطر في وجه هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به".

ودعت الجزائر التي تشغل عضوية مجلس الأمن حاليا، "المجموعة الدولية أن تدرك الحتمية الملحة لتحمل مسؤولياتها كاملة في ردع المحتل الإسرائيلي ووضع حدٍ لجرائمه في حق الفلسطينيين، وكبح جماح تصعيده الذي يجر المنطقة بأسرها نحو دوامة لا متناهية من اللا أمن واللا استقرار".

** العراق

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان "إدانة اعتداء الكيان الإسرائيلي باستهداف قادة حركة حماس في الدوحة"، وعدته "عملاً جباناً يمثّل انتهاكاً صارخاً لسيادة وأراضي دولة قطر الشقيقة، ويُشكّل تهديداً لأمنها واستقرارها".

وشددت الوزارة على "ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في وضع حد لهذه الممارسات العدوانية".

** سوريا

كما أعربت دمشق في بيان للخارجية عن "إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة"، مؤكدة أن "الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة قطر، وتصعيداً خطيراً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".

واعتبرت سوريا أن "هذا العدوان يعكس استخفاف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر بالقوانين والأعراف الدولية".

وأكدت "تضامنها الكامل مع قطر قيادةً وحكومةً وشعباً"، مشددة على "ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصارماً تجاه هذه الممارسات العدوانية، والعمل على محاسبة مرتكبيها ومنع تكرارها".

** المغرب

الخارجية المغربية، أعربت بدورها في بيان عن "إدانتها القوية للاعتداء الإسرائيلي واستنكارها الشديد لانتهاك سيادة قطر"، مؤكدة "تضامنها التام مع قطر إزاء كل ما من شأنه أن يمس أمنها وسلامها أراضيها".

** فلسطين

نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الرئيس محمود عباس قوله إن "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي، وتصعيدا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي".

** لبنان

من جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان إنه "يدين الاعتداء الإسرائيلي على قطر الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يتولون إدارة المفاوضات لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأضاف أن "هذا الاعتداء الغاشم الذي انتهك سيادة دولة عربية شقيقة، يندرج في سلسلة اعتداءات‏ ترتكبها إسرائيل وتظهر إصرارها على ضرب كل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

ودعا عون "المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الممارسات الإسرائيلية التي تعرقل كل جهد مشكور بذلته دولة قطر لإحلال السلام في المنطقة ووضع حد لعذاب الشعب الفلسطيني".

** السودان

أعلنت الحكومة السودانية في بيان نقلته الخارجية، أنها "تدين بأشد العبارات الهجوم الذي نفذته سلطة الاحتلال الإسرائيلية على قطر الشقيقة واستهدافها مقار سكنية في الدوحة في انتهاك واضح للقوانين والأعراف الدولية".

وأكدت أن ذلك الهجوم "ينسف هذا الاعتداء الجهود الجارية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، معربة عن "تضامنها التام مع حكومة وشعب قطر ، وتدعو لأهلها بالسلم والأمن والطمأنينة".

وأعربت عن "تطلعها أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه إدانة مثل هذه الاعتداءات الغاشمة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقفها".

** الصومال

الخارجية الصومالية أدانت في بيان، بـ"شدة الأعمال العسكرية التي نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد مقرات سكنية بالعاصمة القطرية الدوحة"، واعتبرتها "انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية لدولة قطر واستهدافاً متعمداً للمدنيين الأبرياء".

ودعت الخارجية الصومالية "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين".

** اليمن

أدانت الخارجية اليمنية، في بيان، بـ"أشد العبارات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة"، مؤكدة أن "هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر كما يقوّض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على الشعب الفلسطيني".

ودعا اليمن "المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته إزاء هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها".

** موريتانيا

أدانت الخارجية الموريتانية في بيان "بأشد العبارات هذا الانتهاك الصارخ لسيادة قطر"، داعية المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم وصرامة مع هذا العدوان "الذي يهدد الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ويفاقم حالة الاحتقان التي تعيشها".

** شيخ الأزهر

بدوره، أدان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان "العدوان الإرهابي الذي استهدف عددًا من قيادات وفد التفاوض الفلسطيني في دولة قطر الشقيقة".

وأكد أن هذا العدوان "يكشف عن نوايا الاحتلال ومخططاته في نشر الفوضى والعبث بأمن المنطقة واستقرارها، واستباحة أراضيها ومقدَّرات شعوبها، وتحويلها إلى ساحة مشتعلة بالصراعات والحروب".

وأضاف: "هذا العدوان الخطير على سيادة دولة قطر الشقيقة يحتِّم على العالم العربي والإسلامي الاتحاد لوقف غطرسة هذا الكيان المحتل وسلوكه الإجرامي".

** الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أدان من جانبه في بيان، العدوان على قطر، مؤكدا تضامنه مع الدوحة، ومشيدا بـ"موقفها المشرف واحتضانها لمساعي الحوار والتفاوض سعياً لوقف المجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".

** هجوم نادر

وجاء الهجوم على قطر، والذي يعد الأول من نوعه ضد دولة خليجية، رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل الحرب على غزة للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، فيما تطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وبموازاة الإبادة في غزة تشن إسرائيل عدوانا دمويا ومدمرا على الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لضمها والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة تنص عليها قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.