إيران تعلن جاهزيتها لتوسيع العلاقات الدفاعية مع السعودية
خلال لقاء رئيس الأركان الإيراني محمد باقري وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في طهران

Istanbul
عبد الجبار أبوراس/ الأناضول
أعلن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، الخميس، جاهزية بلاده لتوسيع العلاقات الدفاعية مع السعودية في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال لقائه وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في طهران، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وأكد باقري، أن "العلاقات بين القوات المسلحة الإيرانية والسعودية تشهد تناميا منذ إبرام اتفاقية بكين".
وقال إن "أمن المنطقة مصلحة استراتيجية ومشتركة لبلدان المنطقة، وإن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على توطيد العلاقات مع الجيران".
وأضاف باقري: "لذلك، فإن توسيع وترسيخ العلاقات بين القوات المسلحة للبلدين يمكن أن يرسي أساسا جيدا لبلدان المنطقة".
وأكد على "أهمية العلاقات بين البلدين لا سيما في الظروف الخاصة والمعقدة الإقليمية والدولية".
وفي الوقت ذاته، أعلن باقري، جاهزية القوات الإيرانية "لتوسيع العلاقات الدفاعية الثنائية مع السعودية في المجالات المختلفة وذات الاهتمام المشترك".
ورحّب باقري في مستهل اللقاء بوزير الدفاع السعودي، وأعرب عن ارتياحه لزيارته والوفد المرافق له، معربا عن أمله بتحقق المكاسب الاستراتيجية خلال الزيارة.
وقال إن سياسة بلاده "مبنية دائما على توفير وضمان الأمن بالمنطقة وتنمية بلدان المنطقة، لذلك، فإن بوسع البلدين الاضطلاع بدور بالغ في تحقيق هذا الأمر المهم والاستراتيجي".
يُشار أنه في 10 مارس/ أذار 2023، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين.
وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، عاد التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران، لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في 2016، ثم تم الاتفاق على استئنافها في مارس من العام ذاته.
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".
وعن الممارسات الإسرائيلية بالمنطقة، أشار المسؤول الإيراني إلى ما وصفه "الدور المخرب للكيان الصهيوني في نسف سلام واستقرار البلدان الاسلامية ومحاولاته لتوسيع الاضطرابات في المنطقة".
كما أشاد بمواقف المملكة تجاه قضية غزة وفلسطين.
وقال باقري، إن "التصدي لجرائم هذا الكيان يتطلب الاتحاد والتكاتف واتخاذ مواقف موحدة من قبل الدول الاسلامية تجاه جرائم الكيان الصهيوني".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وأشاد اللواء باقري، "بحضور مراقبين سعوديين في مناورات الأمن البحري، قائلا إن "العلاقات الطيبة بين البلدين وقواتهما المسلحة، تجلب حقا اليأس والإحباط للأعداء والفرحة والبهجة لأصدقائنا".
بدوره، أعرب وزير الدفاع السعودي عن تقديره لكرم الضيافة، قائلا إن "كرم الضيافة والاستقبال الذي أبديتموه مؤشر على العلاقات الطيبة جدا فيما بيننا"، وفق المصدر نفسه.
وأضاف الوزير أن "العلاقات المهمة بين البلدين لها أثر كبير في توفير الأمن للبلدين والمنطقة وأن المملكة تصرّ على تعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين".
وفي الختام وجه الأمير خالد بن سلمان، دعوة للواء باقري، لزيارة السعودية.
ويأتي الاجتماع بين مسؤولين البلدين، في وقت تشهد المنطقة والعالم توترات متصاعدة على وقع حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، وارتداداتها على المنطقة، من الضفة الغربية ولبنان وسوريا إلى اليمن ومنطقة البحر الأحمر.
كما يتزامن مع مباحثات إيرانية أمريكية، انطلقت، هذا الشهر، بشأن برنامج طهران النووي، إذ تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل لتفكيكه بالكامل بعد الضربات التي تلقتها إيران بالمنطقة، فيما ترفض الأخيرة ذلك وتؤكد أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.
وكان البيت الأبيض حذر، عشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، في 12 أبريل الجاري، من "خيارات أمريكية باهظة الثمن" في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتتهيأ واشنطن وتل أبيب لضرب أهداف في إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وبرز ذلك، من خلال الحشود والاستنفار الأمريكي بالمنطقة، حيث أرسلت واشنطن مؤخرا حاملة طائرات إضافية لمنطقة الشرق الأوسط، وأرسلت جسرا جويا لطائرات نقل محملة بذخائر وقنابل خارقة للتحصينات إلى إسرائيل.