تركيا, دولي, التقارير

سفير واشنطن بأنقرة: تركيا "مفتاح" على طريق السلام بالشرق الأوسط (مقابلة)

في مقابلة خاصة للأناضول خلال زيارته إلى إزمير، قال السفير الأمريكي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك: الولايات المتحدة تنظر دائمًا إلى تركيا باعتبارها "حليفًا عظيمًا" داخل حلف الناتو

Sümeyye Dilara Dinçer, Hişam Sabanlıoğlu, Ömer Aşur Çuhadar, Aladdin Mustafaoğlu  | 29.06.2025 - محدث : 30.06.2025
سفير واشنطن بأنقرة: تركيا "مفتاح" على طريق السلام بالشرق الأوسط (مقابلة)

Ankara

إزمير/ سمية ديلارا دينجر/ الأناضول

في مقابلة خاصة للأناضول خلال زيارته إلى إزمير، قال السفير الأمريكي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك:
- الولايات المتحدة تنظر دائمًا إلى تركيا باعتبارها "حليفًا عظيمًا" داخل حلف الناتو
- المحادثات بين الرئيسين الأمريكي والتركي ساهمت في بناء الثقة بينهما
- تركيا لم تحظَ أبدًا بالتقدير والأهمية التي تستحقها بشكل كامل كفاعل إقليمي رئيسي
- تتوقع الولايات المتحدة وتركيا حل قضية إف-35 "بحلول نهاية العام
- نؤكد أهمية القيادة التركية في صياغة مرحلة جديدة بالشرق الأوسط
- ما يحدث بين إسرائيل وإيران هو فرصة لنا جميعا لفتح طريق جديد وتركيا أساسية في هذا المسار الجديد
- سنشهد وقف إطلاق نار في غزة قريبًا، وأعتقد أن لدينا الفريق المناسب لتحقيق ذلك
- الحكومة السورية ستكون الطرف الوحيد الذي تتحاور معه الولايات المتحدة في سوريا

أكد السفير الأمريكي لدى تركيا توم باراك على دور أنقرة المحوري في الديناميكيات الإقليمية، قائلا: "إسرائيل بحاجة إلى إعادة تعريف، فهي تمر حاليًا بمرحلة إعادة تعريف، وما حدث مؤخرًا بين إسرائيل وإيران يمثل فرصة لنا جميعًا للقول إن تلك الحقبة قد انتهت وعلينا فتح طريقٍ جديد للسلام، ومفتاح هذا الطريق هو تركيا".

وفي مقابلة خاصة مع الأناضول، تطرق باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، إلى علاقاته الشخصية الوثيقة بتركيا.

وذكر باراك أن جده توجه إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين بجواز سفر عثماني ومعه 13 ليرة في جيبه، قائلا: "أن أحظى بشرف وامتياز العودة إلى المكان الذي تعود إليه جذوري، وأن أمثل أمريكا هنا بصفتي دبلوماسيًا رفيعًا باسم (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في أحد البلدان التاريخية، فهذا حقًا شرف كبير".

وأوضح باراك أن تركيا كانت تمثل له في مخيلته "حلمًا"، مشيرًا إلى أن هذا الحلم تمتد جذوره إلى الإمبراطورية العثمانية.

كما تحدث السفير الأمريكي عن العلاقات التركية الأمريكية وآخر التطورات في الشرق الأوسط.

** علاقة شخصية قائمة على الثقة بمرحلة هامة

وفي معرض وصفه للقاء الذي جمع ترامب وأردوغان على هامش قمة قادة دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عقدت في مدينة لاهاي الهولندية، قال باراك إنهما (ترامب وأردوغان)، وكذلك وزير الخارجية هاكان فيدان ونظيره الأمريكي روبيو، "يتمتعون جميعًا بعلاقات شخصية جيدة".

وشدد: "في مرحلة شديدة الأهمية من التاريخ، بدأت علاقة شخصية قائمة على الثقة المتبادلة، والتقارب، والتفاهم بين أربعة أشخاص، وهم الرئيسان ووزيرا الخارجية".

وذكّر باراك بأن ترامب وأردوغان أجريا مكالمتين هاتفيتين، مؤكّدًا أن ذلك ساهم في بدء تشكل الثقة والاطمئنان المتبادل بينهما.

** تغيير لغة الحوار في الشرق الأوسط يحتاج إلى قيادة

وأوضح باراك أن الرئيسين الأمريكي والتركي ينظران إلى هذا الوضع كفرصة لتغيير لغة الحوار.

وأضاف: "تغيير لغة الحوار في الشرق الأوسط يحتاج إلى قيادة، ويتطلب قيادة قوية".

** تركيا فاعل إقليمي رئيسي

وخلال حديثه عن دور تركيا داخل حلف الناتو، قال باراك: "قبل اجتماع الناتو هذا، لطالما اعتبرنا تركيا حليفًا عظيمًا للناتو، لكن برأيي المتواضع، لم تحظَ تركيا أبدًا بالمكانة والتقدير والأهمية التي تستحقها كفاعل إقليمي رئيسي".

واستذكر باراك الصورة الجماعية التي التقطت خلال قمة الناتو، وأظهرت القرب والود الذي يجمع بين الرئيسين أردوغان وترامب.

وأكد باراك أن الزعيمين يكنّان مشاعر طيبة تجاه بعضهما البعض.

وفي معرض حديثه عن استمرار البحث عن حل للفوضى التي يشهدها الشرق الأوسط، قال باراك: "هناك فوضى مستمرة منذ قرون، وهذه الفوضى من صنع الغرب إلى حد كبير، بسبب محاولات الغرب المستمرة في التدخل".

كما شدد باراك على أهمية تعميق التعاون الاستراتيجي، لا سيما في مجال الدفاع.

وأكد أن مقاتلات "إف-16 و"إف-35" تُعدّ مكونات أساسية لتركيا، الحليفة في الناتو، لافتا إلى أن معظم أجزاء إف-35 تُصنّع في تركيا، وأن أنقرة دفعت بالفعل ثمن مقاتلات "إف-16" وتحديثها.

وعندما سُئل عما إذا ما كانت هناك أي آلية من شأنها أن تُسهم بشكل بنّاء في العلاقات الثنائية فيما يتعلق بقانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات (كاتسا) وقضية مقاتلات "إف-35"، أجاب باراك: "نعم، بالتأكيد نعم".

وأشار السفير إلى أن قضية "إف-35" نوقشت لفترة طويلة، مؤكدا أن الطرفين يرغبان في تخطي هذه المسألة.

وأضاف: "الكونغرس الأمريكي مستعد لإعادة النظر في القضية، كما أكد الرئيس أردوغان ووزير خارجيته على ضرورة انطلاق بداية جديدة".

وأعرب عن اعتقاده بأن ترامب وأردوغان سيطلبان من روبيو وفيدان إنهاء قضيتي مقاتلات "إف-35" وعقوبات "كاتسا" وإيجاد حل.

وتابع: "سيدعم الكونغرس أي حل منطقي لذا أعتقد أن لدينا فرصة للتوصل إلى حل بحلول نهاية العام".

وفيما يتعلق بقانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات "كاتسا" وقضية طائرات الـ"إف 35"، قال باراك: "ستشهدون في الأشهر القليلة المقبلة اجتماعًا جديدًا بين زعيمي بلدينا ووزيري الخارجية، وسيتم تجديد أجندة الأعمال الثنائية وجميع هذه القضايا التي نوقشت على مدار خمس سنوات".

وأوضح أن "القضايا مثل طائرات إف-35، وإف-16، وأنظمة إس-400، والعقوبات، والرسوم الجمركية تعتبر عناصر ثانوية في مهمتنا".

وتابع: "أعتقد أنه للمرة الأولى هناك تعهد من الولايات المتحدة وتركيا بأن نكون "شركاء مبادرين" وليس فقط شركاء في مجال الدفاع".

وأشاد باراك بالمشاريع التي تقوم بها تركيا في مجال الصناعة الدفاعية، لافتا إلى أن الطائرات المسيّرة المسلحة مثل "بيرقدار تي بي 2" التي تنتجها شركة "بايكار" حققت نجاحًا كبيرًا.

كما لفت إلى أن الخطوط الجوية التركية باتت واحدة من أفضل شركات الطيران في العالم.

وعن "إزمير" التركية المطلة على بحر إيجة، قال: "بالنسبة لي، تمثل هذه المدينة مثالًا على تعايش اليهود والمسلمين والمسيحيين، حيث تمثل نموذجًا لانصهار هذه المجتمعات معًا"، ثم أضاف: "هذا هو الوضع الذي ينبغي أن يكون سائدًا في جميع أنحاء العالم وفي الشرق الأوسط".

وتابع السفير باراك بالقول: "أنقرة يمكن أن تكون نقطة الارتكاز لكل ذلك، كما رأيتم في سوريا فالكثير مما يحدث هناك يتم بفضل تركيا وقيادتها".

**اتفاق سوري إسرائيلي محتمل

وردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع اتفاقًا بين سوريا وإسرائيل، أجاب باراك: "نعم، أملي في هذا الاتجاه يجب أن يتوصلوا إلى اتفاق في نقطة ما".

وذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع، يشغل منصبه منذ 6 أشهر، وأن "إسرائيل كانت طيلة سنوات طويلة عدوًا صريحًا للدولة السابقة".

وأشار إلى أن الشرع أكد بوضوح أنه لا يكره إسرائيل، ولا يحمل ضغينة دينية ضدها، ويريد سلاما على الحدود.

وقال: "أعلم أن إسرائيل تريد الشيء نفسه، وعلى الأرجح، سنرى حوارًا خلف الأبواب يبدأ من قضايا أبسط مثل أمن الحدود ومع الوقت سيتحول هذا إلى حوار أوسع لوقف الصراع، وسيبحث عن إجابة للسؤال: كيف يمكننا ضمان الاستقرار على الحدود؟".

وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاقًا مماثلًا سيتم مع لبنان، موضحًا أن لبنان أيضا مناسب لنفس النموذج.

وأردف: "لماذا لا نستطيع العيش في سلام؟ مهما كانت ممارساتي الدينية، فهذا إيماني الشخصي، وسأمارسه في سلام، بعيدًا عن السياسة".

وأكد أن سوريا ستختبر هذه العملية بأسرع طريقة، ثم سيتبعها لبنان كذلك.

ولفت إلى أن التحوّل كان ضروريا لإعطاء سوريا فرصة، مذكرًا بدعم الرئيس أردوغان للشرع.

ولدى سؤاله عن مسألة دمج شمال شرق سوريا، ما إذا كانت الولايات المتحدة راضية عن موقف ومشاركة ما تسميه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أم لا، وهل قدمت اقتراحًا بشأن إقامة نظام لا مركزي لحكومة دمشق، أشار باراك إلى أن ترامب وروبيو قدما إجابة واضحة مسبقًا في هذا الشأن.

وأوضح أن الحكومة السورية ستكون الطرف الوحيد الذي تتحاور معه الولايات المتحدة في سوريا.

وتابع: "قسد التي تضم عنصرًا نسميه بي كي كي أو واي بي جي، شاركت في الحرب ضد تنظيم داعش إلى جانب القوات الأمريكية وقامت بمهمة مشتركة".

وأكد أن "قسد" يجب أن تندمج في سوريا الجديدة سياسيًا وعسكريًا، تمامًا كما يسعى العلويون والدروز والمجتمعات الأخرى إلى التمثيل.

وشدد باراك على أن تحقيق هذا الأمر يستغرق وقتًا.

** الشرق الأوسط مستعد لحوار جديد

ولدى سؤاله عن تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حول استعداد العديد من الدول لـ"اتفاقيات إبراهيم"، وعما إذا كانت توقعاته عالية حقًا بشأن هذه الاتفاقيات في ظل الوضع الذي تعاني منه غزة حاليا، أم أن الأمر مجرد أمنية، أجاب باراك: "ويتكوف قام بعمل رائع في أكثر الملفات حساسية".

وأكد أنه لدى إسرائيل كل الفرص لبناء الوحدة مع العالم الإسلامي كما سلط باراك الضوء على أهمية الاتفاقات الأولية التي أبرمتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان في دفع هذه العملية قدمًا.

وذكّر باراك بحظر السفر المفروض على بعض الدول الإسلامية في 2015، وكيف قادت هذه التطورات في النهاية إلى اتفاقيات إبراهيم، وأن ترامب قام بأول زيارة خارجية له إلى الرياض في 2016.

وأوضح أن هذه الزيارة أدت إلى بدء حوار بين إسرائيل ودول الخليج، توج رسميا باتفاقيات إبراهيم.

وقال: "من الصعب جدًا توسيع هذا الأمر في ظل النقاشات حول قطاع غزة، وهذه مشكلة حقيقية.ما يفعله ستيف هو التفاوض بشكل لا يصدق ومحاولة إنهاء هذه العداوات".

وأكد باراك أن الجميع يبذل جهودًا لحل المشكلة.

وتابع: "أؤمن بأن هذا الصراع يتجه نحو الحل، وأعتقد أننا سنشهد وقفًا لإطلاق النار في غزة في المستقبل القريب ولدينا فريق مناسب لتحقيق هذا الأمر، وبعد تحقيق وقف إطلاق النار، سيكون هناك تقدم بخطوات صغيرة نحو وقف الصراع مع إسرائيل أولا".

واعتبر أن تركيا وإسرائيل "كانتا تتمتعان بعلاقات رائعة" في الماضي، مدعيا أن هذا الوضع يمكن أن يتكرر مرة أخرى، وأن الأمر ليس عبارة عن مسألة دينية.

وقال باراك: "هذا سوء فهم يتعلق بالمطالبات بالأراضي لذلك آمل أن يتم تأسيس نقاش وحوار بين سوريا وإسرائيل، وكذلك الأمر بين لبنان وإسرائيل".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها علاقات رائعة مع كلا الطرفين، وقال: "أعتقد أن الشرق الأوسط مستعد لحوار جديد فقد سئم الشعوب من تكرار المشاهد ذاتها، وباعتقادي سنشهد خطوات صغيرة والجميع سيعود إلى اتفاقيات إبراهيم، خاصة في ظل الوضع الحالي بغزة".

وأخيرًا تطرق باراك إلى الصراع بين إسرائيل وإيران، قائلًا: "يجب إعادة تعريف إسرائيل، فهي حاليًا تمر بمرحلة إعادة تعريف ما يحدث بين إسرائيل وإيران يمثل لنا جميعًا فرصة للقول إن تلك الحقبة قد انتهت وعلينا فتح طريقٍ جديد للسلام، ومفتاح هذا الطريق هو تركيا".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın