تركيا وسيط موثوق.. إشادة صحفية عالمية بمفاوضات إسطنبول
مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا التي استضافتها إسطنبول الخميس والجمعة حظيت بتغطية واسعة النطاق في الصحافة العالمية

Ankara
أنقرة/ الأناضول
حظي الدور الدبلوماسي التركي في مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا التي استضافتها إسطنبول الخميس والجمعة، بتغطية واسعة النطاق في الصحافة العالمية، وصف بعضها تركيا بـ"الوسيط الموثوق".
وفي تقريرها عن المفاوضات في إسطنبول، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، السبت، أن أوكرانيا وروسيا اجتمعتا في إسطنبول بتشجيع من تركيا والولايات المتحدة.
فيما وصف تقرير لقناة الجزيرة القطرية في مجمل تعليقات خبراء قالوا فيها "إن الدور المركزي الذي تلعبه تركيا في هذه العملية يشكل انتصارا".
وأشارت القناة إلى أن تركيا باتت تشكل لاعبا دبلوماسيا مهما خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وأضافت: "كانت (تركيا) عنصر توازن حساس للغاية بين الأطراف في الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
من جانبها، قالت منظمة الصحافة السويسرية "ناو" إنه "حتى لو لم يأتِ بوتين (للمفاوضات بإسطنبول)، فإن الفائز الحقيقي في المفاوضات هو (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان".
ويعتقد الخبراء أن الفائز الحقيقي في الأزمة الدبلوماسية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الرئيس رجب طيب أردوغان، حسب تقرير "ناو".
وأضاف التقرير: "أردوغان يرسل رسالة واضحة: تركيا مستعدة لاستضافة محادثات السلام. ويؤكد العرض باستقبال كل من بوتين وزيلينسكي على الدور المركزي الذي تلعبه أنقرة في الأزمة الحالية".
وذكر أيضا أن الرئيس أردوغان توسط في صفقة حبوب مدعومة من الأمم المتحدة والتي سمحت لأوكرانيا بزيادة صادراتها في عام 2022.
إسطنبول مركز الدبلوماسية العالمية
أما صحيفة "ليبرال" اليونانية، فقالت إن "أردوغان أصبح لاعبا إقليميا وأثينا تواجه سيناريو جديدا"، في خبر نشرته عن مفاوضات إسطنبول.
ومع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى، اغتنمت تركيا الفرصة لتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة وتولي دور "صانع السلام"، وفق الصحيفة اليونانية.
وأضافت أن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا جعلت إسطنبول مركزا للدبلوماسية للعالمية.
وأشارت الصحيفة إلى استضافة إسطنبول في اليوم نفسه محادثات بين إيران وأطراف أوروبية، بجانب استضافة مدينة أنطاليا التركية اجتماعا غير رسمي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
تركيا وسيط موثوق
بدورها، نقلت مؤسسة "كاليبر" الإعلامية الأذربيجانية مفاوضات السلام في إسطنبول تحت عنوان "الدور المتنامي لتركيا كوسيط عالمي".
وأشارت المؤسسة الأذربيجانية إلى أن "النفوذ المتزايد لتركيا كوسيط دولي برز مرة أخرى مع اجتماع وفود من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة في إسطنبول لإجراء مفاوضات سلام ضخمة محتملة تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة".
وأشارت إلى حياد تركيا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، موضحة أن الرئيس أردوغان يعتبر "الزعيم الوحيد في حلف الناتو الذي زار كلا من أوكرانيا وروسيا خلال الحرب"، ما يؤكد مكانة تركيا كوسيط موثوق.
صحيفة "أذرنيوز" الأذربيجانية، تناولت المحادثات تحت عنوان: "تركيا تبرز كوسيط عالمي تحت دبلوماسية أردوغان الطموحة".
وأشارت إلى أن الرئيس أردوغان، المعروف بسياسته الخارجية النشطة القائمة على مبدأ الربح المتبادل، لعب دورًا محوريًا في حل العديد من الأزمات الدولية، وأن تركيا تحت قيادته أصبحت مركزًا لدبلوماسية السلام.
من جهتها، ذكرت صحيفة "فيلت" الألمانية، أن الرئيس أردوغان تموضع كوسيط منذ بداية الحرب، كما جعل بلده قوة لا غنى عنها في هذا الصدد.
وأضافت أن جلوس طرفي الصراع على طاولة المفاوضات في إسطنبول يعد نجاحًا رمزيًا لتركيا، حتى لو كانت التوقعات منخفضة بشأن النتيجة.
وأشارت "فيلت" إلى أن سياسة أردوغان يمكن وصفها بأنها "مؤيدة لأوكرانيا دون أن تكون معادية لروسيا".
أما صحيفة "برلينر مورغنبوست" الألمانية، فنشرت تقريرًا بعنوان "بوكر حول اجتماع السلام بشأن أوكرانيا: حتى الآن هناك فائز واحد فقط".
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا نجحت في جذب الأطراف للمفاوضات على أراضيها، رغم المنافسة من دول أخرى مثل السعودية وقطر والبرازيل لدور الوسيط.
وأبرزت جهود أردوغان في اتفاقية شحن الحبوب بالبحر الأسود، ومباحثاته المتكررة مع زيلينسكي وبوتين.
مجلة "فوكوس" الألمانية وصفت أردوغان بأنه "الفائز الخفي" في الصراع بين بوتين وزيلينسكي.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي نجح في تعزيز مكانته كوسيط لا غنى عنه.
كما أشارت "فوكوس" إلى استضافة تركيا لاجتماع وزراء خارجية حلف الناتو، ما يعكس عودة أردوغان بقوة إلى الساحة الدولية.
وفي بلجيكا، تناولت وسائل الإعلام المحادثات على نطاق واسع أيضا، إذ نقلت القناة العامة "في آر تي" التطورات مباشرة من قصر دولمة بهجه.
بينما غطت صحيفة "لو سوار" الحدث تحت عنوان "الحرب في أوكرانيا: تركيا في مركز اللعبة الدبلوماسية"، مشيدة بالنشاط الدبلوماسي التركي المتزايد.
وفي البوسنة والهرسك، تناول موقع "كليكس" الإخباري المفاوضات تحت عنوان "هل ستتحول إسطنبول إلى مكان تاريخي للسلام؟".
وأشار الموقع إلى أن هذه أول مرة يجتمع فيها ممثلو أوكرانيا وروسيا منذ ثلاث سنوات، وأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، استضاف المباحثات.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.