تركيا, دولي, archive

العثور على قبر "المصلح الكبير" خير الدين باشا في تونس

استغرق البحث عن رفات الوزير التونسي الذي توفي في إسطنبول 42 عامًا

06.08.2012 - محدث : 06.08.2012
العثور على قبر "المصلح الكبير" خير الدين باشا في تونس

أيمن جملي

تونس – الأناضول

قال الباحث والمؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي إنه تمكن بعد جمع البراهين والأدلة الكافية من العثور على قبر الوزير خير الدين الملقب بـ"المصلح الكبير" في تونس خلال فترة الحكم العثماني، وذلك في أرض مخصصة لدفن العسكريين قرب مقبرة "الجلاز" شمالي تونس.

وأفاد التميمي في رسالة نشرتها جريدة "المغرب" اليوم الاثنين بأنه ''تأكد يوم الخميس الماضي العثور أخيرًا على مكان دفن رفات المصلح خير الدين، وقد وضعت رخامة على قبره كتب عليها اسمه بالكامل وتاريخ ميلاده ووفاته بإسطنبول، فضلاً عن ثلاثة قبور أخرى دون كتابات، ويبدو أنها للمناضلين التونسيين الحبيب ثامر وباش حانبة"، على حد قوله.

وبحسب التميمي فقد استغرقت مدة البحث والاستقصاء 42 سنة، مشيرًا إلى أن اكتشاف موقع القبر يبعث على الارتياح والفخر بعد أن كللت جهوده في عملية جمع الأدلة بالنجاح.

وحمل المؤرخ التونسي المسؤولية الحضارية لضياع الرفات منذ سنوات "لكل القيادات السياسية وبصفة أخص وزير الثقافة إبان حكم بورقيبة الشاذلي القليبي، والذي لم يجرؤ على فتح الموضوع مع بورقيبة وتستر على القضية"، على حد قوله.

ولفت إلى أنه وفي سنة 1972 وفي ظل غياب خطة واضحة لبناء مقبرة خاصة بالرموز التاريخية للبلاد اختفى تابوت خير الدين باشا وتابوتين اثنين لمناضلين تونسيين من غرفة الأرشيف الوطني بقصر الحكومة وتم إخفاء الأمر.

وأوضح التميمي أنه أمام تكرار السؤال على مكان الضريح والحرص الدائم من السلطات التركية وخاصة في زيارات وزير الثقافة التركية إلى تونس مؤخرًا، واصل البحث والاستفسار لدى الشخصيات السياسية المعاصرة للحدث من بينهم مدير معهد الآثار والباحثين في تاريخ تونس.

ووافقت السلطات التركية سنة 1968 على تسليم رفات خير الدين ''الصدر الأعظم" لتونس بعد وعود بإقامة مقبرة تليق به، وخص الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الحدث بخطاب في عيد الشهداء من نفس السنة يمجد فيه المبادرة التركية، ويدعو فيه لاسترجاع رفات كل الشخصيات التونسية التي توفيت بالخارج.

وخير الدين التونسي أو خير الدين باشا هو أحد رموز الإصلاح في تاريخ تونس خلال حكم الدولة العثمانية، وعين في سنة 1857 وزيرًا للبحر، فقام بالعديد من الإصلاحات وساهم في وضع قوانين مجلس الشورى الذي أصبح رئيسًا له سنة 1861. وقد ترك حصيلة أفكاره الإصلاحية في كتابه الشهير "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın