مراكش.. انطلاق منتدى التعاون العربي الروسي بحضور لافروف
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قال في كلمته الافتتاحية حان وقت التعامل مع العالم العربي وفق مقاربة مغايرة

Istanbul
المغرب / الأناضول
انطلق في مدينة مراكش المغربية، الأربعاء، منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة، على مستوى وزراء الخارجية، بحضور الوزير سيرغي لافروف.
واختير المغرب لاحتضان هذه النسخة من المنتدى خلال الدورة المنصرمة التي انعقدت في أبريل/ نيسان بالعاصمة الروسية موسكو عام 2019.
وينعقد هذا الاجتماع ذو الطابع الإقليمي الذي يستمر يوما واحدا على مستوى وزراء الخارجية، وفقا لمذكرة التفاهم التي وقعتها جامعة الدول العربية وروسيا سنة 2009.
وتبحث هذه النسخة قضايا التعاون بين روسيا والعالم العربي، وذلك وفقا للممارسات الجاري العمل بها، وفق الوكالة المغربية الرسمية.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في كلمة له بافتتاح المنتدى: "حان الوقت أن يتم التعامل مع العالم العربي وفق مقاربة مغايرة، والتعاطي مع انشغالاته باستحضار التحديات الراهنة".
وأضاف: "يجب التعامل مع الدول العربية كمنظومة متسقة لها وزنها الإقليمي والدولي، مبنية على شراكة حقيقية روحا ومضمونا، قوامها التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والتقارب الإنساني والحرص على تحقيق الأمن بالطرق السلمية".
وأشار بو ريطة إلى "استمرار موجة العدوان (الإسرائيلي) المسلح الذي يتعرض له قطاع غزة، وما خلف وما زال من ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين، ومن تخريب ودمار وحصار شامل".
وتابع: "لا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقهم في دولتهم المشروعة في إطار حل الدولتين".
وأردف: "لا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس".
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفا و667 قتيلا، و52 ألفا و586 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسرت "حماس" نحو 240 بادلت 110 منهم مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام وانتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
ويبحث منتدى التعاون العربي الروسي، الذي تم إطلاقه قبل 12 سنة، التعاون بين الدول العربية روسيا، فضلا عن استضافته لقاءات عمل وندوات يتخللها توقيع اتفاقيات ثنائية.
وكان مقررا عقد المنتدى في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قبل تأجيله بطلب من روسيا، ما أرجعته تقارير إعلامية مغربية آنذاك، لوجود "أزمة صامتة" بين الرباط وموسكو، دون توضيح رسمي.
من جانبه، قال لافروف في كلمته، إنه "بالتنسيق مع شركائنا، وخاصة العرب، نواصل بذل الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل ونقل العمل لحل الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) إلى المستوى السياسي والدبلوماسي".
وتابع: "يتطابق موقف روسيا المبدئي مع موقف الدول العربية التي أكدت التزامها بحل الأزمة على أساس الإطار القانوني الدولي المعترف به عمومًا خلال قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)".
واتهم لافروف الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط بـ"استخدام" التصعيد الدوري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي و"إشعال نار العداء الإقليمي" تلبيةً لمصالحها الخاصة على مدار العشرين عاما الماضية.
وذكر أن تلك السياسة أسفرت عن "تقويض بنية العديد من الدول وسقوط مئات الآلاف من الضحايا، وتدفقات هائلة من اللاجئين، وتفاقم حاد للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة".
وأكد أن "روسيا ترى أن الأولوية القصوى في قطاع غزة هي وقف سفك الدماء وحل المشاكل الإنسانية".
وشدد لافروف على أن "معاناة سكان القطاع تتفاقم بسبب عواقب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، ونرى أن المهمة الأساسية هي وقف إراقة الدماء وتوفير الظروف اللازمة لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لجميع المحتاجين".
ويشارك في الاجتماع الذي يستمر ليوم واحد، عدد من وزراء خارجية الدول العربية، منها مصر والبحرين وفلسطين والسودان واليمن، فيما نقلت وسائل إعلام مغربية منها صحيفة "هسبرس"، عن مصدر دبلوماسي مغربي، قوله إن "الوفد الجزائري لن يشارك في اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي"، بينما لم يصدر عن الجزائر تعليق فوري.