السياسة, الدول العربية, بروفايلات

حسني مبارك.. انتصار ثم انكسار فبراءة‎ (بروفايل)

غادر مبارك، اليوم الجمعة، مستشفى المعادي العسكري جنوبي القاهرة، الذي قضى فيه غالبية فترة محاكمته، والقليل في سجن طرة جنوبي العاصمة، ليعود إلى منزله شرقي العاصمة، الذي كان يعيش فيه في سبعينيات القرن الماضي قبل تولي الرئاسة

24.03.2017 - محدث : 27.04.2017
حسني مبارك.. انتصار ثم انكسار فبراءة‎ (بروفايل)

Al Qahirah

القاهرة / محمد الريس / الأناضول

في عام 1973 يقف اللواء طيار محمد حسني مبارك أمام الشعب المصري شامخًا مزهوًا، يشرح عبر شاشات التلفزيون إنجازاته كقائد للقوات الجوية التي ساهمت في تحقيق "النصر العسكري" الوحيد للبلاد على إسرائيل في ذلك العام.

وفي عام 2012 يرقد مبارك مكتئبًا مشدوهًا في سجن مزرعة طرة (جنوب العاصمة)، مكبلًا بحكم السجن المؤبد، وسط سخط وغضب ملايين المصريين عليه بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير 2011، قبل تبرئته منها في حكم نهائي صدر خلال الشهر الجاري، وعودته أخيرا لمنزله بعد أن صارت حياته ربما تطبيقا عمليا للمثل العربي "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".

بين المشهدين الأول والأخير مرّت 44 عامًا، عبر فيها الرئيس الأسبق من حياة عسكرية زاهية حافلة بالإنجازات والتكريم، إلى حياة مدنية دخلها نائبًا لرئيس الجمهورية ثم رئيسًا، وتدرج فيها من رؤيته كبطل قومي مساهم في إنقاذً البلاد إلى اعتباره "ديكتاتورًا" ومسؤولًا عن أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية أطاحت به في أقوى ثورة شعبية شهدتها مصر في عصرها الحديث.

محمد حسني السيد مبارك، وشهرته حسني مبارك، (89 عامًا) في مشاهد متتالية.. بدأ نجمه يعلو في السماء واسمه يتردد على الألسنة في الشارع المصري أثناء حرب أكتوبر/تشرين أول 1973 كقائد للقوات الجوية صاحبة "الضربة الجوية الأولى" التي افتتحت الحرب، وشلت النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية في سيناء المحتلة آنذاك؛ ما فتح الطريق أمام القوات البرية المصرية لعبور قناة السويس.الحائل المائي بين وادي النيل وشبه الجزيرة المحتلة.


** ميلاد بطل.. مشهد شرح خطة "النصر" الجوي

أمام الشاشات عام 1973، وقف مزهوا كبطل قومي يشرح للشعب المصري خطة الهجوم والخسائر التي كبدها للجيش الإسرائيلي، في فرصة لم تتح لغيره من قيادات بقية أسلحة القوات المسلحة.

وبعدها بشهور قليلة يكرمه الرئيس الراحل أنور السادات ويرقيه إلى رتبة فريق في احتفال مهيب بنتائج الحرب عام 1974، وتمر شهور أخرى ليختاره السادات نائبًا له في العام التالي.

في ذلك العام خلع مبارك بزته العسكرية المثقلة بنياشين التكريم للأبد، واقترب من كرسي الرئاسة الذي جلس عليه فجأة في 14 أكتوبر/تشرين أول 1981 بعد ترشيح البرلمان له في استفتاء شعبي عقب اغتيال السادات.

مع وصوله للحكم أفاض الإعلام الرسمي في أن يطلق على مبارك لقب "صاحب أول ضربة جوية"، والذي اعتبره محللون أنه "مفتاح الشرعية" له أمام الشعب للاستمرار في الحكم الذي تولاه في أجواء صعبة.

** صعود النجم.. مشهد رفع العلم

زادت شعبية مبارك وشرعيته حين رفع العلم المصري على شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) في إبريل/نيسان 1982 بعد استكماله مفاوضات السلام التي بدأها السادات مع إسرائيل ثم استرجع ما تبقى منها، وهي منطقة طابا، عبر التحكيم الدولي عام 1989.

واستمر نجم مبارك في الصعود حين نجح في إعادة العلاقات المصرية- العربية التي تقطعت أوصالها بسبب الخلافات بين معظم الدول العربية والسادات إثر توقيعه صلحا منفردا مع إسرائيل، وعاد مقر جامعة الدول العربية إلى القاهرة عام 1990 بعد 11 عامًا من نقله إلى تونس.

باستثناء احتجاجات لمجندي شرطة عام 1986 فيما عرف بـ"أحداث الأمن المركزي"، مرت السنوات العشر الأولى بردًا وسلامًا "شعبيا" على مبارك، رغم ما لاح فيها من بوادر أزمة اقتصادية نتيجة برنامجه للإصلاح الاقتصادي تحت إشراف صندوق النقد الدولي، والذي كان من تداعياته رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية، والتخلي عن إلزام الدولة بتعيين الخريجين الجامعيين.

غير أن الهجرة غير المسبوقة من جانب المصريين إلى دول الخليج العربي للعمل هناك أجَّلت تفجر أزمات اقتصادية مثل ارتفاع الأسعار والبطالة وزيادة الواردات مقابل الصادرات.

** نجم دولي.. مشهد الجيش المصري في الكويت

في عام 1990-1991 كانت فرصة مبارك للصعود كـ"نجم دولي" حين شارك جيش بلاده بقوة (40 ألف جندي) في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت من "الغزو" العراقي، وكان من أثره تدفق أموال خليجية على القاهرة، ومكافأة الغرب والعرب له بإسقاط جزء كبير من ديون مصر.

ورغم هالة النجاح التي رسمتها حرب تحرير الكويت حول مبارك، إلا أنها أخذت في التلاشي بعد فترة قليلة حين كشفت الحرب عن آثارها السيئة في جنبات الطبقة الفقيرة التي كانت تعتمد بشكل كبير على عائدات سفر أبنائها إلى العراق ودول الخليج.

وتزامن مع ذلك تطبيق وُصف بالعنيف لبرنامج الإصلاح الاقتصادي ورفع الدعم تدريجيًا، وبدأت آثار البطالة في الظهور، وخاصة مع ضياع فرص عمل داخلية عبر خصخصة شركات ومصانع بالدولة، مصحوبة بتراجع في عائدات الأراضي الزراعية، وتراجع في الصناعة الوطنية.

**مخاوف المستقبل.. مشهد جمال مبارك والتوريث

ومع بدء الألفية الثالثة، بزغت شخصية جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، متصدرًا المشهد كرجل دولة في المؤتمرات الاقتصادية والزيارات الرسمية إلى الولايات المتحدة، معتمدًا على شرعية اكتسبها من تعيينه أمينًا عامًا لما سمي بلجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم حينها المنحل حاليا.

مع ظهور نجل مبارك، بدأ جدل جديد يعلو في مصر عن مخاوف من توريث الحكم إلى جمال، وهو الذي بات رمزًا للخصخصة واقتصاد السوق ودولة رجال الأعمال التي كانت تقلق الطبقات الفقيرة.

وزاد من مخاوف المصريين من المستقبل المجموعة المحيطة بجمال من رجال أعمال وشخصيات ثارت حولها شبهات كبيرة، ومثلت مثالًا لاحتكار السلطة والمال وللفساد الصارخ.

وكلما زاد صعود نجم جمال كلما زاد الحنق الشعبي على والده من تردي الأوضاع المعيشية، بل وتردي مكانة مصر الدولية، تجلت ملامحه بقوة في الشارع في المظاهرات التي نظمتها الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"،(معارضة) وما انبثق عنها من حركات تحمل نفس الفكر مثل، فنانون من أجل التغيير، وطلاب من أجل التغيير، وحركة 9 مارس التي تشكلت من أساتذة جامعيين.

وكانت كل هذه الحركات سندًا لإضرابات واحتجاجات عمالية واسعة، خاصة داخل المصانع؛ احتجاجًا على الخصخصة وتدني المرتبات مقارنة بالأسعار.


**إرهاصات السقوط .. مشهد دهس "صورة الرئيس"

كانت أقوى الاحتجاجات وأعنفها هو إضراب عمال المحلة الكبرى (دلتا النيل /شمال) في 6 أبريل/نيسان عام 2008، وكان مشهد دهس صورة كبيرة لمبارك في شوارع المحلة الكبرى بالأقدام أمام شاشات التلفزيون وأمام قوات الأمن المتحفزة أشد مظهر احتجاجي وأبرز تعبير عما وصلت إليه شعبية الرئيس وقرب نهايته.

لم يحرك هذا المشهد ساكنا لدى مبارك رغم تزايد الدعوات المنادية بأنه آن الأون لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يتمتع فيه المصريون بحرية التعبير دون قمع وتنكيل ويضمن تداول السلطة، بل عمد إلى تغييرات "ديكورية" في الدستور زادت من حدة الاحتقان ضده.

وهكذا، كما رأى مراقبون، تصلب الرئيس ودخل في "شيخوخة سياسية" من جانب، ومن جانب آخر لم تهدأ من وقتها المظاهرات والاحتجاجات منذ ذلك العام، وبات الهتاف الرئيسي لبعضها "يسقط يسقط حسني مبارك"، رغم بعض المحاولات من النظام لاحتوائها برفع نسبة الزيادة السنوية في المرتبات.

إلا أن الشعور الطاغي كان أن النظام لا يبالي، وأنه يسير في طريقه لتوريث الحكم ويمتنع عن تقديم إصلاحات حقيقية، وظهر ذلك بجلاء في المؤتمرات السنوية التي كان يعقدها الحزب الوطني الحاكم آنذاك، وجمال مبارك ومجموعته يتصدرونها باعتبارهم الحكام الفعليين للبلاد.


**مخاض الثورة.. مشهد صورة خالد سعيد

في منتصف عام 2010 انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة لشاب اسمه خالد سعيد عليها آثار تعذيب، مكتوب بجانبها أنه تعرض للتعذيب حتى الموت على يد رجال الشرطة في محافظة الإسكندرية (شمال البلاد) عقابًا له على ترويجه لفيديو يصور تعذيب أفراد شرطة لأحد المواطنين.

وصاحبت الصورة تعليقات تحذر المصريين من أن الصمت أمام هذه "الجريمة" سيطلق يد الشرطة.

وظهر شعار "كلنا خالد سعيد" على صفحة تحمل نفس الاسم وتتبنى قضيته، وتدعو لـ"التظاهر والاحتجاج حتى القصاص من أفراد الشرطة الذين قاموا بعمليات تعذيب، وإجبار الشرطة عمومًا على احترام المواطنين" وإنهاء حالة الطوارئ التي رزحت تحت وطأتها البلاد لمدة 30 عامًا.

ومع انتخابات مجلس الشعب (غرفة البرلمان الأولى) في نوفمبر/تشرين ثان 2010 وما لاحقها من اتهامات بـ"التزوير" تزايدت الاحتجاجات وظهرت معها لهجة الاستكبار لدى الرئيس حين علق على قرار قِوى المعارضة بتشكيل برلمان "موازٍ" قائلا جملته الشهيرة التي أثارت فيما بعد سخرية المصريين: "خليهم (دعوهم) يتسلوا".

ورفع من حالة السخط الشعبي الواضحة على الأوضاع السياسية والاقتصادية اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة، والتي كان مقررًا لها أكتوبر/تشرين أول 2011، مع ما صاحبها من تصاعد اعتقاد المصريين بأن الأمور في الدولة ترتب لأن يكون الرئيس الجديد هو جمال مبارك، أو على الأقل أن يترشح والده "العجوز" مجددًا على أن تبقى السلطة الفعلية في يد نجله؛ مع ما يعنيه هذا للشارع من استمرار ترنح البلاد تحت وطأة زيادة الفقر والبطالة و"المعاملة السيئة من رجال الشرطة والفساد المستشري والمتغول في المجتمع" بحسب تقارير إعلامية حينها.

**ميلاد الثورة.. مشهد بوعزيزي

هذه المرة المشهد من خارج مصر، من تونس، شاب فقير بائع للخضار تتعدى عليه إحدى الشرطيات بالضرب؛ فيشتكى للجهات المعنية التي ترفض الاستجابة لشكواه؛ فيصل به اليأس مداه ويحرق نفسه؛ فيثور لأجله الآلاف من شعب بلاده الذي حرك فيه محمد بوعزيزي مشاعر القهر، يهتفون هم أيضًا بسقوط رئيسهم زين العابدين بن علي، وللمفاجأة يسقط الأخير في غمرة أيام قليلة.

حمل هذا المشهد أملًا جارفًا للمحتجين المصريين بأن هتافاتهم واحتجاجاتهم السنوات الماضية ستحقق هدفهم النهائي حتمًا، وسيسقط الرئيس، وتنادوا للخروج في مظاهرات حاشدة، اختاروا لها يوم عيد الشرطة، 25 يناير، لما اعتبروه حينها بأنها الجهاز الذي مثّل "المعاناة" للشعب وذراع البطش للنظام.

وللمفاجأة أيضًا، استجاب عشرات الآلاف لدعوة التظاهر التي خرجت من عدة صفحات بينها "كلنا خالد سعيد"، قابلتها الشرطة بعنف رد عليه المتظاهرون بالتحدي عبر الدعوة مجددًا للخروج بهدف صريح هو "إسقاط مبارك" في 28 يناير/كانون ثان المعروفة إعلاميًا بـ"جمعة الغضب".


**إلا كما طار وقع.. مشهد رفع الأحذية 10فبراير/شباط

هو مشهد السقوط الفعلي لمبارك الذي كان يتابعه المتظاهرون المعتصمون منذ "جمعة الغضب" في ميدان التحرير بالقاهرة وميادين أخرى، عبر شاشات عرض في الميدان وهو يلقي كلمة يعدهم فيها بالإصلاح، وهو معهم، أي يرفض صراحًة مطلبهم الأساسي برحيله؛ فارتفعت عشرات الأحذية في وجهه، ولم يجد الرئيس بدًا من الإعلان في اليوم التالي عن تخليه عن السلطة للمجلس العسكري.

**الانكسار الكبير.. مشهد مبارك في القفص

ظنّ مبارك أن رحيله من قصر الرئاسة شرقي القاهرة إلى منتجع شرم الشيخ (شرق البلاد) سيضع حدًا للتظاهر ضده، إلا أنه كان لبعض المصريين رأي آخر، وهو أن تتم محاكمته ومحاكمة رموز نظامه عن التهم التي ينسبونها له في حق الشعب.

فكان صدور قرار بإحالة أوراقه إلى النائب العام تحت ضغط مظاهرات 8 أبريل/نيسان 2011، ثم قرار بدء محاكمته وإدخاله ونجليه ورموز نظامه قفص الاتهام تحت ضغط مظاهرات واعتصام 8 يوليو/تموز من نفس العام، وهو المشهد الذي شخصت له أبصار العالم كله.. مشهد الانكسار الكبير: الرئيس ونجلاه في زنازين سجن واحد.


**المتهم المدان.. مشهد المحكمة

يونيو/حزيران 2012، ليس آخر المشاهد التي تسجل قصة صعود ثم سقوط أطول رؤساء مصر عمرًا، سواء في السن أو في الحكم، ولكنه مشهد له ما بعده، حين حكمت المحكمة بالمؤبد (25 عاما) على مبارك، لينفرد في حياته بلقب أول رئيس مصري يحكم عليه بالسجن.

**المشهد قبل الأخير؟.. النقض والبراءة

تم الطعن على الحكم، فأمرت محكمة النقض ( أعلى محكمة طعون بالبلاد) بإعادة المحاكمة مرتين كانت آخرهما مطلع الشهر الجاري لتبرئه نهائيا ويسدل الستار على القضية التي شغلت الرأي العام لأكثر من 4 سنوات، ليصير هذا المشهد ربما قبل الأخير، ويتوارى بطل القصة في انتظار مشهد الختام.

السجل الجنائي لمبارك

يحاكم مبارك في خمس قضايا حصل على حكمين نهائيين بالبراءة في اثنتين منها وهما "قضية القرن (قتل المتظاهرين)" و"تصدير الغاز لاسرائيل"، فيما حصل على حكم نهائي في القضية الثالثة وهي "القصور الرئاسية" غير قابل للطعن وقضى مدة عقوبته 3 سنوات للفساد المالي.

وهو الحكم الذي يحرمه "مؤقتا" من الرتب والنياشين (أوسمة) التي حصل عليها خلال فترة عمله بالقوات المسلحة، أو توليه منصبي نائب رئيس الجمهورية ورئاسة الجمهورية، وكذلك مباشرة الحقوق السياسية إلا في حال تقدمه بـ"رد اعتبار" لإلغاء تبعات العقوبة.

فيما لايزال أمامه قضيتان هما "هدايا الأهرام" (متعلقة بفساد مالي)، و"تضخم الثروة" ولا تزال قيد التحقيق بجهاز الكسب غير المشروع (حكومي) وهو ممنوع من السفر خارج البلاد بحكم محكمة سابق في 22 ديسمبر/ كانون أول الماضي أيده وقتها طلب لجهاز الكسب غير المشروع..

**36 عاما إلى الوراء

غادر مبارك، اليوم الجمعة، مستشفى المعادي العسكري جنوبي القاهرة، الذي قضى فيه غالبية فترة محاكمته، والقليل في سجن طرة جنوبي العاصمة، ليعود إلى منزله شرقي العاصمة، الذي كان يعيش فيه في سبعينيات القرن الماضي قبل تولي الرئاسة "كأمنية له قبل أن يدركه القدر" بحسب محاميه، فريد الديب.

ويقع منزل مبارك الذى سيقطنه في شارع حليم أبو سيف بمنطقة مصر الجديدة، وهو قريب من قصر الاتحادية الرئاسي ونادى هليوبوليس (الرياضي)، ويبدو هذا الشارع كما لو كان ثكنةٍ عسكريةٍ، حيث يشهد تواجدًا أمنيًا بكل المداخل والمخارج المؤدية له.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.