الدول العربية

الدور القطري في الملف الفلسطيني "مُشرّف" (خبراء)

تميّز بالدعم المادي السخيّ للفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم

06.06.2017 - محدث : 06.06.2017
الدور القطري في الملف الفلسطيني "مُشرّف" (خبراء)

Ramallah

رام الله-غزة/ قيس أبو سمرة-نور أبو عيشة/ الأناضول-

وصف خبراء فلسطينيون مواقف دولة قطر، السابقة والحالية، تجاه القضية الفلسطينية، بالمشرفة، معتبرين إياها "الأنضج والأقوى"، من بين كافة دول المنطقة.

وشددوا في حواراتٍ منفصلة مع وكالة "الأناضول"، على أن قطر ساهمت "دبلوماسياً، وإعلامياً، وسياسياً" في دعم القضية الفلسطينية، في المحافل الدولية والعربية.

كما أكدوا أن الدوحة، حرصت على الاحتفاط بعلاقات وثيقة مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني، حيث تمتلك علاقات وثيقة مع الرئاسة الفلسطينية، وحركة فتح، ومع حركة حماس، في ذات الوقت.

كما ذكروا أن الدعم القطري، يصب لصالح الشعب الفلسطيني بكافة انتماءاته، حيث حرصت القيادة القطرية على أن تركّز غالبية مساعداتها على "البنى التحتية"، والمؤسسات التي تقدم الخدمات لكافة السكان.

وقال أحمد يوسف، رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات (غير حكومي)، إن التاريخ يشهد لدولة قطر أنها دعمت القضية الفلسطينية، منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994.

وقال مستدركاً:" فتحت قطر للرئيس الراحل ياسر عرفات الكثير من أبواب الدعم الخارجي السياسي، والدعم المادي للسلطة الفلسطينية".

ووصف يوسف المواقف القطرية التي اتخذتها إزاء القضية الفلسطينية على المنابر الدولية بـ"الأنضج والأقوى؛ بين الدول العربية".

وعبر المنابر الدولية، وخلال خطاباتها الرسمية، أكّدت قطر–بشكل متواصل ومتكرر-تمسّكها بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ودعت لإقامة دولة فلسطينية، فيما اتهمت أكثر من مرّة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتقصيرهما في إيجاد حلّ للقضية، بحسب يوسف.

وأضاف:" خلال الحروب الثلاثة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة خلال السنوات التسع الماضية، كان لقطر إلى جانب تركيا، دوراً في بذل الجهود لوقفها، إلى جانب حثّ الدول العربية على ضرورة المشاركة لوقف العدوان، والتعجيل بكل ما هو مطلوب من مساعدات لإغاثة الشعب الفلسطيني".

وفي مجال المصالحة الفلسطينية، فإن قطر استضافت سابقاً ممثلين عن طرفي الانقسام من حركتي "فتح" و"حماس"، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للتباحث والتوصل إلى تفاهمات تعجّل من تحقيق اتفاقية المصالحة، بحسب يوسف.

وعلى المستوى الإغاثي والمادي، فإن الدكتور يوسف، يرى أن ما قدّمته قطر لقطاع العمران بغزة لم تقدمه أي دولة عربية أخرى؛ إذ قدمت على الأقل أكثر من مليار دولار لإنشاء بنى تحتية بغزة.

وتابع:" كما أنها قدّمت الكثير من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، عبر جمعيات خيرية قطرية".

وساهمت قطر في دعم المؤسسات التعليمية الفلسطينية، ومناصرة المؤسسات الداعمة للمرأة والطفل، وتقديم العون لها، بحسب يوسف.

وحول مساهمتها في تخفيف أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة للعام العاشر على التوالي، قال يوسف إن قطر قدّمت مساعدات بملايين الدولارات، في مجال البترول لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة بغزة.

واستكمل:" بالإضافة إلى بعض التسهيلات التي حاولت قطر توفيرها للسكان عن طريق سفيرها، محمد العمادي، عبر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لإدخال مواد طبية أو مواد البناء".

وفيما يتعلق بدعم قطر للمسجد الأقصى، في مدينة القدس، قال يوسف إن قطر تعهّدت ببعض المصروفات المتعلّقة بترميم المسجد، والتي كانت وزارة الأوقاف الفلسطينية تشعر أنها بحاجة لدعم خارجي لإجراء عملية الترميم.

واستكمل قائلاً:" قدّمت قطر، عبر جمعياتها الخيرية أو بالتعاون مع السلطة، أموالاً كثيرة لإجراء إصلاحات داخل المسجد الأقصى، عدا عن تقديم دعم مالي للأسر التي ما زالت مرابطة بالقرب من المسجد وتتعرض لانتهاكات إسرائيلية".

وفي 2013، خلال القمة العربية الرابعة التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة، أطلق أمير قطر السابق، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، مبادرة لإنشاء صندوق باسم "دعم القدس"، بموارد مالية قدرها مليار دولار أمريكي.

وتقول مؤسسة قطر الخيرية، على موقعها الالكتروني، إنها أنجزت في السنوات الماضية عدداً من المشاريع التنموية النوعية الكبيرة في الضفة الغربية بفلسطين؛ أسهمت في التمكين الاقتصادي وحل مشكلة الفقر للشعب الفلسطيني، وإيجاد حلول لبعض مشاكل البنى التحتية.

وأما على المستوى الإنساني، فإن يوسف يرى أن قطر إلى جانب تركيا كانتا سباقتيْن في استضافة المعتقلين الفلسطينيين الذين تم تحريرهم ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011 (أبرمتها حماس وإسرائيل برعاية مصرية)، وأبعدتهم إسرائيل بموجبها عن الضفة الغربية.

كما أن قطر استضافت رئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعدما غادر سوريا عام 2012، عقب الصراع الداخلي السوري، بحسب يوسف.

وتابع:" على المستوى العربي لم تقدم دولة ما قدّمته قطر لفلسطين، وأثبتت قطر بهذا الجهد المتقدّم، الحس العروبي والإسلامي الراقي لديها".

بدوره، قال وليد المدلل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، إن دولة قطر، شكلت عامل قوة للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.

وتابع، خلال حديثه مع "الأناضول":" قدّمت قطر دعمها الرسمي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ومن خلال استقبالها للقيادات الفلسطينية داخل أراضيها".

وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2016، وجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، انتقادات شديدة إلى الأمم المتحدة ومنظماتها وعلى رأسها مجلس الأمن، داعياً إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وشدد المدلل على أن الموقف القطري الرسمي من القضية الفلسطينية لم ينخفض عن "سقف التطلعات الفلسطينية الرسمية".

وبيّن أن قطر ساهمت دبلوماسياً في حثّ الحكومات والأنظمة العربية والأوروبية للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.

وتابع:" اعتبرت قطر جزءاً من الحلف الداعم لفصائل المقاومة الفلسطينية، واستضافت قيادات على أرضها".

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، قادت الدوحة جهوداً كبيرة لإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".

ويسود الانقسام السياسي أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، في أعقاب سيطرة "حماس" على قطاع غزة.

ومن الجانب الإعلامي، يرى المدلل أن قطر، مُمثّلة بقناة "الجزيرة" الفضائية، ساهمت في تغطية القضية الفلسطينية وتقديمها للعالم العربي، مع التركيز على المعاناة والهموم الفلسطينية، قائلاً:" كانت أقرب للمحطة الفضائية الفلسطينية".

وعبر تصريحات رسمية متكررة، أكدت قطر على موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويتفق الدكتور فريد أبو ضهير، أستاذ الاعلام في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، بالضفة الغربية، مع سابقيه في أن دولة "قطر" لعبت منذ عدة سنوات "دورا بارزا في دعم القضية الفلسطينية، إنسانيا وسياسيا واقتصاديا".

وأضاف "أبو ضهر"، إن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة يلمس الدور الانساني لقطر عبر تمويل إعادة إعمار المنازل التي دمرت خلال الحرب، حيث تعهدت بمبلغ مليار دولار خلال مؤتمر القاهرة لإعادة اعمار "غزة".

ولفت إلى أن هذا الدور الانساني جعل من قطر متميزة وبشكل واضح عن باقي الدول العربية التي تقدم هي الأخرى دعما لفلسطين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

ويرى أبو ضهير أن القيادة القطرية دعمت فلسطين سياسيا عبر محاولة جمع الفرقاء الفلسطينيين والذي أدى إلى توقيع اتفاق "الدوحة" عام 2012 لإنهاء الانقسام بين الضفة وغزة، وتبعه عدة لقاءات فلسطينية ثنائية وأخرى برعاية قطرية لتطبيق الاتفاق.

وقال "أبو ضهير"، إن قطر عقدت عدد من اللقاءات والمؤتمرات، في محاولة لتذليل العقبات لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

من جانبه، قال سليمان بشارات، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة، بمدينة رام الله، (خاص)، إن قطر اتخذت منذ سنوات عديدة، مواقف مساندة للفلسطينيين.

وأضاف:" في الجانب الإنساني دعمت قطر العديد من المشاريع التنموية والخيرية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، عبر العديد من مؤسساتها، كما أنها أصبحت على رأس عمليات الإعمار لمنازل الفلسطينيين المهدمة في غزة جراء الحرب الإسرائيلية عليه".

وتابع:" سياسيا لعبت قطر دورا في محاولات تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين الفلسطينيين لإنهاء الانقسام السياسي، إلى جانب دورها في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية السياسية".

وبيّن أن أمير قطر يستغل كل مناسبة ومنبر، للحديث حول القضية الفلسطينية، والتأكيد على أنها مفتاح السلام في الشرق الأوسط، وأن السلام يبدأ من فلسطين".

وأشار "بشارات" إلى أن قناة الجزيرة الفضائية، التي تبث من الدوحة، لعبت منذ تأسيسها دورا متميزا في دعم القضية الفلسطينية وإبراز ما يتعرض له الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بدوره يرى أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، إن قطر تبدو مختلفة في دعمها للقضية الفلسطينية عن الدول العربية.

وأضاف:" قطر تربطها علاقات متميزة مع حركة حماس، وكذلك من الرئاسة الفلسطينية، مما جعلها تلعب دورا مهما في محاولة انهاء الانقسام السياسي ومعالجة ملف المصالحة".

وأضاف:" قطر تتبنى ذات السياسية العربية بشأن القضية الفلسطينية، المتمثلة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مفتاح للسلام في المنطقة برمتها".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın