"معلا" عجوز فلسطيني يحترف صناعة طاولات "البلياردو"
يحظى الفلسطيني فوزي معلا، بلقب "برفسور البلياردو" بين محبي اللعبة، في مدينته.

Palestinian Territory
رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
لم يمنع تخط الفلسطيني فوزي معلا، العقد السابع من عمره، من مواصلة عمله في مهنة صناعة طاولات لعبة "البلياردو" الشهيرة، التي ولج إليها قبل (50 عاما)، بأدوات بسيطة، ما زالت ترافقه حتى اليوم.
وبدقة عالية، من الصعب توافرها لدى رجل يبلغ من العمر (77 عاما)، ينحت "معلا"، بعض الأجزاء الصغيرة، ليكمل صناعة طاولة "بلياردو" جديدة، في ورشته المتواضعة، وسط مدينة البيرة، قرب رام الله، وسط الضفة الغربية.
ويقول "معلا" لمراسل "الأناضول"، بينما يواصل العمل في صناعة طاولة، "منذ العام 1952، أعمل نجارًا، وكان عملي في البداية يشمل صناعة كافة أنواع المنتجات الخشبية، ومنها طاولات البلياردو، ولكن اليوم أنتج فقط الطاولات التي تحتاج إلى دقة وفن".
ويضيف، "باتت المهنة جزء أصيل من حياتي، أُعرف بها، وتُعرف بي في مدينة رام الله، وأكاد أكون الوحيد في الضفة الغربية المنتج لهذه الطاولات، ولا أتخيل نفسي يوما بدونها".
ولا ينظر النجار الفلسطيني، إلى مهنته على أنها مصدر رزق فحسب، ويقول، إنها "باتت جزءًا مني، واعتبرها هواية وتراث، لا يمكن أن أتركه".ويستخدم الرجل ماكينات قديمة، وأدوات بسيطة في مهنته، يقول، إن "هذه الماكينات ألمانية الصنع، هي ذاتها التي بدأت العمل بها بداية مشواري، وهي متخصصه في قص الخشب، وتنظيفه".
ويمسك النجار العجوز، أداة القياس "المتر"، وبتركيز شديد يضع علامات على الخشب، قبل قصه لصناعة الأجزاء الرئيسية للطاولة، ويقول، إن "هذه الطاولات لها مقاييس خاصة ودقيقة، والخطأ ينتج طاولة غير متوازنة، لا تصلح للعب".
ويتابع حديثه، "يستخدم في هذه الصناعة خشب (الزان)، وهو من أجود أنواع الخشب، بينما تحتاج أرضية الطاولة لبلاط مصنوع من الإسمنت، وذات قوة كبيرة، يُصنع في مدينة الخليل".
ويسوق "معلا"، منتجاته في أسواق الضفة الغربية، بعد أن أن توقف عن تصديرها لإسرائيل، ويحتاج لنحو أسبوع كامل من العمل، لإنتاج طاولة واحدة، وبالرغم من شهرته إلا أنه يشكو من غزو أنواع مستوردة من الطاولات للسوق الفلسطيني.
ويقول: إن "طاولات (البلياردو) المستوردة جودتها ضعيفة، مقارنة مع منتجاتي التي يمكن أن يعيش أكثر من 30 عاما، وتكون صيانتها سهلة".
وتبلغ تكلفة إنتاج الطاولة الواحدة، مع مستلزماتها من عصي وكرات، نحو 8 آلاف شيكل، (نحو ألفي دولار أمريكي).
وبالقرب من منجرته يملك "معلا"، متجرا لبيع مستلزمات لعبة "البلياردو".
وكان العجوز الفلسطيني، من أمهر لاعبي "البلياردو"، في محافظة رام الله والبيرة، قبل عشرات السنين، ويحظى اليوم، بلقب "بروفيسور البلياردو" بين محبي اللعبة، في مدينته.
ويسكن "معلا"، في مدينة "البيرة" القريبة من رام الله، بعد انتقل إليها من قضاء مدينة "اللد"، التي هاجر إليها مع عائلته من بلدة "لفتا"، غربي مدينة القدس، في العام 1948.
و"البلياردو"، مجموعة متنوعة من الألعاب تلعب بالعصا لضرب كرات وتحريكها على طاولة يتخلل بعضها الثقوب. ومن الصعب تحديد مخترع لعبة "البلياردو" فتاريخها معقّد للغاية، فكلا من الفرنسيين والإنكليز والألمان يدّعون اختراعها، حتّى أنّ بعض الأساطير ترد اللعبة إلى الصين قبل ظهورها في أوروبا بأجيال.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.