التقارير

وسط غزة.. قصف إسرائيلي يمطر الموت على نازحين نائمين بمدرسة ومسجد (تقرير)

استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدرسة ابن رشد في بلدة الزوايدة (وسط)، ثم استهدفت غارة أخرى مسجد "شهداء الأقصى"، وكلاهما يؤوي عشرات الأسر النازحة..

Hosni Nedim  | 06.10.2024 - محدث : 07.10.2024
وسط غزة.. قصف إسرائيلي يمطر الموت على نازحين نائمين بمدرسة ومسجد (تقرير)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

في ظلمة الليل الحالكة تحولت أجواء الهدوء والسكينة بمحافظة وسط قطاع غزة، إلى صخب وصراخ وأصوات انفجارات، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مسجد "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح ومدرسة ابن رشد في بلدة الزوايدة وكلاهما يؤويان عشرات الأسر النازحة.

وهرعت سيارات الإسعاف إلى المدرسة والمسجد لإجلاء القتلى والجرحى، وسط حالة من الخوف والهلع والتوتر سادت المنطقة بأكملها، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف فجر الأحد.

شهداء ومصابون بينهم أطفال ونساء ألقت بهم شدة الانفجار على الأرض، قبل نقلهم الى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لتلقي العلاج اللازم، رغم ما يعانيه من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ بداية الحرب المدمرة في السابع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

خلية نحل من الطواقم الطبية تقوم بمعالجة المصابين داخل المستشفى وتقدم خدماتها الصحية لإنقاذهم، وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال ورائحة الدمار التي ملأت المكان.

ووفق مراسل الأناضول، فإن جثامين القتلى وأشلاؤهم وبينهم أطفال تناثرت تحت أنقاض المسجد المدمر وفي محيطه.

من بين تلك الجثث، شبانٌ لجؤوا الى هذا المسجد للاحتماء بداخله بعد يوم عمل طويل ومتعب على بسطات عشوائية نصبوها أمام بوابة المشفى لتوفير قوت يومهم وعائلتهم في ظل حرب طاحنة، ولم يبق منهم سوى ذكريات مؤلمة.

ووسط حالة الفوضى، وقفت امرأة في مقتبل العمر أمام المسجد المدمر، عيناها لا تفارقان جسد طفلها الممدد على الأرض.

كانت تحمله بيديها المرتجفتين، فجسده الصغير مصاب بجروح كثيرة بفعل قصف الجيش الإسرائيلي لمدرسة إبن رشد، وكانت تخشى عليه أن يفارق الحياة.

نظراتها متحجرة بين الصدمة والألم، لكنها فجأة انفجرت باكية: "يا حبيبي... يا روحي... إن شاء الله سوف تقوم يا ماما". محاولة التخفيف عنه باحتضانه، وكأن لمسة الأمومة تستطيع أن تشفيه، لكن جسده الصغير كان يتألم بشدة.

على بعد خطوات منها، كانت عائلة أخرى تبحث في أروقة مستشفى "شهداء الأقصى" عن نجلها المفقود.

الأب والأم يبحثان عن نجلهما في كل مكان، وتوجها إلى ثلاجة الموتى، وعيونهما تملؤها الدموع والذعر، يحاولان جاهدين أن يعثرا على ابنهما بين القتلى، وعقلاهما يرفضان تقبل فكرة الفقد.

يتنقل الأب بين الجثث المغطاة بأكفان بيض ليكشف عنها واحدًا تلو الآخر بأيدٍ مرتجفة، وقلبه ينبض بالخوف مما قد يراه.

حين وصل إلى جثمان نجله، توقف الزمن للحظة، تبادل هو وزوجته نظرات مليئة بالعجز والقهر. الأب احتضن الجسد البارد، ودموعه لم تستطع أن تكتم الوجع في صدره.

الأم، تجثو على ركبتيها أمام الجثمان، تمسح جبين ابنها بكفها وهي تهمس بصوت مختنق: "سامحنا يا حبيبي.. ما قدرنا نحميك".

المشهد داخل المستشفى كان مزيجًا من الألم والارتباك، بينما أصوات الأطباء والممرضين تحاول تهدئة الفوضى والتخفيف عن العائلات المكلومة.

وقتل 26 فلسطينياً وأصيب العشرات، فجر الأحد، في مجزرتين إسرائيليتين استهدفتا مدرسة ابن رشد في بلدة الزوايدة ومسجد "شهداء الأقصى" في دير البلح واللذان يؤويان نازحين وسط قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة بالقطاع.

وقال مسعفون للأناضول: "إنّ جثث أطفال وصلت إلى المستشفى مقطوعة الرأس وعدد كبير من الإصابات الخطيرة جراء القصف الإسرائيلي للمسجد والمدرسة".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.