نشطاء تونسيون: من حق إيران امتلاك التقنية النووية السلمية (تقرير)
- الناشط المدني سعيد بوعجلة: ضربة واشنطن ضد طهران تعكس رغبتها في منع التقنيات العالية عن الشعوب الأخرى

Tunisia
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
- الناشط المدني سعيد بوعجلة: ضربة واشنطن ضد طهران تعكس رغبتها في منع التقنيات العالية عن الشعوب الأخرى- رشيد عثماني، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين: التصعيد الأمريكي ضد إيران كان منتظرا خاصة بعد العدوان الإسرائيلي
- الناشط السياسي النفطي حولة: إسرائيل تمتلك أكثر من 200 رأس نووي ومن حق إيران أيضا استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية
أجمع نشطاء تونسيون على حق إيران في امتلاك التقنية النووية السلمية، ورفض هجوم الولايات المتحدة على مواقعها النووية، واعتبروا أن هذا العدوان يعكس "تسلطا أمريكيا" على العالم.
سعيد بوعجلة، حاصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات وناشط مدني، قال للأناضول إن "العدوان الأمريكي على إيران عربدة جوفاء، لأن الولايات المتحدة تعتبر أن ضربة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل) كانت موجهة لها ولكبريائها واستعلائها".
وأضاف: "7 أكتوبر، كانت ضربة موجعة ومؤثرة جعل الولايات المتحدة تقود الغرب في عملية هستيرية فقدت فيها كل أشكال السيطرة، واستباحت لنفسها القانون الدولي والأعراف الدولية تقتيلا وترويعا وتدميرا".
وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 29 قتيلا و3 آلاف و345 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي ضد إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وتابع بوعجلة: "العملية ضد المواقع النووية الإيرانية كانت عميلة استعراضية على مستوى منافذ الأنفاق إلى المنشآت فقط، ولم تضرب المخزون النووي، ولو ضربته لأحدثت كارثة نووية أكثر من تشرنوبيل".
ويرى بوعجلة أن ضرب المفاعلات النووية في إيران كان "عملية استعراضية ليقول (الرئيس دونالد) ترامب إن قوة الردع الأمريكية قائمة، في حين أن 7 أكتوبر أخرج أمريكا والغرب من التاريخ".
وأدى انفجار في المفاعل رقم 4 بمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية عام 1986 إلى انتشار سحابة مشعة على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفياتي (تشمل حاليا بيلاروسيا وأوكرانيا والاتحاد الروسي)، حيث تعرض ما يقرب من 8.4 ملايين شخص في البلدان الثلاثة إلى الإشعاع.
** احتكار التقدم التكنولوجي
واعتبر بوعجلة أن ضربة الولايات المتحدة ضد إيران تعكس رغبتها في منع التقنيات العالية عن الشعوب الأخرى، وقال إن "الشرق عموما بقيادة الصين والنمور الآسيوية بما فيها إيران، أصبح اليوم يتصدر المسعى الإنساني للحصول على التكنولوجيا وتطويرها".
وأضاف: "انفرطت القبضة الحديدية التي كان الغرب بها يحتكر التكنولوجيات الدقيقة، وأصبحت التكنولوجيا على قارعة الطريق بأسعار زهيدة بفعل البضاعة المتدفقة من الشرق والتي حيدت التكنولوجيا الغربية أمام الضغط الهائل للتكنولوجيا الأعلى مستوى".
جدير بالذكر أن قطاع التكنولوجيا يمثل 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل ونحو 50 بالمئة من صادراتها، لكنه تراجع نتيجة التحديات الأمنية والجيوسياسية على إثر الحروب التي تخوضها إسرائيل في المنطقة.
** تصعيد منتظر
أما رشيد عثماني، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس (ائتلاف مستقل)، فقال للأناضول: "في الحقيقة، التصعيد ضد إيران هو تصعيد منتظر، لأن العلاقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هي علاقة عضوية".
وتابع: "على إثر الاعتداء الإجرامي الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران كنا ننتظر أن يتم دعم هذا الاعتداء المخالف لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، وكنا متأكدين من وقوع اعتداء أمريكي كمؤازرة لطفلها المدلل في المنطقة (إسرائيل)".
وأضاف عثماني: "الولايات المتحدة دولة تتصرف في شكل عصابة، وتحاول أن تمنع كل شعوب العالم من أن تكون لها سيادة، من أن تكون له مقدرات، من أن تكون لها مفاعلات نووية حتى للأغراض السلمية".
وزاد: "الضربة الأمريكية كانت موجهة نحو ثلاثة مواقع تعتقد واشنطن أنها أصابت المفاعلات النووية، لكن ما غاب عن ذهن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أن مشروع إيران هو مشروع عميق في التاريخ".
وقال عثماني إن إيران كانت تتجهز لمثل هذه الحرب منذ ما يزيد عن 40 عاما، وبالتالي كانت مستعدة لـ"استيعاب الضربة المفاجئة من الكيان الصهيوني واستيعاب الاعتداء على مفاعلاتها النووية بأخف الأضرار".
وقال الناشط عثماني: "المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة لا يستهدف إيران فقط، بل يستهدف كل المنطقة، وإذا نجح المشروع الأمريكي-الصهيوني في المنطقة، فسينجح الكيان الصهيوني في تركيع ما بقي من الأصوات الحرة في الأمة".
وتابع: "الخطر يعم بقية شعوب المنطقة لأن الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية يريدون التربع على منطقة الشرق الأوسط خدمة لمصالحهم الاقتصادية والسياسية والثقافية".
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
** كارثة عالمية
النفطي حولة، ناشط سياسي قومي، قال للأناضول: "العدوان الأمريكي على إيران عدوان مجرم ومتوحش وبربري، استحضر ثقافة الكاوبوي (رعاة البقر الأمريكان)، وأرجو ألا يحمل ترامب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو العالم إلى كارثة".
وأضاف: "نندد بهذا العدوان تنديدا شديدا ونستنكره لأن إيران من حقها اكتساب الطاقة النووية السلمية، خاصة وأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أكد أن عقيدة إيران النووية سلمية".
وتابع حولة: "إذا كان العدو الصهيوني يمتلك أكثر من 200 رأس نووي وغير خاضع للتفتيش من طرف وكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران فتحت مواقعها للتفتيش تأكيدا على أن طاقتها النووية لأغراض سلمية، ومن حقها تطوير بنيتها الاقتصادية".
وأوضح الناشط التونسي أن "العدو الوحيد والمركزي هو العدو الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين، وافتعل كارثة وحشية في قطاع غزة يندد بها الجميع حول العالم".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.