الدول العربية, التقارير, لبنان

مطعم "السوسي".. 132 عاما في تقديم الفطور اللبناني التقليدي (تقرير)

بدأ مطعم السوسي دكانا صغيرا خلف بلدية بيروت عام 1890، وسط العاصمة، وسرعان ما ذاع صيت المؤسس الحاج محمد السوسي وكبر الدكان ليصبح محلا أكبر حجما في ثلاثينيات القرن العشرين.

27.01.2022 - محدث : 28.01.2022
مطعم "السوسي".. 132 عاما في تقديم الفطور اللبناني التقليدي (تقرير)

Lebanon

بيروت/ إدريس اوكودوجي - وسيم سيف الدين/ الأناضول

- بدأ المطعم دكانا صغيرا خلف بلدية بيروت عام 1890، وسط العاصمة، وأصبح محلا كبيرا في ثلاثينيات القرن العشرين
- ذاع صيت المطعم في زمن المؤسس الحاج محمد السوسي، بسبب لقمته الطيبة وأطباقه الشهية..
- ديكور المطعم بسيط ومتواضع، لكنه يتميز بحرص أصحابه على جعل الزبائن سعداء

يواصل مطعم السوسي الصغير والشعبي، في العاصمة اللبنانية بيروت، تقديم الفطور (الترويقة) بالطريقة التقليدية لزبائنه منذ أكثر من 132 سنة، بعدما توارثته أجيال في عائلة المؤسس.

بدأ مطعم السوسي دكانا صغيرا خلف بلدية بيروت عام 1890، وسط العاصمة، وسرعان ما ذاع صيت المؤسس الحاج محمد السوسي وكبر الدكان ليصبح محلا أكبر حجما في ثلاثينيات القرن العشرين.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية (1975-1991)، انتقل إلى مكانه الحالي في طلعة شحادة بشارع مار الياس، غرب بيروت. وإثر وفاة الحاج محمد السوسي، المؤسس، استلم الدكان ابنه البكر محمود وحفيده راجي كبي.

يمتاز مطعم السوسي بأطباقه اللبنانية الأصيلة، وتتنوع من الحمص والفول والفتة، إلى البيض بالقاورما، والفتة بالقاورما، والسودة (الكبدة) النيئة والمقلية، والسلطات مثل الروكا.

والقاورما لحم مقلي، مملّح، غني بالتوابل، يحفظ لفترات طويلة في دهن الغنم المذوب، أطلق عليه العرب البدو اسم «القديد» أي اللحم المجفف. وهو من أنواع المؤونة اللبنانية التي يتم تحضيرها في فصل الصيف وتخزينها لفصل الشتاء، وسمّاه العثمانيون «القاورما».

حافظ "مطعم السوسي" على تقاليده وطريقة تحضيره الطعام منذ افتتاحه حتى اليوم، ويقصده لبنانيون من جميع المناطق وسياح من مختلف البلدان بعدما ذاع صيته قبل سنوات حين اختارته محطة "سي أن أن" العالمية ضمن 12 أفضل مطعم في العالم لتقديم الفطور عام 2013.

ديكور "مطعم السوسي" بسيط ومتواضع للغاية، وهو عبارة عن كراسي وطاولات خشبية وبلاستيكية، مع صور منتشرة في أرجاء المكان للمطعم القديم والمؤسس الحاج السوسي وأحفاده وآخرين ممن زاروا المكان.

ويقول راجي كبي، صاحب المحل من الجيل الثالث والذي لم يغادر طاولة المطبخ على الرغم من تقدمه في السن وارتجاف يديه، إنه بدأ العمل مع جده مؤسس المطعم الحاج محمد السوسي عندما كان يبلغ من العمر 15 عامًا فقط.

ويضيف كبي، في حديث إلى "الأناضول: "عملنا طويلا في المطعم الأساس وسط بيروت التجاري حتى يوم السبت الأسود (بدء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975). وحتى اليوم، وأنا أعمل في المكان الجديد الذي انتقلنا إليه في شارع مار الياس، ضمن الأحياء الداخلية للعاصمة بيروت".

ويشير كبي، الذي بلغ من العمر 75 سنة، وهو يحضر الطعام: "طالما يمدنا الله بالقوة والعافية.. أنا مستمر بالعمل في هذا المطعم المتواضع".

ويتابع: "أحب عملي كثيرا، لذلك تخرج من يدي اللقمة الطيبة" (الأكل اللذيذ والشهي).. ولا يوقفني عن العمل هنا إلا الموت".

ويوضح أن اولاده لا يعملون معه لأنهم اختاروا اختصاصات مهنية أخرى".

ويقول: "معاملتنا للزبائن جيدة، إذ نحرص على أن نجعلهم يغادرون مطعمنا سعداء"، مشيرا إلى أن "بعض المواطنين يأتون مباشرة من المطار بحقائبهم إلى المطعم ليتذوقوا وجباتنا الشهية".

** المحافظة على التقاليد الخاصة بتقديم الطعام

أحمد محمود السوسي (60 عاما)، حفيد المؤسس، يقول: "تابعتُ مسيرة جدي مع ابن عمتي (راجي كبي) بعد وفاة والدي عام 1987، ونحن نعمل سويا حتى يومنا هذا".

ويعرب عن حبه الشديد لهذه المهنة وتمسّكه بمسيرة العائلة، متمنيا أن يتابع ابنه محمد مسيرة العائلة "إذا أحب ذلك، وأن ينجح كما نجحنا، ليحافظ على اسم السوسي في دنيا المطاعم اللبنانية التقليدية".

ويردف: "أطباقنا الرئيسة هي الفول والحمص البليلة (الحَب المسلوق) والسودة (كبدة) والنخاعات وبيض غنم والبيض بالقاورما والفتة باللبن أو بالطحينة".

ويتذكر السوسي الحفيد "أيام العز" التي مرّت على العائلة في المهنة، عندما "كان يأتي الخليجيون إلى مطعمنا، ولكن كورونا والأحداث السياسية التي تشهدها بلادنا منذ سنوات أبعدت هؤلاء عنا"، مضيفا: "الآن، يقصدنا زبائن سياح من العراق واليمن والأردن وسوريا".

ويلفت إلى أنه ليس في وارد فتح أي فرع آخر للمطعم في لبنان أو الخارج، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إضافة إلى تمسكه بالتقاليد والمحافظة على فرع واحد لتقديم الطعام بأيديهم إلى الزبائن".

ويشير إلى أن استراتيجية "مطعم السوسي" تقوم على العمل باليد بكل ما يختص بتحضير الأطباق، معتبرا أن ذلك هو "سبب نجاح المطعم منذ افتتاحه".

من جهته، يقول الزبون خالد عيتاني (50 سنة) إنه يتردد على المطعم مرتين أسبوعيا منذ نحو 30 سنة، "لأنه الأطيب في تحضير الفطور".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın