الدول العربية, التقارير, لبنان, فلسطين

ماذا وراء تجدد القتال بين الفلسطينيين في مخيم "عين الحلوة" بلبنان؟ (تقرير)

مسؤول الإعلام في حركة "حماس" بلبنان وليد كيلاني للأناضول: هناك جهات خارجية تريد ضرب الاستقرار الأمني في مخيم "عين الحلوة"

Wassim Samih Seifeddine  | 12.09.2023 - محدث : 12.09.2023
ماذا وراء تجدد القتال بين الفلسطينيين في مخيم "عين الحلوة" بلبنان؟ (تقرير)

Lebanon

بيروت/وسيم سيف الدين/الأناضول

* مسؤول الإعلام في حركة "حماس" بلبنان وليد كيلاني للأناضول:
- هناك جهات خارجية تريد ضرب الاستقرار الأمني في مخيم "عين الحلوة"
- لا أحد يستطيع حسم الأمور على الأرض عسكريا
* مصدر فلسطيني مسؤول للأناضول:
- السبب الرئيس لتجدد الاشتباكات عدم تسليم المتهمين بقتل القيادي في فتح أبو أشرف العرموشي.
- أحد المتهمين قتل ومن الصعب أن يسلم الباقون أنفسهم وبالتالي فإن وقف الاشتباكات صعب أيضا.

يتواصل القتال بين مسلحين فلسطينيين في مخيم "عين الحلوة" للاجئين بمدينة صيدا جنوبي لبنان لليوم السادس على التوالي في جولة هي الثانية خلال أقل من شهر.

ويشهد أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني منذ تأسيسه عام 1948 عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.

ويُعرف مخيم "عين الحلوة" بإيوائه مجموعات متشددة وخارجين عن القانون حيث يقطن فيه أكثر من 60 الف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة حيث لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع واحد.

** بدء الاشتباكات

في نهاية يوليو/ تموز الماضي اندلعت اشتباكات بين عناصر من "فتح" ومجموعة مسلحة تطلق على نفسها "الشباب المسلم" أسفرت عن مقتل 14 شخصا بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي القيادي بحركة "فتح" مع 4 من مرافقيه، ما شكل منعطفا في الاشتباكات.

غداة ذلك تحولت أحياء المخيم وشوارعه إلى ساحة حرب بين حركة "فتح" والإسلاميين الذين كانوا ينتمون سابقا إلى جماعة "جند الشام" (وفق مصادر فلسطينية)، ويشكلون مجموعة تنشط في المخيم تحت اسم "الشباب المسلم".

وفي بداية آب/ أغسطس الماضي، عاد الهدوء إلى المخيم إثر سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم في اغتيال العرموشي وعددهم 8 أشخاص.

والخميس الماضي، عادت الاشتباكات بين الجانبين وأسفرت حتى أمس الإثنين، عن مقتل 6 أشخاص وجرح عشرات آخرين.

وهربا من الاشتباكات الدائرة، أفاد مراسل الأناضول أن مدنيين نزحوا إلى خارج المخيم.

ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم.

لكن الجيش اللبناني فرض تدابير مشددة على طرقات صيدا خشية أن تطالها رشقات الاشتباكات، وندد سابقا بتعرض أحد مراكزه القريبة من المخيم لقذيفة هاون وإصابة 6 من عناصره بجروح.

** مخططات خارجية

وحول عودة الاشتباكات للمخيم قال مسؤول الإعلام في حركة "حماس" بلبنان وليد كيلاني للأناضول: "هناك متفلتين لديهم أجندات خارجية للعبث بأمن المخيمات وخاصة عين الحلوة".

وأضاف: "هناك جهات خارجية (لم يسمها) تريد ضرب الاستقرار الأمني في مخيم عين الحلوة لأنه لا يوجد مبرر واضح لعودة الاشتباكات".

وأوضح كيلاني: "تم الاتفاق مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك (تضم مختلف الفصائل) على عدة خطوات منها انتشار قوة أمنية فلسطينية من كافة الفصائل للفصل بين المتقاتلين والعمل على تسليم المتهمين (بقتل العرموشي) بكل الوسائل المتاحة ما عدا الاقتتال الحاصل حاليا".

وأشار إلى أن "ما يجري حاليا هو المزيد من القصف وإطلاق النار المتبادل الذي يؤدي إلى تشريد وتوريع الآمنين من أطفال ونساء وعجز وهذا لا يخدم سوى العدو الإسرائيلي".

وقال كيلاني: "لا أحد يستطيع حسم الأمور على الأرض عسكريا الرابح والخاسر لن ينالوا شيئا سوى تهجير المزيد من سكان المخيم وخاصة كلا الفريقين (المتقاتلين) لم يتقدم أحدهما على الآخر وما زالت مناطق السيطرة مكانها".

وأعرب القيادي في "حماس" عن أمله بأن يتم تطبيق الاتفاق الذي توصلت القوى الفلسطينية مع مدير عام الأمن العام اللبناني لوقف نهائي لإطلاق النار ووضع خارطة طريق تعالج كل أسباب هذه المعركة".

والاثنين، أعلنت سلطات الأمن اللبناني، أنه عقب انتهاء اجتماع في بيروت، مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك (جميع الفصائل) في لبنان بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة إلياس البيسري، تم الاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة جنوب البلاد و"متابعة تسليم المطلوبين".

** عدم تسليم المتهمين

من جهته لفت مصدر فلسطيني مسؤول في مخيم "عين الحلوة" للأناضول أن "الأسباب الرئيسية لتجدد الاشتباكات في المخيم هي عدم تسليم المتهمين الثمانية من (تجمع الشباب المسلم) بحسب الاتفاق الذي تم في أغسطس الماضي". ​​​​​​​

وأوضح المصدر الفصائلي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه "بعد خمسة أيام على بدء الاشتباكات الأولى في نهاية يوليو الماضي، تم الاتفاق خلال الاجتماع الذي حصل بحضور كافة الفصائل الفلسطينية على وقف إطلاق النار وتسليم المشتبه بهم باغتيال العرموشي إلى الجيش اللبناني خلال أسبوع وهذا ما لم يحصل حتى اليوم".

ولفت المصدر، إلى أن "القوى الإسلامية أجرت لمدة أسبوع أو عشرة أيام مفاوضات مع تجمع الشباب المسلم من أجل تسليم المتهمين الثامنة للجيش اللبناني من دون اشتباكات ولكنهم رفضوا تسليمهم".

** صعوبة وقف الاشتباكات

وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات "ما زالت مستمرة وعندما نجتمع ونتفق على وقف إطلاق النار تعود وتتجدد الاشتباكات لأن فتح لن ترضى إلا بتسليم المتهمين".

وكشف أن الاجتماع الذي تم مع الأمن العام اللبناني، الاثنين، الذي حضرته جميع الفصائل الفلسطينية أكد على تثبيت وقف إطلاق النار منذ السابعة مساء أمس (الاثنين) وتكليف القوة الفلسطينية المشتركة باستدعاء المتهمين (الثمانية) لتسليمهم للقضاء اللبناني ".

وقال المصدر، إن الاتفاق "جيد إذا طبق ولكن من لم يسلم نفسه بحسب أول اتفاق لن يسلم نفسه وفق الاتفاق الذي تم الاثنين، وخاصة أن أحد المتهمين يدعى عز الدين أبو داود (ضبايا) قتل خلال الاشتباكات أمس".

واستبعد المصدر أن "يسلم السبعة الباقون أنفسهم لذلك لن يكون من السهل توقف الاشتباكات".

وكانت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية قالت الاثنين، إنه "تم نقل أحد المطلوبين البارزين من (تجمع الشباب المسلم) في مخيم عين الحلوة المدعو عز الدين أبو داود (ضبايا) إلى مستشفى الراعي مصابا بجروح خطيرة خلال اشتباكات المخيم، وبالتزامن حضرت قوة من مخابرات الجيش إلى المكان".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.