في شارع "الاستقلال" بتقسيم.. موسيقى على أوتار الثقافات (تقرير)
عازفون وفرق محلية وأجنبية اختاروا المنطقة ليجعلوا منها نقطة التقاء وتبادل للثقافات الموسيقية في مشهد جميل يستقطب السكان والسياح في قلب إسطنبول النابض

İstanbul
في شارع "الاستقلال" بمنطقة تقسيم بإسطنبول التركية، تتعالى الموسيقى منبعثة من آلات عازفين وفرق محلية وأجنبية، في نوتات تستعرض حكايات الثقافات والشعوب.
موسيقى مألوفة وأخرى غريبة، وفي الحالتين تثير فضول المارة باستراق لحظات للاستمتاع بها، أو التعرف على هويتها، ما يجعل من ذلك المكان نقطة التقاء وتبادل للثقافات الموسيقية، في مشهد جميل يستقطب السكان والسياح في قلب إسطنبول الحيوي والنابض.
وعلى مدار اليوم، تصدح الموسيقي من آلات فرق موسيقية وعازفين من تركيا وخارجها، يصدحون بأنغام مميزة تلفت أسماع زائري المنطقة، وتسحر آذانهم وألبابهم.
وما أن يدخل الزائر أو السائح شارع الاستقلال، حتى تتراءى أمامه وعلى جنبات الشارع، مجموعات موسيقية محلية وأجنبية، تعزف موسيقاها المحببة والمميزة، ويحيط بها عشرات السائحين ممن ينصتون باهتمام واضح.
كما يلتقط السائحون في هذه المنطقة الآمنة، والتي تشهد تدفق عشرات الآلاف يوميا لها، صورا مع هذه الفرق والعازفين، حيث يرتدي معها هؤلاء ملابسهم التقليدية، التي تميزهم بثقافتهم.
وعلى إحدى جنبات الطريق، يقف شابان تركيان وفي أيديهما آلتي غيتار، لعزف وغناء الأغاني المحلية المميزة والمحببة، والتي تلفت أنظار المارة الذين لا يفوتون فرصة توثيق اللحظة، عبر التقاط الصور التذكارية، ووضع بعض القطع النقدية في مكان مخصص لذلك.
ويستوقف الغناء المارة الذين يقصدون المنطقة بغرض التنزه، فيستمتعون بالعزف لدقائق، ثم يكملون طريقهم لاحقا، وهكذا تتوالى حشود المارة على الشارع، كل يتوقف ليستمع ثم يواصل طريقه ليخلفه آخرون.
وعلى مقربة من العازفين، يعزف أحد المكفوفين على آلة "الكلارينت"، لتنساب أنغامه الرقيقة العذبة فتجذب الزائرين، وهو جالس إلى جوار زوجته، ويعملان على كسب رزقهما والعزف بنفس الوقت.
وغير بعيد، يتخذ عازف تركي مكانه عازفا على آلة القانون بمطارق صغيرة، لتبدع أنامله معزوفات شرقية جميلة تسرح بألباب المستمعين إليها، وكالعادة يلتف حوله عشاق المعزوفات المميزة.
وفي مكان آخر، يعزف طفل على آلة "الأورغ" بطريقة تطرب السامعين، ويحاول عبر العزف كسب الإعجاب وما تجود به قلوب الزائرين للمنطقة من ليرات.
عازفة من جنسية أجنبية، جلست إلى جانب عربة أطفال فيها طفلها، لتعزف عبر الأكورديون معزوفات مميزة من ناحيتها، في مشهد متنوع وجميل رصدته عدسة الأناضول، لاقى استحسان الحاضرين وقبولهم، ممن اصطفوا حولها معجبين بألحانها.
شاب أجنبي آخر وقف غير بعيد منها، ليعزف على آلة الأكورديون، محاولا إمتاع الحاضرين بمعزوفاته، ونيل الإعجاب والاستحسان منهم، مقدما معزوفاته الجميلة والمميزة.
وإلى كل ذلك تضاف مجموعة من العازفين والمغنين الأجانب، ويبدو من أغانيهم التي تطغى عليها آلة الغيتار أنهم من إسبانيا، وقد تحلق حولهم العشرات يستمتعون بالموسيقى والأغاني التي يقدونها للمارة، ليمنحوا رحلة المرء إلى تقسيم خصوصية وعمقا.
كذلك، اتخذ عازفان يرتديان اللباس التقليدي للهنود الحمر مكانهما في شارع الاستقلال، مقدمين موسيقى تراثية جميلة تذكر بثقافة قديمة وعريقة، ويبدو من شكل العازفين أنهما من أمريكا اللاتينية، ما يعزز التلاقي الحضاري المميز في إسطنبول.
عازف على آلة الكمان أيضا يقدم ألحانه التي تميز هذه الآلة، في سعي دؤوب لنيل إعجاب الحاضرين، وكسب ما تجود به نفوسهم إحسانا على جهده في العزف وإمتاع الحاضرين.
وكذلك الأمر بالنسبة لفرقة مكونة من 3 عازفين على الغيتار، يقدمون معزوفاتهم المميزة، ويجتمع حولهم عدد كبير من المعجبين المارين في شارع الاستقلال، كل التف على هاتفه يلتقط ما تيسر له من صور وفيديوهات تذكارية توثق رحلته، في مشهد يؤكد عمق التلاقي الثقافي والحضاري.