الدول العربية, التقارير

غزة.. فلسطينية تكسر احتكار الرجال لمهنة "السياقة" (قصة اجتماعية)

السائقة نائلة أبو جبة للأناضول: - افتتحت مكتب "تاكسيات المختارة" قبل عدة أشهر وهو خاص لنقل لنساء والأطفال. - عدم توفر العمل في مجال الدراسة دفعني للعمل بهذه المهنة.

06.12.2020 - محدث : 06.12.2020
غزة.. فلسطينية تكسر احتكار الرجال لمهنة "السياقة" (قصة اجتماعية)

Gazze

غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول

السائقة نائلة أبو جبة للأناضول:
- افتتحت مكتب "تاكسيات المختارة" قبل عدة أشهر وهو خاص لنقل لنساء والأطفال.
- عدم توفر العمل في مجال الدراسة دفعني للعمل بهذه المهنة.
- أطمح بتوسعة المشروع عبر زيادة عدد السيارات "النسائية" في المكتب.
- المشروع من شأنه أن يحافظ على خصوصية النساء.

في حالة تحدث لأول مرة في قطاع غزة المحافظ قررت الفلسطينية نائلة أبو جبة (39 عاما) العمل كسائق سيارة أجرة لنقل النساء والأطفال.

"تاكسيات المختارة" هو الاسم الذي اختارته أبو جبة لمكتبها الخاص الذي افتتحته أخيرا في غرفة صغيرة أسفل منزلها لتلقي طلبات نقل الزبائن.

وقرار أبو جبة جاء مخالفا للأعراف السائدة في مجتمع غزة المحافِظ الذي تعتبر هذه المهنة حكرا على الرجال.

** اختيار المهنة

وأبو جبة خريجة جامعية تخصص "خدمة اجتماعية"، ومدرّبة "تنمية بشرية" لجأت إلى هذا المشروع بسبب عدم تمكنها من العمل ضمن تخصصها في ظل الأوضاع المعيشية المتردية بقطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 عاما، إضافة إلى الانقسام الفلسطيني.

وفي مكتب "المختارة" تجلس أبو جبة تراقب هاتفها جيدا، منتظرة طلبات الزبائن من النساء.

وفور تلقيها للاتصال، تنطلق أبو جبة بسيارتها نحو الموقع لاستلام الطلب (الزبائن)، ونقل السيدات إلى المكان الذي يرغبن بالوصول إليه.

** فكرة جديدة

تقول أبو جبة للأناضول، إن فكرة افتتاح مكتب لسيارة الأجرة، تحت اسم (تاكسيات المختارة) راودتها منذ عدة أشهر، بعدما تسببت الأوضاع الاقتصادية بعدم حصولها على عمل ضمن مجال تخصصها.

وتضيف أن "الحاجة المستمرة لمثل هذا المشروع المخصص للسيدات دفعها لتنفيذ الفكرة في وقت أسرع".

وترى أبو جبة، أن هذا المشروع بمثابة فكرة جديدة "تعطي خصوصية للنساء وتسهل عليهن قضاء حوائجهن وتنقلهنّ خارج المنزل، خاصة في المناسبات كالأفراح وأعياد الميلاد (في إشارة إلى عدم رغبة غالبية نساء قطاع غزة المحافظ بالظهور وهن متبرجات أمام سائقي سيارات الأجرة من الرجال).

وإلى جانب النساء، فإن هذا المشروع يختص أيضا، وفق أبو جبة، "بنقل الأطفال بشكل فردي مع توفير مساحة من الأمان والراحة التي تُطمئن الأهالي على أطفالهم".

** كسر الاحتكار

وتقول أبو جبة، إن "عمل المرأة بمهنة يعتقد المجتمع الفلسطيني أنها للرجال فقط يكسر القيود والصورة النمطية المعتادة عنها، ويدفع نحو منحها مساحة أوسع في مجالات الحياة المختلفة".

وتشير إلى أن المرأة الفلسطينية "لديها القدرة الكافية لممارسة جميع الأعمال التي يقوم بها الرجل".

وتلفت أبو جبة، إلى أن "نظرات الدهشة من البيئة المحيطة لها، تلاحقها باستمرار، لكنها تواجهها بابتسامة عريضة تجيب على الاستفسارات " نعم.. أعمل سائقة تاكسي"، ومتسائلة" ألم يعجبك الأمر!".

ورغم ذلك، إلا أن حالة من الرضا لدى الزبائن الذين يتعاملون مع أبو جبة من النساء يبشّرها بنجاح المشروع وبمستقبل أفضل، على حدّ قولها.

** تحديات

تواجه أبو جبة، خلال مهنة "السياقة"، عددا من التحديات التي تجعل من طبيعة عملها أمرا صعبا.

وتقول "الجمع بين متطلبات العمل وتلبية حاجات العائلة، أمر صعب للغاية، لكنه يصبح مرنا إذا ما كانت الأسرة متفهمة لطبيعة عمل المرأة وتساندها بذلك".

وتلفت أبو جبة، إلى أنها وجدت "دعما من عائلتها ساعدها على مواجهة تلك الصعوبات للاستمرار في عملها".

ورغم أن العائد المادي الذي تجنيه أبو جبة من مهنتها الجديدة متواضعا، إلا أنه يساهم في توفير بعض المستلزمات اليومية وفق ما تقول.

ولترويج مشروعها تستخدم أبو جبة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من النساء.

** طموح أكبر

وتعد خطوة أبو جبه العمل بمهنة السياقة "تشجيعا للنساء على المضي في الخروج من عباءة المنزل ومحيط العائلة، والبدء بالمهن التي تراها مناسبة لها" وفق ما تقول.

وتضيف أنها "تطمح بتوسعة المشروع ليشمل أكثر من سيارة أجرة نسائية تعمل عليها شابات".

وتشير أبو جبة، إلى أنها "استقبلت طلبات من بعض الشابات للعمل معها مع توفير المركبات الخاصة بهن".

وترى أبو جبة، أن هذا المشروع من شأنه أن "يساهم بحل مشكلة البطالة لدى الفتيات لمساندة عائلاتهن بغزة، خاصة في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية".

ويعيش في قطاع غزة ما يزيد عن مليوني فلسطيني، يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية للغاية جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007.

وتظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة بغزة بلغت حتى نهاية الربع الثاني الماضي، نحو 49 بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ 203.2 آلاف فرد.

كما يعاني نصف سكان القطاع من الفقر، فيما يتلقى 4 أشخاص من بين كل 5 مساعدات مالية، حسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية مقرها جنيف)، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.