الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

"درهم وقاية خير من قنطار علاج".. مبادرة صومالية لمواجهة كورونا (تقرير)

في ظل انتشار الفيروس ظهرت في الصومال مبادرات شبابية لنشر الوعي المجتمعي حول مخاطر الفيروس القاتل، لا سيما في المناطق المكتظة كمخيمات النازحين

07.04.2020 - محدث : 07.04.2020
"درهم وقاية خير من قنطار علاج".. مبادرة صومالية لمواجهة كورونا (تقرير)

Mogadişu

نور جيدي / الأناضول

تماشيا مع تدني الوضع الصحي في الصومال، في ظل اجتياح وباء كورونا المستجد "كوفيد "19 في العالم، أطلق جامعيون مبادرات لتوعية المواطنين من خطر الفيروس وخاصة في المناطق التي تشهد تجمعات سكانية مكتظة مثل مخيمات نازحين.

وسجلت الصومال حتى اليوم عددا محدودا من الإصابات بالفيروس، مما أثار مخاوف في الأوساط الرسمية والشعبية في حال ارتفاع عدد المصابين وسط تدني الوعي الصحي لدى المواطنين.

وفي خضم هذه المخاوف ولدت مبادرات رسمية وشعبية لنشر معلومات ارشادية للمواطنين حول مخاطر فيروس كورونا، بعنوان "درهم وقاية خير من قنطار علاج" .

هذا وقد سبقت تلك المبادرات تدريبات وورش عمل لتأهيل عدد من طلاب الجامعات قدمها "معهد هجرلا" المحلي، لمدة يومين، من أجل تسليحهم بالإرشادات المطلوبة لإيصال التوعية لأكبر عدد ممكن من الشعب في المناطق والمخيمات في تخوم العاصمة مقديشو.

رئيسة المبادرة سميرة عبد الولي، تقول للأناضول، إن المبادرة شبابية بحتة، وإنها بمثابة الاستشعار بالمسؤولية الملقاة على عاتق الشباب تجاه مجتمعنا والوطن، لنكون عونا وسببا لإنقاذ الفئات الستهدفة التي تعد الأكثر عرضة للفيروسات التي تفتك بأرواح آلاف الضحايا في العالم.

** التوعية عن بعد

في إشراقة كل صباح، يتجمع عشرات من المتطوعين في مقر المبادرة وسط العاصمة مقديشو، ويعدّون جميع المستلزمات الصحية مستعدين لرحلة سفر قد تستغرق نحو 20 كم خارج المدينة مرددين عبارة "معا ضد الفيروس"، وكأنهم يستمدون منها طاقة إيجابية تكفي عمل مبادرتهم اليومية.

وتحسبا لكثرة مخميات النازحين، يتم تقسيم الطلاب المتطوعين إلى 3 مجموعات مكونة من 10 أشخاص، تتجه كل واحدة إلى مخيم، وبالتنسيق المسبق مع المعنيين الذين يحشدون عددًا من الأسر من أجل توعيتهم بالإجرءات اللازمة وسبل الوقاية من الفيروس.

ومن خلال دروس نظرية تبدأ أعمال التوعية للنازحين، حيث يقوم الفريق بشرح المرض وأعراضه وسرعة انتشاره، إلى جانب أهمية سبل أخذ الإجراءات اللازمة للوقاية من العدوى.

عبد الولي محمد، أحد المتطوعين بالمبادرة، يقول للأناضول، إن مبادرتهم تستهدف النازحين وتشمل عدة محاور، نظرا لتدني الوعي الصحي فيهم بدءا بالمسافة بين الأفراد أثناء التوعية ثم تقديم دروس نظرية مختصرة إلى جانب دروس تطبيقية كتعقيم اليدين أو غسلهما ويقوم بها المشاركون بشكل فردي.

ويضيف عبدالولي، أنه في ظل هذا الظرف، يتطلب من الشباب تكثيف الجهود لسلامة صحة مواطنينا خاصة الفئات المهمشة التي تعد الأكثر عرضة للفيروس.

وحسب المعطيات الصحية، فإن مناطق السكن العشوائية للمخيمات والكثافة السكانية العالية فيها تسهمان في سرعة انتشار الفيروس القاتل وهو ما يثير مخاوف كبيرة لدى الفرق الطبية في البلاد.

** ملصقات ارشادية

مع امكانياتهم المحدودة، لم تقتصر مبادرة "الوقاية خير من العلاج " التي أطلقها شباب الجامعات على زيارة المخيمات لتعزيز الوعي الصحي، بل واعتمدت أيضا على الملصقات الإرشادية لمواجهة "كوفيد-19".

ويعكف المتطوعون على توزيع المنشورات الارشادية على المواطنين في الشوارع أو لصقها في الأماكن العامة كالفنادق والمقاهي الشعبية وأماكن التنزه.

المتطوع محمد خيرى محمد، يوضح للأناضول أن نشر الملصقات الإرشادية جزء من مبادرتهم التوعوية في العاصمة، وأنهم يحرصون على استخدام كل ما من شأنه أن يساهم في تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين.

ويذكر محمد، أن المبادرة لاقت قبولا واسعا لدى الناس لإدراكهم خطورة الوباء القاتل، حيث تفاعل آلاف المتابعين مع صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر يوميا رسائل التوعية لمواجهة كورونا.

وفرضت بلدية مقديشو حظرا جزئيا على الأماكن العامة وخاصة الفنادق والمقاهي المطلة على شاطئ "ليدو"، حيث كان يرتادها المئات ليقضوا أوقاتا ممتعا مع أسرهم خاصة في العطلة الأسبوعية.

** ندرة المياه

في خضم المبادرات والحفاظ على النظافة في زمن كورونا، إلا أن سكان المخيمات النازحين يواجهون مشكلة ندرة المياه، بحيث تعيش الأسر على أقل من 20 لتر من المياه يوميا، وهو ما يشكل تحديا أمام نجاح المبادرات الداعية للحفاظ على النظافة.

السواد الأعظم من النازحين يكافحون من أجل تأمين مستلزمات حياتهم اليومية، والمياه لا تتوفر بشكل كاف، حيث يتطلب أحيانا قطع مسافات طويلة لجلب مياه على ظهورهم، ما يضع حياتهم بين خيارين كلاهما مر، إما الموت عطشا أو مواجهة الفيروس.

"عبد السلام" مسؤول مخيم "برواقو" يوضح للأناضول، أنه رغم أن المبادرات الشبابية إيجابية ومنبثقة من رحم التكافل الاجتماعي إلا أن سكان المخيمات يصارعون من أجل البقاء أحياءً نتيجة افتقارهم لأبسط مقومات الحياة، وهو ما قد يعرض الكثيرين منهم للخطر في حال انتشار "كوفيد-19".

ويشير "عبدالسلام" أن هناك جهودا مدنية بالتعاون مع المبادرات الشبابية لإقناع شركات المياه لتخفيف معاناة سكان المخيمات، من خلال توفيرها بأسعار منخفضة لحين تجاوز هذه المرحلة العصيبة التي تواجهها البلاد.

ومع ضيق ذات اليد لدى النازحين في ضواحي مقديشو، حرصت المبادرة على توزيع أدوات التنظيف على الفقراء، لسلامة صحتهم ولتشجيعهم على منع انتشارالوباء في أوساط المخيمات.

وتتكون أدوات النظافة من عبوات بلاستيكية فارغة توضع عند مدخل كل منزل إلى جانب المعقمات والصابون والماء لاستخدامها عند الدخول والخروج.

ومنعا لانتشار الفيروس اتخذت الحكومة الصومالية حزمة من الإجراءات، من بينها إغلاق حدودها وتعليق دوام المدارس والجامعات وجميع المؤسسات التعليمية إلى جانب منع التجمعات والتظاهرات وفرض حظر جزئي في المقاهي والفنادق المطلة على البحر.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın