تركيا, التقارير

دحر الأتراك للانقلاب.. نموذج عالمي للدفاع عن الديمقراطية (تقرير)

بالتزامن مع ذكرى محاولة انقلاب 2016، استطلعت الأناضول آراء نخبة من المهتمين العرب..

Muhammed Yusuf  | 14.07.2023 - محدث : 14.07.2023
دحر الأتراك للانقلاب.. نموذج عالمي للدفاع عن الديمقراطية (تقرير)

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

بالتزامن مع ذكرى محاولة انقلاب 2016، استطلعت الأناضول آراء نخبة من المهتمين العرب..
- الكاتبة التونسية عايدة بن عمر: دور الشعب التركي في إجهاض عملية الانقلاب والتصدي للمؤامرة الخطيرة على الأمن القومي للدولة التركية هو دور كبير جدا ومحوري وأساسي.
- الأكاديمي العراقي عبد الحميد العاني: التصدي وإسقاط الانقلاب يدل على وعي الشعب وتمسكه بحريته وحقوقه.
- المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري: الشعب التركي قدم من خلال تصديه للانقلاب تجربة نموذجية ورائدة.

وصف خبراء ومحللين عرب تصدي الشعب التركي للمحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، بأنه "نموذج فريد يحتذى به في العالم حيث التحم الشعب مع الحكومة في الدفاع عن الديمقراطية".

وأوضحوا، في أحاديث منفصلة مع الأناضول بمناسبة الذكرى السابعة للمحاولة الانقلابية الفاشلة، أن الشعب التركي أثبت تجذر الديمقراطية في الحفاظ على الحكومة المنتخبة شرعيا وما تلا ذلك من انتخابات.

وشهدت تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن" الإرهابي.

وقوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن وأفشل مخططهم.

الشعب أجهض الانقلاب

قالت الكاتبة التونسية عايدة بن عمر، في حديثها عن التصدي الشعبي للمحاولة الانقلابية: "الحقيقة أن دور الشعب التركي في إجهاض عملية الانقلاب والتصدي للمؤامرة الخطيرة على الأمن القومي للدولة التركية ومؤسساتها وسيادتها وشعبها هو دور كبير جدا ومحوري وأساسي".

وأضافت: "صمد الشعب في وجه الدبابة العسكرية الانقلابية وحاصرها وأجبرها على التراجع، وكلنا يتذكر البطولات الملحمية التي سطرها المواطنون الأتراك من الرجال والنساء والشباب والشيوخ وحتى الأطفال الذين رافقوا ذويهم أثناء التظاهرات".

وأشارت إلى أن "بسالة الأمواج المليونية من البشر في شوارع إسطنبول وأنقرة وبقية المحافظات، وشجاعتهم في التصدي، أثارت إعجاب العالم بأسره".

واستكملت قائلة: "الشعب التركي أظهر تضامنه ووحدته الوطنية ورفع شعار لا للانقلاب ورفض السطو على حريته في اختيار نظام الحكم واختيار الديمقراطية كآلية وصول للحكم".

وعي شعبي

وعن الوحدة الشعبية، قالت بن عمر في حديثها: "الشعب التركي بمختلف أطيافه وأعراقه وأحزابه ومكوناته السياسية كانوا على قلب رجل واحد في مواجهة انقلاب عسكري أراد السطو على السلطة بالقوة، إلا أن ردة فعل الشعب أفشلت هذا المسار الانقلابي".

وأردفت إن ما حدث يدل على "الوعي الشعبي التركي العالي وحس المسؤولية الوطنية ورغبة الشعب في رفض أي مسار رجعي يعيده لحقبة الانقلابات العسكرية التي عاشتها تركيا لعدة عقود، والتي خنقت الحياة السياسية وجيب المواطن وسجنت الحريات وخربت الاقتصاد ولوثت البيئة ورهنت الميزانية للبنوك الخارجية".

وأوضحت أن الديمقراطية التي "عاشها المواطن التركي وحققت له الأمن وأشاعت مناخ الحريات والابتكار والإبداع، كان دفاعا لإقباله على الموت في سبيل حريته، لذا كانت الاستجابة لدعوة الرئيس بالنزول إلى الشوارع قوية وفاعلة".

وختمت قائلة: "درس تاريخي سيكون شاهدا حيا للأجيال المقبلة وللشعوب التواقة للتحرر والاستقلال الحقيقي وهذا ما نراه لدى النخب العربية التي تعتبر هبّة الشعب التركي مثالا يحتذى به في قيم المواطنة والتضحية لأجل الحرية والسيادة الوطنية".

انتصار للحق

بدوره، قال الأكاديمي العراقي في جامعة قطر عبد الحميد العاني في حديثه: "لم تكن محاولة الانقلاب الفاشلة غريبة، فقد شهدت العديد من البلدان مثل هذه الانقلابات، بما فيها تركيا في أكثر من مرة عبر تاريخها الحديث".

وتابع: "لكن الغريب في هذه الحادثة أنها جاءت في وقت شهدت فيه تركيا تقدما في شتى الميادين سواء السياسية أو الاقتصادية أو العمرانية فضلا عن التطور في المجالات الصناعية والزراعية والتجارية، والأهم هو ترسيخ حالة الديمقراطية في البلاد".

ويعتقد أن "هدف هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة لم يكن استبدال حكم سياسي بآخر، إنما تدمير كل ما شهدته تركيا من تقدم وعلى رأسها الديمقراطية".

واستكمل قائلا: "تزداد الغرابة حين وجدنا الدول التي ترفع شعار الديمقراطية مشاركة في دعم محاولة الانقلاب الفاشل".

وذكر أن "الشعب التركي قابل قوة تسعى للتدمير، بوعيه وتمسكه بحريته وحقوقه فنزل آنذاك إلى الشارع متصديا للدبابات بصدور عارية، فانتصر حينها الحق، وكان هذا النصر صفعة لجميع أعداء تركيا، فيما شارك العديد من شعوب العالم الأتراك فرحتهم".

تجربة نموذجية

أما المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري، فقد قال: "قدم الشعب التركي من خلال تصديه للانقلاب تجربة نموذجية ورائدة في التصدي للانقلاب، تلك التجربة التي تجذرت بشكل كبير في إسقاط الانقلاب وتماسك الديمقراطية التركية".

وتابع في حديثه: "قطعت الديمقراطية التركية شوطا كبيرا في التجارب الديمقراطية في الفترة التي تلت الانقلاب وكانت تجارب ناجحة عكست مدى الوعي التركي بأهمية الحفاظ عليها وحمايتها، وهو ما تجسد في المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات الأخيرة التي كانت متقدمة عالميا واقتربت من 90 بالمئة".

وبيّن أن "ذكرى الانقلاب تعيد للشعب التركي أهمية الحفاظ على المسار الديمقراطي وحمايته وحماية كل ما يتعلق بتجذير التجربة، وهي تجربة رائعة تمكن الأتراك من الحفاظ على مسار الدولة والتعددية السياسية؛ وهذا يحسب للأتراك وللتجربة التركية التي تعد الوحيدة القائمة في العالم الإسلامي".

وختم بالقول "لا شك أن الشرعية الشعبية عبر الانتخابات تتجسد في أهمية الحفاظ على أن الشعب هو صاحب السلطات، واستكمالا لدوره الشرعي خرج وتصدى وأسقط الانقلاب، فيما تؤكد الانتخابات اللاحقة أهمية الشرعية في تماسك السلطات والدولة، وهي نموذج في العالم".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.