تركيا, دولي, التقارير

خبراء: نهج ترامب تجاه أوروبا يعزز حاجتها الأمنية لتركيا (تقرير)

يرى خبراء سياسيون مقيمون في بروكسل، أن النهج الإقصائي الذي تتبناه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه أوروبا، يعزز الدور المحوري لتركيا، بقدراتها العسكرية وصناعتها الدفاعية المبتكرة، على صعيد أمن واستقرار القارة العجوز.

Selen Valente Rasquinho, Ahmet Kartal  | 21.02.2025 - محدث : 21.02.2025
خبراء: نهج ترامب تجاه أوروبا يعزز حاجتها الأمنية لتركيا (تقرير) صورة أرشيفية

Brussels Hoofdstedelijk Gewest

بروكسل/ سيلين فالينته/ الأناضول

**المحللة البارزة في مركز السياسة الأوروبية، أماندا بول:
-التهديدات الأمريكية بسحب الجنود من أوروبا ستزيد من أهمية مساهمات تركيا لأمن واستقرار القارة
- تركيا واصلت الاستثمار في جيشها على عكس العديد من الدول الأعضاء الأخرى في الحلف
**أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل الحرة كورت ديبوف:
-الاتحاد الأوروبي لم يتوقع نهجا قاسيا من إدارة ترامب خلال مؤتمر ميونخ
- تركيا متفوقة جدا في الابتكار وتكنولوجيا الحروب
**مدير مجلس الجوار الأوروبي للأبحاث صامويل دوفيري فيستربي:
- من الواضح أن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها ضد روسيا دون تركيا
- أهمية تركيا زادت مع انخفاض اهتمام الولايات المتحدة بالبنية الأمنية الأوروبية

يرى خبراء سياسيون مقيمون في بروكسل، أن النهج الإقصائي الذي تتبناه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه أوروبا، يعزز الدور المحوري لتركيا، بقدراتها العسكرية وصناعتها الدفاعية المبتكرة، على صعيد أمن واستقرار القارة العجوز.

وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن الأخير، بعثت إدارة ترامب برسائل قوية وواضحة لحلفائها الأوروبيين بشأن الحرب في أوكرانيا ونظرتها لأمن القارة.

وتمحورت الرسائل الأمريكية حول ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر مفاوضات تتوسط فيها واشنطن، مع إقصاء الاتحاد الأوروبي خلال مسار المفاوضات.

وأكدت الرسائل الأمريكية أيضا على ضرورة تقديم الحلفاء الأوروبيين ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد الحرب، وهو ما أثار قلق بروكسل.

بالإضافة إلى ملف أوكرانيا، تضغط الإدارة الأمريكية على أوروبا لتحمل المسؤولية الكاملة في الدفاع عن نفسها، ومطالبتها بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي (من المتوسط ​​الحالي البالغ 1.9)، الأمر الذي دفع الدول الأوروبية إلى البحث عن حلول.

وبناء على هذه التطورات، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة بباريس في 17 فبراير/ شباط الجاري، لإجراء مشاورات تتعلق بالبنية الأمنية في أوروبا في الفترة الجديدة.

وشارك في القمة مسؤولو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وزعماء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك.

أهمية تركيا لأمن القارة

استطلعت الأناضول آراء خبراء سياسيين في بروكسل بشأن الخطوات التي يمكن لأوروبا اتخاذها في مواجهة النهج الأميركي الجديد تجاه القارة.

وقالت المحللة البارزة في "مركز السياسة الأوروبية"، أماندا بول، إن التهديدات الأمريكية بسحب الجنود المتمركزين في أوروبا، ستزيد من أهمية مساهمات تركيا لأمن واستقرار القارة.

وأشارت بول إلى أن تركيا كانت عضوا مهما في حلف شمال الأطلسي على مدار 73 عاما، مؤكدة أن ضم تركيا إلى الحلف كان قرارا جيدا.

ولفتت إلى أن تركيا واصلت الاستثمار في جيشها على عكس العديد من الدول الأعضاء الأخرى في الحلف.

وأضافت أن الجيش التركي ثاني أكبر جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة ومجهز بأسلحة حديثة.

وأردفت "تركيا تلعب دورا رئيسيا في جهود الدفاع والردع التي يبذلها الحلف العسكري في جنوب وشرق أوروبا، وتقدم مساهمة كبيرة في المهام الدولية للناتو".

وأوضحت أماندا بول أن تركيا واحدة من أكبر المساهمين في مهمة الحلف في كوسوفو، مضيفة: "تركيا لعبت دور مهم، جنبا إلى جنب مع حلفاء آخرين، في دعم الأمن الأوروبي أثناء غزو روسيا لأوكرانيا".

وأكدت أن أهمية تركيا ستزداد في مواجهة نهج إدارة ترامب تجاه أوروبا.

ورأت أن "العديد من الدول الأوروبية لا تمتلك القدرة العسكرية الكافية، لأنها لم تستثمر في أمنها لسنوات طويلة، (بخلاف تركيا)".

وتابعت "على الاتحاد الأوروبي أن يبدأ في تعزيز التعاون الأمني ​​والدفاعي مع تركيا لزيادة القدرة العسكرية لأوروبا، واستبعادها من الجهود الرامية إلى بناء القدرة الدفاعية الأوروبية، بما في ذلك التعاون الهيكلي الدائم (PESCO)، هو أمر قصير النظر إلى حد لا يصدق".

- تفوق تركي في مجال الابتكار وتكنولوجيا الحروب

بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل الحرة والمستشار السابق لرئيس الوزراء البلجيكي، كورت ديبوف، إن الاتحاد الأوروبي أصيب بصدمة هذا الأسبوع بسبب التطورات في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يتوقع هذا النهج القاسي من إدارة ترامب، موكدا أن الاتحاد الأوروبي يبحث عن مسار عقب الصدمة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فقد مكانته كطرف فاعل بسبب استبعاده من محادثات السلام حول أوكرانيا، ويحتاج إلى الوقت لجمع شتات نفسه، مضيفا: "ينبغي الاعتراف بالأهمية المتزايدة لتركيا خلال الفترة المقبلة".

وأردف: "إذا كنا نتحدث عن جيش أوروبي أو الجانب الأوروبي من القوات العسكرية لحلف شمال الأطلسي، أعتقد أنه سيكون من الخطأ استبعاد تركيا، المتفوقة جدا في الابتكار وتكنولوجيا الحروب، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالطائرات المسيرة".

وأكد ديبوف أن التفكير الاستراتيجي ليس هو المسيطر حاليا في الاتحاد الأوروبي.

- أهمية تركيا تزداد

من جانبه، قال صامويل دوفيري فيستربي، مدير مجلس الجوار الأوروبي للأبحاث، إن الإدارة الأميركية الجديدة "تحاول إضعاف الدول الأوروبية، بما في ذلك تركيا".

وأضاف: "من الواضح أن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها ضد روسيا دون شريك قوي مثل أنقرة".

وتابع "تمثل التغييرات الجذرية في سياسة واشنطن حافزا لدول الاتحاد الأوروبي للتعاون بشكل أكبر، مع قيام شركاء استراتيجيين جدد مثل تركيا وبريطانيا بدور أكبر".

وأردف "هذا صحيح في سياق الإنتاج الدفاعي والمشتريات العسكرية لأوكرانيا وأوروبا".

وقال إن "أهمية تركيا زادت بالنسبة لحلف شمال الأطلسي مع انخفاض اهتمام الولايات المتحدة بالبنية الأمنية الأوروبية".

وختم "التهديدات (بالنسبة لأوروبا) تتوسع بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل عقود من الزمن".

جدير بالذكر أن الممثل الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، قال السبت، إن أوروبا لن تشارك مباشرة في مفاوضات السلام التي ستُجرى لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، لكن مصالحها ستتم مراعاتها.

تصريح كيث كيلوغ بشأن استبعاد الاتحاد الأوروبي من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن زيارته إلى بروكسل ستكون "فقط لأخذ رأي الجانب الأوروبي"، أثار قلق القادة الأوروبيين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın