الدول العربية, التقارير, فلسطين

جحيم المستوطنين.. بدو فلسطينيون بالضفة يخرجون من "فم الموت" (تقرير)

- تعرض تجمع خلة السدرة بالضفة الغربية لهجوم كبيرة من قبل نحو 100 مستوطن دمروا وأحرقوا كل شيء

Qais Omar Darwesh Omar  | 03.11.2025 - محدث : 03.11.2025
جحيم المستوطنين.. بدو فلسطينيون بالضفة يخرجون من "فم الموت" (تقرير) الجيش الإسرائيلي يقتحم رام الله-أرشيفية

Ramallah

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

- تعرض تجمع خلة السدرة بالضفة الغربية لهجوم كبيرة من قبل نحو 100 مستوطن دمروا وأحرقوا كل شيء
** الفلسطيني يوسف كعابنة للأناضول:
- نجونا من فم الموت هذه حقيقة وليس مجازا
- متضامنون أجانب وإسرائيليون تعرضوا أيضا للاعتداء
- رغم كل هذه الاعتداءات لا ننوي الرحيل من أرضنا

بعد اعتداء من مستوطنين إسرائيليين استهدف تجمع "خلة السدرة" البدوي الفلسطيني شرقي رام الله بالضفة الغربية أحرقوا فيه المنازل وأطلقوا الرصاص على السكان قبل أيام، خرجت العائلات الفلسطينية في التجمع "من فم الموت المحقق".

وأكد الفلسطيني يوسف كعابنة (35 عاما)، وهو يتفقد مع بعض من شبان التجمع أثار الدمار الذي خلفه الاعتداء، أنهم يصرون على البقاء في أرضهم ولا ينون الرحيل.

وأضاف في لقاء مع الأناضول أنهم عاشوا التهجير مرات سابقة ولا يريدون تجربته من جديد.

ومساء السبت، تعرض التجمع الواقع قرب بلدة مخماس شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية ويعيش به 59 فلسطينيا، لهجوم من عشرات المستوطنين الملثمين، اعتدوا على السكان بالضرب، وأحرقوا 9 منازل ومرافقها، وحولوا الموقع إلى ما يشبه "ساحة حرب".

** إرهاب متصاعد

وقال كعابنة إن تجمعهم كان "عبارة عن جنة، كثيرة الأشجار والمزروعات"، وكان يعيش حياة آمنة قبل أن تبدأ رحلة المعاناة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022 مع بناء أول بؤرة استيطانية بجواره.

وأضاف وهو يتفقد منزله المحترق والمتهالك: "مساء السبت كانت كل الجبال المحيطة تعج بالمستوطنين. لم نعرف ما الذي يحدث. هجوم عنيف، تكسير، ضرب، تحطيم كل شيء، إطلاق رصاص حي، النيران تشتعل في كل مكان وكأنها القيامة، وسرقوا أيضا قطيعا من الأغنام".

وتابع: "نجونا من فم الموت هذه حقيقة وليس مجازا".

وأشار إلى أن متضامنين أجانب وإسرائيليين تعرضوا أيضا للاعتداء وأصيبوا بجروح بعضها بليغة، ولم تشفع لهم جنسياتهم.

وزاد: "فررنا إلى الحقول المجاورة نجونا بأعجوبة. قبل أيام من الهجوم أخرجنا الأطفال والنساء والشيوخ وغالبية الأغنام إلى موقع آخر بعد تزايد الاعتداءات".

وأردف: "لو بقي الأطفال والشيوخ والنساء لحدثت مجزرة حقيقية".

وأوضح أن حوالي 100مستوطن هاجموا التجمع، منهم من يحمل العصي والسكاكين والبنادق والمسدسات.

وأكد أنه رغم كل هذه الاعتداءات لا ينوي الرحيل من أرضه.

وعاش كعابنة التهجير 3 مرات على مدار حياته جراء عمليات الهدم الإسرائيلية والملاحقة واعتداءات المستوطنين، لكنه يقول إنه "لا مكان له إلا هذه الأرض".

وهجر تجمعا الكعابنة والجهالين البدويين من أراضيهم بعد عام 1948 من صحراء النقب جنوبي إسرائيل، وانتشرت العائلات في بادية الخليل وبيت لحم ورام الله والأغوار.

وقال كعابنة وهو يرقب محيط التجمع حيث توجد عدة بؤر استيطانية شيدت خلال العامين الماضيين، إن المستوطنين يسعون لطردهم من أرضهم، أو قتلهم.

وأضاف: "كان التجمع أشبه بالجنة، عشرات الأشجار المثمرة من كافة الأنواع، خضروات تزرع بين البيوت، كلها دمرت وتحول المكان إلى صحراء بفعل المستوطنين وأغنامهم وأبقارهم".

وعادة ما يقتحم مستوطنون رعاة التجمع البدوي ويرعون وسط المنازل.

** صراع بقاء

أما الناشط في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي داوود الجهالين فقال للأناضول إن أكثر من 31 تجمعا بدويا تم تهجيره في بادية الضفة الغربية جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.

وأضاف: "السكان في تجمع خلة السدرة يعيشون حربا حقيقية مع المستوطنين حياتهم معرضة للخطر في كل حين. فقدوا مصدر رزقهم والمطلوب تعزيز صمودهم".

وأشار إلى أن التجمع يعد "خط الدفاع" عن 28 تجمعا بدويا في بادية القدس القريبة من الموقع، مضيفا: "إذا ما رحل السكان فالمصير ذاته يهدد بقية التجمعات".

ولفت إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يفرضون واقعا ديمغرافيا جديدا في الضفة الغربية، وأن التجمعات البدوية اليوم "تعيش صراع بقاء على الأرض".

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون الإسرائيليون 7 آلاف و154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة طوال عامي حرب الإبادة على غزة التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتسببت تلك الاعتداءات في مقتل 33 فلسطينيا، وتهجير 33 تجمعا بدويا، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية، وفق معطيات الهيئة.

ووفقا لبيانات فلسطينية رسمية، بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين الذين يستولون على أراض فلسطينية في الضفة الغربية حتى نهاية عام 2024 نحو 770 ألف مستوطن.

وتندرج اعتداءات المستوطنين ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية، أسفرت خلال العامين الماضيين عن مقتل 1063 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.