خبير اقتصادي: المغرب يتحول إلى مركز صناعي قوي للطيران (مقابلة)
- دشن المغرب منشأة لتصنيع وصيانة محركات الطائرات تابعة لشركة "سافران" الفرنسية بقيمة 340 مليون دولار
Rabat
الرباط/ الأناضول
- دشن المغرب منشأة لتصنيع وصيانة محركات الطائرات تابعة لشركة "سافران" الفرنسية بقيمة 340 مليون دولار- تضم البلاد أكثر من 150 شركة عاملة في القطاع، من بينها كبرى الشركات العالمية
- المملكة ضمن لائحة الدول الـ20 المصنعة لأجزاء الطائرات حول العالم
** الخبير الاقتصادي المغربي، عبد النبي أبو العرب للأناضول:
- المملكة توفر بنية تحتية متطورة ويدا عاملة مؤهلة واستقرارا سياسيا
- قطاع الطيران العسكري الدفاعي يشهد تطورا على غرار المدني
قال الخبير الاقتصادي المغربي، عبد النبي أبو العرب، إن بلاده بصدد التحول إلى أحد المراكز الصناعية القوية للطيران في القارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، بعد تدشين المغرب، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مشروعا لتصنيع وصيانة محركات طائرات تابعة لمجموعة "سافران" الفرنسية بميزانية تقدر قيمته بنحو 340 مليون دولار.
واعتبر أبو العرب أن قرار "سافران" الاستثمار في المغرب يأتي في ظل توفير المملكة بنية تحتية متطورة ويدا عاملة ذات خبرة عالية واستقرارا سياسيا، بالإضافة إلى رغبة سياسية في جلب مستثمرين.
وأشار إلى أن هذا المشروع سيتيح نقلا حقيقيا للتكنولوجيا والمعرفة الصناعية، مضيفا أن قطاع الطيران العسكري الدفاعي في المغرب يشهد تطورا على غرار المدني.
** منعطف صناعي
ويضم قطاع الطيران في المغرب أكثر من 150 شركة، من بينها أكبر المصنعين العالميين في مجال الطيران المدني والعسكري، ويعد القطاع واجهة حقيقية للخبرة الصناعية الوطنية.
وتشمل المنشأة الجديدة لشركة "سافران" مصنعا لتجميع واختبار محركات الطائرات، وآخر لتصنيع محركات الجيل الجديد من نوع "لييب".
وبحسب أبو العرب، فإن المشروع سيعزز دينامية قطاع الطيران الذي ينمو بمعدل يفوق 15 بالمئة سنويا.
وأشار إلى أن "هذه الدينامية ستمكن المغرب من الانتقال من مرحلة إنتاج الأجزاء الثانوية إلى مرحلة التجميع الكامل وصيانة المحركات".
وأضاف أن "هذا الاستثمار جاء ليعزز مكانة المغرب كأحد المراكز الصناعية الكبرى للطيران في القارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية، ويفتح الباب أمام المزيد من الشراكات الدولية في المستقبل القريب".
واعتبر الخبير أن المشروع الفرنسي يمثل "منعطفا صناعيا جديدا للمغرب، لأنه لا يقتصر على التصنيع، بل يتيح نقلا حقيقيا للتكنولوجيا والمعرفة الصناعية، ويساهم في تكوين جيل جديد من الكفاءات المغربية في مجالات دقيقة مثل الميكانيك الدقيقة، والبرمجة الصناعية، وصناعة أجزاء محركات الطائرات".
وأوضح أن المملكة تسعى من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق حلم صناعة طائرة كاملة تقلع من الأراضي المغربية.
ولفت إلى أن المغرب يوجد حالياً ضمن قائمة الدول العشرين المصنعة لأجزاء الطائرات حول العالم، وبلغت قيمة صادراته من هذا القطاع أكثر من 26 مليار درهم (نحو 2.6 مليار دولار) عام 2024.
** جلب الاستثمارات
ورأى أبو العرب أن استثمار "سافران" يمثل إشارة قوية إلى باقي شركات الطيران العالمية، باعتبارها شركة مرجعية تزوّد كبريات الشركات مثل بوينغ وإيرباص بالمحركات والمكونات الحيوية.
وتوقع أن يسهم هذا المشروع "في فتح المجال لجذب المزيد من الاستثمارات في القطاع، خصوصا أن الشركاء الدوليين يدركون أن المغرب أصبح منصة موثوقة ضمن سلاسل الإنتاج العالمية".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن قطاع الطيران العسكري الدفاعي المغربي يشهد بدوره تطورا موازيا للقطاع المدني، من خلال إطلاق مشاريع صناعية مشتركة في مجالات المسيرات وأنظمة المراقبة والرادار.
ولفت إلى أن شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية أعلنت مؤخرا عن برنامج استثماري بالمغرب تتجاوز قيمته مليار دولار على مدى السنوات المقبلة، بهدف تطوير القدرات المحلية في صيانة وتحديث الطائرات العسكرية، خاصة أسطول "إف-16"، وتوسيع التعاون في مجالات الإلكترونيات الجوية والصيانة والتحديث.
وأضاف أن هذا التعاون "يؤكد أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو إقامة منظومة صناعية دفاعية متكاملة، قادرة على تلبية احتياجاته العسكرية وتعزيز مكانته كشريك استراتيجي في الصناعات الدفاعية بالمنطقة".
** دعم الصناعة المحلية
وأوضح أبو العرب أن المملكة تعمل حاليا على استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز البحث العلمي والابتكار الصناعي، بالشراكة مع الجامعات ومراكز البحوث، بهدف رفع نسبة الإدماج المحلي في قطاع الطيران إلى 60 بالمئة بحلول عام 2030.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تستهدف أيضاً تحقيق رقم معاملات يبلغ 40 مليار دولار في أفق 2030، من خلال التركيز على زيادة القيمة المضافة المحلية وتوسيع قدرات التصنيع في المكونات الدقيقة والمعدات الإلكترونية
وقال إن "الرهان اليوم هو خلق قطاع صناعي متكامل لا يقتصر على التجميع، بل يشمل البحث والتطوير وصناعة المكونات والتجميع النهائي، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي ودولي في هذا المجال الحيوي".
وختم أبو العرب بالقول إن "المملكة تراهن على أن تصبح حلقة وصل مركزية في سلاسل الإنتاج الدولية الخاصة بقطاع الطيران، وهو هدف بات في طور التحقق، بفضل المشاريع الجارية والمناخ الاستثماري المستقر والمحفز".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
