تركيا, دولي, التقارير

"تبدأ من حيث توقفت".. مفاوضات إسطنبول تحي الأمل بحل أزمة أوكرانيا (تقرير)

تتجه أنظار العالم إلى مدينة إسطنبول، الخميس، مع عودة كل من روسيا وأوكرانيا للمفاوضات مجددا في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ شباط/ فبراير 2022، بهدف ترسيخ وقفا لإطلاق النار، ضمن حرب أثرت على العالم أجمع وأمنه الغذائي.

Muhammed Yusuf  | 15.05.2025 - محدث : 15.05.2025
"تبدأ من حيث توقفت".. مفاوضات إسطنبول تحي الأمل بحل أزمة أوكرانيا (تقرير) صورة أرشيفية

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

- أعين العالم تتجه نحو إسطنبول أملا في توقف الحرب الروسية - الأوكرانية.
- قادت تركيا من جهتها حراكا بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن الدول المعنية بشكل مباشر بهذا الملف، وحظيت برضى طرفي الصراع.
- تركيا تدعم بقوة إرساء وقف شامل لإطلاق النار، مع ضرورة حفاظ الناتو على حياده حيال هذه الحرب
- الرئيس التركي: وقف إطلاق النار الشامل من شأنه أن يخلق البيئة اللازمة لمحادثات السلام.
- الرئيس الأمريكي: لا تستهينوا بالاجتماع الذي سيُعقد الخميس في تركيا، فالرئيس أردوغان سيكون مضيفا رائعا.

تتجه أنظار العالم إلى مدينة إسطنبول، الخميس، مع عودة كل من روسيا وأوكرانيا للمفاوضات مجددا في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ شباط/ فبراير 2022، بهدف ترسيخ وقفا لإطلاق النار، ضمن حرب أثرت على العالم أجمع وأمنه الغذائي.

وشهد العالم خلال الأيام الأخيرة حراكا دبلوماسيا مكثفا برز في اللقاءات والاتصالات والحوارات التي جرت بين الدول المعنية.

وقادت تركيا من جهتها حراكا بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن الدول المعنية بشكل مباشر بهذا الملف، وحظيت برضى طرفي الصراع.

ومن المنتظر أن يلتقي الوفدان الروسي والأوكراني في إسطنبول، بقصر دولمه باهتشه التاريخي، بينما يصل أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.

وليس مستغربا اختيار إسطنبول مكانا لانعقاد المفاوضات بين موسكو وكييف، حيث سبق أن لعبت تركيا دورا في استضافة وفديّ البلدين ومسؤوليهما، بعد أشهر من اندلاع الحرب في 2022، حيث تم التوصل لاتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وتم التوصل لهذه الاتفاقية بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت عدة مرات قبل أن تنسحب موسكو منها في يوليو/ تموز 2023.

- جولة جديدة من المفاوضات

واكتسبت الجولة الجديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، زخما خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت الماضي في موسكو، حيث اقترح استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة، معلنا عن اتصال هاتفي سيجريه في اليوم التالي مع نظيره التركي ليطلب منه استضافة هذه المفاوضات.

وقال بوتين في ذلك المؤتمر: "نقترح استئناف المفاوضات المباشرة (مع كييف)، ودون شروط مسبقة، وأن تبدأ دون تأخير الخميس 15 مايو/أيار الجاري في إسطنبول".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن تركيا قدمت عدة عروض لرعاية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وأن الرئيس أردوغان بذل أيضا الكثير من الجهود لتنظيم هذا الحدث.

ولفت بوتين، إلى أنه تم إعداد مسودة لمخرجات المفاوضات التي جرت في إسطنبول عام 2022، موضحا أن "كييف وافقت عليها قبل أن ترميها في القمامة بسبب موقف الغرب".

وبدوره، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باقتراح نظيره الروسي، استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، قائلا في منشور عبر منصة "تروث سوشال" إنه "من المحتمل أن يكون يوما عظيما لروسيا وأوكرانيا".

- استعداد وترحيب تركي

من جهته، أعرب الرئيس التركي عن ترحيبه باقتراح بوتين، استئناف محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول من حيث توقفت، مبينا استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات التي من شأنها الوصول إلى حل دائم، وفق بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.

وأشار الرئيس التركي إلى أن "نافذة الفرصة قد فُتحت لتحقيق السلام"، وأن وقف إطلاق النار الشامل من شأنه أن يخلق البيئة اللازمة لمحادثات السلام، وفق البيان ذاته.

من جهته أعلن زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، الاثنين، أنه يتوقع من روسيا وقفا كاملا ودائما لإطلاق النار اعتبارا من الاثنين، وأنه سينتظر حضور نظيره الروسي في تركيا الخميس.

كما أعرب عن امتنانه لنظيره التركي "لاستعداده لتقديم الدعم وتسهيل الدبلوماسية على أعلى مستوى"، كاشفا أنه ناقش مع أردوغان هاتفيا الاجتماع المزمع عقده مع روسيا في إسطنبول.

وأضاف: "ناقشنا التفاصيل المهمة للاجتماع الذي سيُعقد في تركيا والذي يمكن أن يُسهم في إنهاء الحرب، وشدد على أهمية قيام الحلفاء بضمان مراقبة وقف إطلاق النار بين بلاده وروسيا".

لم تكشف أنقرة أو موسكو بعد عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى تركيا بالتزامن مع انعقاد مفاوضات إسطنبول الخميس.

- حراك دبلوماسي تركي

ورافق الاستعداد لاستضافة المفاوضات حراك دبلوماسي مكثف من تركيا والدول المعنية، حيث بحث الرئيس التركي الثلاثاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، العلاقات الثنائية والتطورات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية وملفات إقليمية ودولية، وذلك في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وأوضح أردوغان أن تركيا "عززت جهودها" لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا عبر سلام دائم وعادل، لافتا إلى أنه عقد اجتماعات مع نظيريه الروسي والأوكراني في هذا الشأن.

كما شدد على أن تركيا "تدعم بقوة إرساء وقفا شاملا لإطلاق النار، مع ضرورة حفاظ الناتو على حياده حيال هذه الحرب".

وإضافة إلى اتصالات الرئيس التركي بنظيريه في روسيا وأوكرانيا، أجرى اتصالا أيضا الأحد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

فيما أفاد في كلمة له عقب ترؤسه لاجتماع الحكومة التركية في أنقرة "بصفتنا دولة نالت ثقة الطرفين (روسيا وأوكرانيا) أعربنا عن استعدادنا للإسهام في المحادثات وأبدينا سعادتنا باستضافتها".

وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأن الفرصة التي تم الوصول إليها لتسوية الصراع الروسي الأوكراني (في إسطنبول الخميس) "لن تُهدَر هذه المرة"، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالاته الدبلوماسية في هذا الشأن مع نظرائه في فرنسا وروسيا وأوكرانيا.

- اتصالات مستمرة

وفي إطار الجهود التركية لحل الأزمة الروسية - الأوكرانية، بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، آخر الجهود المبذولة لإحلال السلام بين موسكو وكييف، في اتصال هاتفي جرى بينهما، بحسب مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية.

كما بحث فيدان مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو التطورات في أوكرانيا، خلال اتصال هاتفي بينهما، وفق المصادر نفسها، وتبادلا كذلك وجهات النظر بشأن المحادثات المزمع عقدها بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول.

كذلك اتصل وزير الخارجية التركي بنظيره الفرنسي جان نويل بارو، وبحث معه الجهود الرامية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حسبما أفادت مصادر في الخارجية التركية، وتناولا الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وخلال حوار أجراه وزير الخارجية التركي على قناة "24" التركية في 9 مايو الجاري، قال إن الرئيس التركي دعا دائما إلى "وقف إطلاق النار وتبني الحوار لحل الأزمة القائمة".

وأضاف: "في الأشهر القليلة الماضية، لاحظنا تبني الروس والأوكرانيين والأوروبيين والأمريكيين لهذه الدعوة، وهذا أمر جيد".

وأشار إلى إجراء مناقشات ومحاولات حاليا للتوصل إلى حلول وسط بشأن كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، وتسعى تركيا بجميع مؤسساتها، إلى القيام بدورها في هذا الصدد.

- دعم دولي للمفاوضات

وفي ظل الحراك الدبلوماسي من الواضح أن الدعم الدولي للمفاوضات في إسطنبول يكتسب دفعة قوية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيسها دونالد ترامب.

وسبق أن لفت ترامب إلى "أهمية" الاجتماع المرتقب في إسطنبول بين موسكو وكييف، قائلا: "لا تستهينوا بالاجتماع الذي سيُعقد الخميس في تركيا، فالرئيس أردوغان سيكون مضيفا رائعا".

كما صرّح ترامب بأن اجتماع إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا "مهم جدا"، معربا عن اعتقاده بأنه "من الممكن صدور مخرجات جيدة منه".

يشار إلى أنه في مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.