السياسة, دولي, التقارير

بنغلاديش.. التواصل الاجتماعي "منصات بديلة" للنشاط الحقوقي (تقرير)

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة بديلة في بنغلاديش للنشاط الحقوقي والحملات السياسية، بهدف خلق أرضية للنشاطات وطرح الروايات التي تتعارض مع الرواية الرسمية.

04.02.2022 - محدث : 04.02.2022
بنغلاديش.. التواصل الاجتماعي "منصات بديلة" للنشاط الحقوقي (تقرير)

Dhaka

دكا/ اس ام النجم الثاقب/ الأناضول

-يرى الناشطون والسياسيون أن هناك حاجة إلى ضمان استقلالية وسائل الإعلام في البلاد
- جدل دور وسائل التواصل الاجتماعي في جذب الانتباه العالمي تجاه "الأعمال غير العادلة" في البلاد
-وزير القانون والعدالة: الحكومة تعمل على تعديل ومراجعة قانون الأمن الرقمي

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة بديلة في بنغلاديش للنشاط الحقوقي والحملات السياسية، بهدف خلق أرضية للنشاطات وطرح الروايات التي تتعارض مع الرواية الرسمية.

وفي الذكرى السنوية لإطلاق منصة "فيسبوك" في 4 فبراير/ شباط 2004، يقول خبراء وناشطون حقوقيون في بنغلاديش إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًا في جذب الانتباه العالمي تجاه "الأعمال غير العادلة" في البلاد، وخصوصا قانون الأمن الرقمي "القمعي".

عندما فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا عقوبات على "كتيبة التدخل السريع" (RAB)، وهي وحدة لمكافحة الجريمة والإرهاب في شرطة بنغلاديش، ذكرت حالة إكرام الحق، عضو مجلس بلدية مدينة تكناف في منطقة كوكس بازار (جنوب) الذي قُتل في "اشتباكات بالأسلحة النارية" مع مسؤولي إنفاذ القانون في 26 مايو/ أيار 2018.

وأثناء مشاركته في الاشتباكات، أجرى إكرام الحق ثلاث مكالمات هاتفية قصيرة مع ابنته باستخدام هاتفه وهاتف زوجته الذكي، والذي يحتوي على تطبيق يسجل جميع المكالمات الواردة والصادرة.

ووفق التسجيل المسرّب، وقبل ثوان من إطلاق النار عليه، سُمعت ابنته وهي تقول: "بابا، لماذا تبكي؟".

انتشرت الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تسريب المكالمات، إلا أن قلة قليلة من الصحف تحدثت عنها مباشرة.

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بناظير أحمد، رئيسة الشرطة الحالية في بنغلاديش والمدير العام السابق لكتيبة التدخل السريع، وستة مسؤولين آخرين بموجب برنامج العقوبات العالمي (ماجنتسكي) بسبب ارتباطهم بقتل 600 شخص خارج نطاق القضاء وممارسة الإخفاء القسري.

** التحول نحو وسائل التواصل الاجتماعي

في حديثه إلى وكالة "الأناضول"، قال علي رياض، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي في بنغلاديش، إن الرقابة المتزايدة والقيود المفروضة على حرية التجمع جعلت منصات التواصل الاجتماعي الوسيلة الأساسية للوصول إلى شريحة كبيرة من المواطنين.

وأكد رياض، الذي يعمل كزميل غير مقيم في "المجلس الأطلسي"، أن هناك الكثير من الأمثلة مثل قضية إكرام الحق التي لم تلتقط وسائل الإعلام الرئيسية في بنغلاديش قصته إلا بعدما اكتسبت زخمًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن هذه أيضًا "شهادة على الافتقار إلى استقلالية في وسائل الإعلام"، مشيراً إلى أن نمط ملكية وسائل الإعلام، والصلة بين الأعمال والحكومة، والقوانين التقييدية والإجراءات غير القانونية فرضت "بيئة من الرقابة الذاتية".

وقال السياسي البنغالي رضا كبريا لـ "الأناضول" إن حوالي ألفي رجل دين إسلامي سُجنوا، لكننا بالكاد نرى أي تقارير إعلامية حول هذا الموضوع.

وأشار إلى أن "إيمان الناس بوسائل الإعلام الرئيسية آخذ في التلاشي".

وقال كبريا، وهو خريج علوم السياسة والفلسفة والاقتصاد من جامعة "أكسفورد" البريطانية، إن الحكومة تقوم بكل هذا "للسيطرة على أصوات المعارضة وفرض حالة من الخوف".

وأكد كبريا، الذي يعد أحد منظري الحزب السياسي الذي تم تشكيله حديثًا ويحمل اسم "جونو أوديكار باريشاد"، أن الحكومة في بنغلاديش تضايق الآن أفراد عائلات أولئك المقيمين في الولايات المتحدة ويكتبون ويتحدثون على وسائل التواصل الاجتماعي".

في الآونة الأخيرة، نددت "لجنة حماية الصحفيين" الدولية باعتقال الحكومة في بنغلاديش لامرأة ووضعها في السجن بسبب "جريمة" شقيقها الصحفي الذي يعيش في الولايات المتحدة وإدارته لحملة "مناهضة للدولة" على المنصات الرقمية.

ونوه رياض إلى إن مواقع التواصل الاجتماعي "سلاح ذو حدين"، قائلاً إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، عادة ما تكون مدفوعة بالإثارة والأرباح، متجاهلة الآثار الضارة لذلك.

وأكد أن هناك حاجة لمحاسبة هذه الشركات، خصوصا أنها أصبحت أيضًا أداة للحكام الاستبداديين الذين يستخدمونها لنشر معلومات خاطئة ومضللة للناس.

** تأثير العقوبات الأمريكية

قال كبريا، الذي عقد مؤخراً اجتماعاً مع وزارة الخارجية الأمريكية بشأن قضية حقوق الإنسان، إن الوزراء في بنغلاديش يسيئون تفسير العقوبات الأمريكية، معتقدين أن بإمكانهم إلغاؤها من خلال ممارسة الضغط في الولايات المتحدة.

وأضاف: "لكننا نعلم أن القيود المفروضة بموجب برنامج العقوبات العالمي (ماجنتسكي) لن يتم إلغاؤها".

وأشار كبريا، الذي كان مسؤولاً سابقاً في البنك الدولي، إلى أن بنغلاديش "ليست اقتصادا كبيرا بعد"، ومن غير الحكمة بالتأكيد التعامل مع العقوبات باستخفاف، خصوصا من أجل الإبقاء على عنصر التصدير الرئيس المتمثل بالملابس الجاهزة.

وحذر من أن المزيد من العقوبات الأمريكية في طور الإعداد، وحث الحكومة على ضمان سيادة القانون وإجراء انتخابات نزيهة لتجنب مثل هذه العواقب.

ويعتقد رياض أيضًا أن العقوبات، خصوصا في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، تظهر بوضوح أن الولايات المتحدة "لاحظت التراجع الديمقراطي في البلاد".

وأكد أن البلاد أصبحت الآن موقعًا لمنافسة جيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى أن الهند أيضاً "طرف فاعل" في لعبة شد الحبل هذه، ولذلك ستحتاج بنغلاديش إلى اتخاذ بعض الخيارات الصعبة في الأيام المقبلة.

** "دعاية مناهضة للدولة"

زعمت وزارة الخارجية البنغالية أن بعض البنغاليين الذين يعيشون في الخارج ينشرون "دعاية مناهضة للدولة" على المنصات الرقمية التي ضللت الكثير من المنظمات الحقوقية العالمية والحلفاء الأجانب.

وبدأت الوزارة، من خلال بعثاتها في الخارج، مراسلة الدول للدفاع عن موقفها من حقوق الإنسان، بحسب مسؤولين.

وفي حديث إلى وكالة "الأناضول"، قال وزير الخارجية أبو الكلام عبد المؤمن إن عدداً من الموضوعات كانت وراء العقوبات الأمريكية الأخيرة، وإن الدعاية المناهضة للدولة من خلال حملات وسائل التواصل الاجتماعي تعد واحدة منها.

ونفى أنيس الحق، وزير القانون والعدالة والشؤون البرلمانية في بنغلاديش، وجود ضغوط من أي نوع على وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الإعلام الرئيسة.

وقال الوزير البنغالي لـ "الأناضول" إن "الحكومة تعمل على تعديل ومراجعة قانون الأمن الرقمي، وتتدارس أفضل الممارسات في العالم".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.