السياسة, الدول العربية, التقارير

بعد غياب 12 عامًا.. عودة "الروح" للانتخابات العمالية بمصر (تقرير)

تنطلق 23 مايو/ أيار وتنتهي 14 يونيو/ حزيران المقبل وسط تعهدات حكومية بالنزاهة وانتقادات نقابية لـ"قيود" توفيق الأوضاع

17.04.2018 - محدث : 18.04.2018
بعد غياب 12 عامًا.. عودة "الروح" للانتخابات العمالية بمصر (تقرير)

Al Qahirah

القاهرة / الأناضول

تجرى الانتخابات العمالية في مصر، مايو/ أيار المقبل، للمرة الأولى منذ 12 عاما، استجابة لتشريع جديد أقره البرلمان، نهاية 2017.

وتتيح الانتخابات لشريحة عريضة، تقدر بنحو 32% من إجمالي عدد السكان البالغ 94 مليونًا، خوض سباق محموم بين توجهات موالية ومعارضة للنظام.

ومثلت شريحة العمال صداعًا في رأس نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك (1981- 2011)، وخلقت حراكا ساهم، بجانب عوامل أخرى، في اندلاع ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.

وتعهدت الحكومة بإجراء الانتخابات في أجواء تراعي "معايير العمل الدولية"، وبإشراف قضائي كامل.

غير أن قيادات نقابية تحدثت، للأناضول، عبرت عن قلقها إزاء فرض "قيود" تحول دون توفيق أوضاع النقابات العمالية المستقلة التي يقارب عددها ألف نقابة.

ويمنح التشريع مهلة لتلك النقابات لتوفيق أوضاعها تستمر نحو شهرين من مارس/ آذار الماضي إلى مايو/ أيار المقبل.

ووضع التشريع حزمة شروط لتأسيس النقابات المستقلة بينها أن يكون عدد أعضائها 20 ألف عامل، وتعرض لانتقادات غير أن الغالبية اعتبرته الأفضل.

ورغم أن معظم الاتحادات واللجان النقابية العمالية عادة ما يترأسها موالون للسلطة، لكن ذلك لم يمنع الحركة العمالية من لعب دورًا بارزًا قبل وأثناء الثورة التي أطاحت بمبارك.

وفي 6 أبريل/نيسان الجاري، حلت الذكرى العاشرة لأكبر حراك عمالي شهدته البلاد عام 2008، بمدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل/شمال)، والذي اعتبره محللون "شرارة" الثورة.

وتنطلق الانتخابات في 23 مايو/ أيار المقبل، وتنتهي يوم 14 يونيو/ حزيران، بعد 12 سنة من الغياب نتيجة الثورة وما تبعها من أحداث.

يقول كمال عباس، منسق دار الخدمات النقابية والعمالية (مستقلة)، للأناضول، في 2012، تم إصدار إعلان الحريات النقابية، وتأسست بموجبه نقابات مستقلة خارج إطار الاتحاد العام للعمال.

ويوضح أن القانون القديم، الذي يعود لعام 1976 كان ينص على اتحاد واحد لديه 3 مستويات تنظيمية بشكل هرمي، يبدأ من اللجان النقابية وصولا إلى الاتحاد العام.

وأوضح أن القانون الجديد جاء ليتلافى وضع مصر على القائمة السوداء للمرة الرابعة لأسباب بينها وجود تنظيم نقابي واحد، بالمخالفة لقوانين منظمة العمل.

ورغم ترحيبه بإجراء الانتخابات العمالية، لكنه يشكو من أن التوقيت "غير مناسب والجدول الزمني تعسفي"، لا سيما وأنها تتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وحول إمكانية المقاطعة من الحركات العمالية المستقلة، يضيف: "لن نقاطع نحن أمام اختبار صحيح وتحدٍ حقيقي وأمامنا فرصة".

وعن المطالب العمالية المتوقعة في الانتخابات، يضيف: "هناك مطلب عام بتحسين الأجور وبيئة العام، إلى جانب الضرائب وهكذا".

** صوت نقابي

ويقول رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية (مستقلة)، طارق كعيب، إنه رغم بعض العراقيل في القانون إلا أنه في مجمله "جيد".

ويضيف كعيب، للأناضول، أن وزارة القوى العاملة طلبت من النقابات توفيق الأوضاع خلال شهرين، لكن هناك "مغالاة في الإجراءات لعرقلة الإتمام".

ويرجع كعيب ظهور النقابات المستقلة، إلى أن الاتحاد العام للعمال يبقى "ذراع" السلطة ولا يعمل على حقوق العمال.

ويوضح أن نقابة "الضرائب العقارية" محافظة على وجودها في كافة المحافظات (27) ولدينا أكثر من 35 ألف عضو، ونسعى لتوفيق أوضاعنا للمشاركة في الانتخابات.

قبل أن يستدرك: "إلا لو وضعوا عراقيل في طريقنا فحينها سنقاطع ولن نشارك".

** تطمينات حكومية

وتسعى الحكومة جاهدة إلى طمأنة العمال بشأن الانتخابات المقبلة، وعدم تدخلها في العملية الانتخابية.

وقال وزير القوى العاملة محمد سعفان إننا "نضمن أن ينتج عنها (الانتخابات) تنظيم نقابى قوى يختاره العمال بحرية كاملة".

وأضاف سعفان، في تصريحات صحفية، إن القانون الجديد "نقلة نوعية" للتنظيمات النقابية منذ ما يقرب من 41 عاما، بعد إلغاء قانون 1976.

فيما قال جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب (البرلمان)، إنه تقرر تشكيل لجنة عليا برئاسته للإشراف على الانتخابات.

ويشير، في تصريحات صحفية، إلى أن اللجنة تضم 3 ممثلين من وزارة القوى العاملة وعدد من القيادات العمالية الحاليين، مشيرا إلى أنها ستجرى تحت إشراف قضائي.

وشدد على ضرورة وحدة التنظيم النقابى، وفقا لمتطلبات المرحلة الراهنة، من دون التدخل الحكومة، التى لا تقبل هدم الكيان النقابى الوطني.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın