إبراهيم الخازن/ الأناضول

اختتمت، الجمعة، انتخابات نقابة الصحفيين المصريين بعد ماراثون انتخابي غير مسبوق تأجل 4 مرات، وأسفر عن فوز النقيب الحالي خالد البلشي، بدورة ثانية، وسط مشاركة تاريخية وتضامن لافت مع القضية الفلسطينية.

** حضور فلسطيني

قبل انطلاق التصويت على منصب النقيب ونصف أعضاء مجلس النقابة، وقف الصحفيون المصريون دقيقة حداد في مقر النقابة وسط القاهرة، على "شهداء الصحافة الفلسطينية" الذين قضوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، مجددين رفضهم لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

جاءت الوقفة خلال انعقاد الجمعية العمومية العادية للنقابة، التي سبقت عملية الاقتراع، بحسب مراسل الأناضول.

ويُعقد هذا الاجتماع تقليديا لإقرار الميزانية ومناقشة القرارات المهنية والنقابية، قبل بدء الانتخابات.

وقتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة الحالية التي تشنها على فلسطينيي غزة 212 صحفيا، وفق أرقام نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع في 27 أبريل/ نيسان المنصرم.

وخلال الاجتماع أيضا، تلا ممثل النقابة بيانا باسم الجمعية العمومية وجّه فيها التحية إلى الشعب الفلسطيني، وأعرب عن دعم الصحفيين المصريين لـ"المقاومة الفلسطينية في دفاعها المشروع عن أراضيها المحتلة"، مدينا استمرار "العدوان الصهيوني الوحشي".

وشدد البيان على رفض الجمعية التام لمخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدا تأييدها للموقف الرسمي المصري الرافض لهذه الخطط.

وبعد وصوله للسلطة في يناير/ كانون الثاني الماضي، روّج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، الأمر الذي رفضه بشدة البلدان، وانضمت إليهما معظم الدول، بما فيها دول عربية وإسلامية، فضلا عن منظمات إقليمية ودولية.

كما أدان صحفيو مصر عبر بيانهم، "الجرائم (الإسرائيلية) البشعة بحق الصحفيين الفلسطينيين"، معتبرين إياها "جرائم حرب وأكبر مجزرة ضد الصحفيين بالعالم في التاريخ الحديث".

وجدد الصحفيون تمسكهم بقرارات نقابتهم السابقة الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

** مشاركة تاريخية

وبعد ساعات من بدء عملية الاقتراع، كشفت اللجنة القضائية المشرفة عن انتخابات نقابة الصحفيين أن 6 آلاف و51 صحفيا أدلوا بأصواتهم، بنسبة 59.1 بالمئة.

وقالت اللجنة إن هذه المشاركة الكبيرة تعد "سابقة تاريخية" في تاريخ انتخابات النقابة.

ويبلغ عدد الصحفيين المقيدين والذين يحق لهم التصويت 10 آلاف و224 صحفيا.

وكما كانت الانتخابات غير مسبوقة في عدد المشاركين، كانت كذلك أيضا في عدد مرات تأجيل الاقتراع.

إذ تأجلت الانتخابات 4 مرات منذ 7 مارس/ آذار الماضي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني المحدد بـ25 بالمئة من الأعضاء.

وتزامنت التأجيلات مع شهر رمضان وعيدي الفطر للمسلمين والقيامة للمسيحيين.

لكن مع اكتمال النصاب القانوني هذه المرة، انطلقت عملية التصويت دون عوائق.

** البلشي يفوز بولاية جديدة

وبالنسبة للنتائج، تم الإعلان عن التجديد لليساري المعروف خالد البلشي، نقيبا للصحفيين للمرة الثانية تواليا، بعدما حصد 3 آلاف و346 صوتا بنسبة 55.3 بالمئة من المصوتين، متقدما على أقرب منافسيه، النقيب الأسبق عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (جهة حكومية) عبد المحسن سلامة، الذي حصل على ألفين و562 صوتا.

وتبلغ مدة ولاية النقيب عامين، فيما يتكون مجلس النقابة من 12 عضوا يُنتخب نصفهم كل عامين.

وشهدت الانتخابات الحالية منافسة بين 51 مرشحا، منهم 8 على منصب النقيب، و43 على 6 مقاعد من مقاعد عضوية المجلس.

وفي ساعة متأخرة من ليل الجمعة/ السبت، أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي، النتائج الرسمية لأعضاء المجلس، عقب انتهاء عمليات الفرز، والتي أسفرت عن فوز كل من: حسين الزناتي، وأيمن عبد المجيد، ومحمد سعد عبد الحفيظ، ومحمد شبانة، ومحمد السيد الشاذلي، وإيمان عوف.