القائمة العربية الموحدة: نحن "بيضة القبان" في إسرائيل (مقابلة)
-لن نسمح بأن يعاد مرة أخرى تهميشنا وتجاهلنا

Quds
المَغار (شمال إسرائيل)/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول
رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست منصور عباس للأناضول:-لسنا في جيب اليسار ولا اليمين وخياراتنا مفتوحة نتفاوض مع اليمين ونتفاوض مع اليسار
-لن نسمح بأن يعاد مرة أخرى تهميشنا وتجاهلنا
-حاولوا وضعي في دائرة الاتهام والتخوين والتشكيك والطعن
-نقلنا الخلاف السياسي حول مسألة مشاركة العرب من الدائرة العربية إلى الدائرة الإسرائيلية العامة
-النواب العرب كانوا بشكل عام قوة احتياط لليسار الإسرائيلي
قال منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إن قائمته، التي حصلت على 4 مقاعد بالانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، باتت تحتل موقع "بيضة القبان" في السياسة الإسرائيلية.
وفي حديث، مع وكالة الأناضول بمنزله في قرية المغار، يقول عباس (47 عاما): "لسنا في جيب اليسار ولا اليمين، وخياراتنا مفتوحة نتفاوض مع اليمين ونتفاوض مع اليسار".
ويبدي عباس، برغماتية، غير معتادة على الأحزاب العربية في إسرائيل، حيث يطرح لأول مرة، دعم أحد المرشحين لرئاسة الحكومة، مقابل "تحسين ظروف حياة المواطنين العرب، ورفع الظلم والإقصاء والتهميش عن كاهلهم".
وينتمي عباس إلى الجناح الجنوبي، للحركة الإسلامية، التي انشقت عام 1996 إلى تيارين، إثر قرار زعيمها عبد الله نمر درويش المشاركة في انتخابات الكنيست.
ويقود التيار الثاني، الرافض للمشاركة بانتخابات الكنيست، ويُطلق عليه اسم "الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي"، الشيخ رائد صلاح، الذي يقضي حكما بالسجن بتهمة "التحريض"، وحظرت إسرائيل حركته عام 2015.
وتاريخيا، تحرص الأحزاب العربية، على عدم التعاطي الإيجابي مع أي حكومة إسرائيلية-إلا في حالات نادرة- كونها "صهيونية"، ولا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض إنهاء الاحتلال.
لكنّ عباس، كسر هذا "التقليد"، حيث أعلن صراحة استعداده للتفاوض مع الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة، ومقايضتها على تمرير بعض مصالحها، مقابل إيجاد حلول لمشاكل العرب الكبيرة، "القانونية والمعيشية".
ويبرر عباس موقفه بالقول إن النهج الذي تعتمده الأحزاب العربية منذ عشرات السنين، لم ينجح في جلب أي منافع للفلسطينيين في إسرائيل.
وهذا أول حديث لعباس، الذي يُنظر إليه في إسرائيل على أنه "صانع الملوك"، والشخص الذي سيحدد ما إذا كانت إسرائيل ستتوجه إلى انتخابات خامسة، مع وكالة أنباء دولية، منذ فوز قائمته بالانتخابات الأسبوع الماضي.
ويحتاج معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعباس، من أجل تشكيل حكومة، كما أن المعسكر المعارض، يحتاج إليه أيضا لمنع نتنياهو من الاستمرار بالحكم، وهو ما جعله في الأيام الماضية الشخصية العربية الأكثر شهرة بالساحة الإسرائيلية.
ونفى عباس، وهو طبيب أسنان، كل الاتهامات التي توجّه له من بعض القيادات العربية في إسرائيل، بأنه من "سينقذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وقال: "قلنا إننا كقائمة عربية موحدة، لسنا في جيب اليسار ولا اليمين، وخياراتنا مفتوحة نتفاوض مع اليمين ونتفاوض مع اليسار، هل يمكن أن نتفق أو لا نتفق؟ هذه مسألة خاضعة لنتائج المفاوضات بشأن ما يمكن أن نحصل عليه".
وأضاف: "خطوطنا الحمراء هي حقوقنا، سواء أكانت قومية أو مدنية لا نتنازل ولا نقايض ولا نساوم عليها، من الممكن أن لا نحققها كلها ولكن لا نتنازل عنها".
وتابع منصور: "مشروعنا ليس مشروع نتنياهو، وإنما مشروع مجتمعنا العربي وحقوقه ومكانته وأزماته التي بحاجة إلى علاج، وهذا منطق مختلف تماما عن التهريج الحاصل من قبل بعض الجهات السياسية".
وكانت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل تتوقع عدم قدرة القائمة العربية الموحدة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، على النجاح بالانتخابات وتخطي نسبة الحسم.
وبعد يوم طويل استقبل فيه المئات من المواطنين العرب المهنئين، قال عباس: "على المستوى الشخصي، لم نكن متفاجئين بالفوز، نحن ذهبنا إلى خطوة مدروسة ومحسوبة".
وأردف: "رغم حملة التضليل والتشكيك والافتراء علينا، وأحيانا التخوين، إلا أن الصورة النهائية كانت واضحة تماما بالنسبة لنا".
وتابع عباس: "ما يحدد النجاح، ليس معاهد استطلاعات الرأي التي لا أريد أن أقول إنها مشكوك في أمرها، ولكن لا شك أنها فشلت فشلا كبيرا في توقع نتائج الانتخابات بالنسبة لنا".
وكانت القائمة العربية الموحدة خاضت انتخابات الكنيست، منذ 6 سنوات ضمن القائمة المشتركة التي تضم أيضا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية للتغيير والتجمع الوطني الديمقراطي.
ولكن قبيل الانتخابات الأخيرة، برزت خلافات حول أسلوب العمل السياسي قادت إلى انفصال القائمة العربية الموحدة، عن القائمة المشتركة، التي حصلت بدورها على 6 مقاعد من أصل 120 مقعدا بالكنيست.
وقال عباس: "واجهنا كقائمة عربية موحدة وأنا كشخص، حملة استمرت أشهر طويلة حاولت أن تضعني في دائرة الاتهام والتخوين والتشكيك والطعن في شرعية خطابنا السياسي، وفي الخطوات التي نقوم بها في تدافعنا مع الحكومة الإسرائيلية وسياساتها، وهذا كان غير مألوف في الساحة المحلية عندنا هنا".
وأضاف: "لكن في نهاية الأمر، فإن المجتمع العربي حسم هذا الأمر بالانتخابات، وقال إنه يؤيد بنسبة كبيرة القائمة العربية الموحدة والتي هي اليوم أكبر قوة سياسية في الداخل الفلسطيني".
وتابع قائلا: "كل ما تحدثنا به من فرضيات سياسية، كمقدمات لعملنا السياسي، ثبت نجاحه وثبتت فاعليته، وهذا ما نلمسه الآن، أننا استطعنا أن نحتل موقع بيضة القبان في السياسة الإسرائيلية، ولا أريد أن أقول إننا نتحكم بتشكيل الحكومة، ولكن لا يمكن أن تتشكل حكومة بدون أن يكون هناك دور للقائمة العربية الموحدة".
وكان عباس التقى في الأيام الأخيرة مع زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، فيما يتوقع اجتماعه خلال اليومين القادمين مع حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، وكلاهما بحاجة له لتشكيل حكومة.
وفي هذا الصدد، قال عباس "نقلنا الخلاف السياسي حول مسألة مشاركة العرب من الدائرة العربية المحلية إلى الدائرة الإسرائيلية العامة، فهناك انقسام كبير الآن في المجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية، وفي داخل اليمين الإسرائيلي، حول قبول أن يشارك العرب في صناعة القرار ورسم السياسات".
وأضاف: "أحد الثوابت في السياسة الإسرائيلية كان تهميش وإقصاء العرب عن دائرة اتخاذ القرار السياسي في إسرائيل، والنواب العرب كانوا بشكل عام قوة احتياط لليسار الإسرائيلي".
وفي شرح فلسفته السياسية التي خاض على أساسها الانتخابات، قال عباس: "نحن قلنا إننا لا نعوّل على اليمين ولا اليسار ولا الفروقات بين اليمين واليسار، وإنما نعوّل على أنفسنا وعلى قدرتنا في إحداث الفارق في السياسة مع الشخص الواحد والتيار الواحد".
وأضاف: "تموضَعنا في موقع سياسي جديد، وقلنا: نحن قوة سياسية عربية وطنية مستقلة واثقة بخطواتها وانتمائها بهويتها وبثوابتنا الوطنية والدينية، وحقوقنا المدنية والقومية، ومستعدون أن نخوض غمار السياسة في إسرائيل، وأن نلعب دورا في صياغة القرار والسياسات في إسرائيل".
وتابع قائلا: "عمليا، فإن الحراك الذي خلقناه في هذا الموضوع أحدث إرباكا في المرحلة الأولى وأحدث تفاعلات داخلية وطرح السؤال في داخل الأروقة السياسية الإسرائيلية، ما مدى شرعية أن يشارك العربي في دوائر صنع القرار؟ بمعنى في الحكومة وحول الحكومة ورسم السياسات ومدى تأثير ذلك".
ولم يحسم عباس الموقف من المعسكر الذي سيدعمه في المشاورات، التي يجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين الأسبوع القادم، حول النائب الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة.
وقال: "القائمة العربية الموحدة، تقول نحن على مسافة واحدة من المعسكرين ونحن المعسكر الثالث".
واستدرك: "لكن لنا مواقف، قِسم منها يتقاطع مع اليسار وقِسم يتقاطع مع اليمين، ومع المركز (الوسط)، ولكن محصلة أين نريد أن نصطف؟ هذه ثمرة المحادثات التي تجري مع القوى السياسية المختلفة ومدى تشخيصنا لقدرة كل طرف في التقدم باتجاه تشكيل الحكومة، وبالتالي ماذا سيكون دورنا في هذه الحالة وما هي الآليات التي يمكن أن نوجدها من أجل أن نترجم عملية التأثير على أرض الواقع".
وشدد على أن قائمته "لن تسمح بأن يعاد مرة أخرى تهميشنا وتجاهلنا".
**مطالب القائمة لدعم أي معسكر
وتحدث منصور عن مطالبه، مقابل دعم أي من المعسكرين في إسرائيل.
ووضع في المقدمة، كسر حاجز الإقصاء والتهميش، ولكنها شملت أيضا القضاء على "كارثة العنف والجريمة (المتفشية في المجتمع العربي)، ووقف هدم المنازل والتعامل مع مشكلة الضائقة السكنية في الوسط العربي".
وأضاف إلى المطالب "معالجة قضية أهلنا في النقب (جنوب)، فهناك حوالي 100 ألف إنسان يعيشون في مناطق غير مطورة وغير معترف بها".
وقال: "أضف الى ذلك الجوانب المعيشية والاقتصادية والحياتية، فعمليا كل موضوع في جوانب الحياة بحاجة إلى مشروع متكامل، الحمل ليس بسيطا، وإنما ثقيل، ولكننا نريد أن نتقدم خطوة خطوة إلى الأمام".
وأردف: "طبعا هناك قضايا تتعلق بمكانتنا في إسرائيل، وما يرتبط بقانون القومية الذي نرفضه".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.