تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل والشرطة تعتقل 24 شخصا في حيفا
طالبوا بإنهاء الحرب من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة

Quds
القدس/ سعيد عموري/ الأناضول
فرقت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، مظاهرة في مدينة حيفا (شمال) واعتقلت 24 مشاركًا، فيما احتشد آلاف الإسرائيليين في مظاهرة مركزية وسط تل أبيب، طالبوا خلالها بضرورة التوصل لصفقة تفرج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ولو بوقف الحرب.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة) اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 24 شخصًا خلال مظاهرة "مناهضة للحرب في غزة"، بدعوى أنها "غير قانونية".
وقالت الصحيفة إنّ المتظاهرين رفعوا لافتات ورددوا هتافات "ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
في المقابل، شهدت ساحة "هابيما" وسط تل أبيب مظاهرة حاشدة، بمشاركة عائلات الأسرى الإسرائيليين، طالبوا خلالها بوقف الحرب فوراً والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة.
وأكد عدد من ذوي الأسرى، خلال كلمات ألقوها على ضرورة "استكمال المفاوضات فورًا" للتوصل إلى صفقة شاملة.
يأتي ذلك عقب إعلان المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مساء الخميس، إعادة وفد بلاده من العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حركة حماس الذي زعم أنه يُظهر "عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار بغزة".
وقال ويتكوف، عبر منصة إكس: "قررنا سحب فريقنا من الدوحة للتشاور، عقب الرد الأخير من حماس، الذي يُظهر بوضوح عدم وجود رغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، على حد زعمه.
كما زعم أن حماس "لا تتصرف بحسن نية" رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء.
وفجر الخميس، قالت حماس في بيان مقتضب، إن "الحركة سلمت للإخوة الوسطاء، ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار".
فيما أعلن مكتب نتنياهو عصر الخميس، استدعاء وفد إسرائيل المفاوض من الدوحة للتشاور بعد تسلم رد حماس.
وادعى نتنياهو أن حكومته تعمل على إنجاز صفقة جديدة لاستعادة الأسرى من غزة.
ولم يكشف مكتب نتنياهو أو حركة حماس أو الوسطاء عن فحوى الرد.
غير أن القناة "12" العبرية الخاصة، قالت إن حماس طالبت بـ"بالإفراج عن 200 فلسطيني يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين، مقابل عودة 10 أسرى أحياء، بالإضافة إلى 2000 فلسطيني آخرين اعتُقلوا في غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ومرارا أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يرغب في صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، بما يضمن استمراره بالسلطة، عبر الاستجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.