دولي, التقارير, فلسطين

إسرائيل والأونروا.. مساعي للتفكيك لن يثنيها حجب التمويل (تقرير إخباري)

ـ إسرائيل ترى أن لديها حاليا "فرصة رهيبة" لم تأت منذ 75 عاما لتفكيك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد اتهامات لموظفين في المنظمة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر وما تبعه من تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 01.02.2024 - محدث : 01.02.2024
إسرائيل والأونروا.. مساعي للتفكيك لن يثنيها حجب التمويل (تقرير إخباري)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

لم ترض إسرائيل أبدا عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لكن خلال اليومين الماضيين تعالى الحديث أكثر عن مساعي تفكيك الوكالة الأممية ومحوها من سجل المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين.

وتنظر إسرائيل إلى الأونروا (تأسست عام 1949 عقب النكبة) على أنها "رمز لبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين".

وحاولت إسرائيل على مدار سنوات طويلة، الدفع باتجاه إلغاء وكالة الأونروا، وتحويل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وباءت جميع محاولات إسرائيل في هذا الشأن بالفشل على طول السنوات الماضية، حتى نجحت الأسبوع الماضي، في إقناع عدد من الدول بمشاركة موظفين من الوكالة في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على بلدات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، فأعلنت دول عدة تعليق مساعداتها للوكالة الأممية، على ضوء ادعاءات تل أبيب.

ومن بين هذه الدول: الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، ودول أخرى، دون توضيح عن مصير ذلك القرار أو احتمالية التراجع عنه.

وجاء القرار على الرغم من إعلان "الأونروا"، الجمعة الماضية، في تصريح مكتوب، أنها "اتخذت قرارا بفصل هؤلاء الموظفين (الذين اتهمتهم إسرائيل) فورا، وفتح تحقيق دون أي تأخير للكشف عن الحقيقة، حفاظا على قدرة الوكالة بالاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية".

ويتم تمويل الوكالة بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، ومعظمها من الجهات المانحة الحكومية، كما يدعم الاتحاد الأوروبي، ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة، الأونروا.

وبحسب قائمة المساعدات لعام 2022 التي نشرتها "الأونروا" واطلعت عليها الأناضول، فإن الولايات المتحدة تعتبر أكبر داعم للأونروا، يليها ألمانيا، وفي المرتبة الرابعة السويد، والخامسة اليابان.

والأربعاء، حذر رؤساء 15 منظمة دولية، في بيان مشترك، من أن القرارات التي اتخذتها عدة دول أعضاء بوقف تمويل الأونروا "ستكون لها عواقب كارثية على سكان غزة"، حيث لا يملك أي كيان آخر القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها 2.2 مليون شخص في غزة بشكل عاجل.

وناشدت المنظمات، في بيانها، الدول التي حجبت تمويلها بـ"إعادة النظر في هذه القرارات"، نظرا لما قد يترتب على ذلك من "عواقب بعيدة المدى سواء إنسانية أو من حيث حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي جميع أنحاء المنطقة".

** التفكيك كهدف لإسرائيل

من جهتها، رحبت إسرائيل بشدة بقرارات بعض الدول تعليق المساعدات "للأونروا"، لكنها لم تخفِ أيضا أن هدفها "تفكيك ومحو الوكالة من الأساس".

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع سفراء لدى الأمم المتحدة في مكتبه بالقدس الغربية، الأربعاء، "حان الوقت لكي يدرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا".

ولم يتردد نتنياهو، في القول إن الأونروا "تخلد نفسها وتهدف لإدامة قضية اللجوء الفلسطيني".

وأضاف، بحسب تصريح مكتوب، "علينا استبدال الأونروا بوكالات أممية أخرى، وبوكالات إغاثة أخرى، إذا كنا معنيين بحل مشكلة غزة كما نخطط للقيام به"، دون تسمية أي من هذه الوكالات أو الخطة التي يطمح إلى تنفيذها بداعي حل مشكلة غزة.

لكن نتنياهو، أشار إلى أن إدارته "تتطلع لوجود هيئة موضوعية ومفيدة تقدم المعونة"، مبينا أن غزة "تحتاج هذه الهيئة" رافضا أن تكون ممثلة في الأونروا.

المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد اردان، كرر بدوره تصريحات نتنياهو، ونقلت عنه صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، الأربعاء، قوله: "يجب أن يكون الهدف حل الأونروا بشكل كامل".

** خطة ممنهجة لحل الأونروا

وعلى هذا النحو، اعتبر كبير المراسلين السياسيين في صحيفة "إسرائيل اليوم" أرئيل كهانا، الثلاثاء، أن الفرصة باتت متاحة لإسرائيل الآن لـ"جعل الأونروا تختفي".

وقال كهانا، في مقال إن نتنياهو، يحتاج إلى "إصدار تعليمات إلى جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك)، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومديرية الاستخبارات في الجيش، ووزارة الخارجية، للكشف عن جميع المعلومات التي تدين الأونروا".

وأضاف أن عدم فضح الأونروا والكشف عنها بشكل كامل "سيمكن الوكالة من الادعاء، مرة أخرى، بأنها اجتثت الفساد، وبالتالي تعيدنا إلى المربع الأول".

وأشارا كهانا، إلى أنه في حالة حدوث ذلك "ستضيع إسرائيل فرصة كانت رهيبة" (في إشارة للاتهامات الحالية الموجهة لموظفي الأونروا).

وتابع "في الواقع، لم يتبق أمام إسرائيل سوى بضعة أسابيع لشرح ماهية الأونروا واستبدالها بوكالة بديلة مع الولايات المتحدة، على الأقل جزئيًا. هذه الفرصة الأولى منذ 75 عاما، ويجب ألا نفوت ذلك".

و"الأونروا"، اختصار لـ"وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى"، وفوضت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا في عام 1949 بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم، بحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للوكالة الأممية.

وتعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.