ولدت بعد 9 سنوات من العقم.. التجويع الإسرائيلي ينهك الطفلة "شام" (تقرير)
إسلام قديح، والدة الرضيعة الفلسطينية "شام"، في حديث مع الأناضول: أنجبتها بعد 9 سنوات من التعب والعلاج واليوم أخشى أن أفقدها بسبب نقص الغذاء والدواء

Gazze
غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
** إسلام قديح، والدة الرضيعة الفلسطينية "شام"، في حديث مع الأناضول:- أنجبتها بعد 9 سنوات من التعب والعلاج واليوم أخشى أن أفقدها بسبب نقص الغذاء والدواء
- طفلتي تعاني من تضخم في الكبد وسوء تغذية حاد
- لون أسنانها تغير وعظام صدرها برزت ووزنها لا يتجاوز أربعة كيلوغرامات ونصف
بعد 9 سنوات من معاناة والدتها من العقم، ولدت الرضيعة شام قديح قبل نحو عامين، لتبدأ معاناتها الخاصة مع سوء التغذية داخل خيمة مهترئة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل.
الأم إسلام قديح، أنجبت شام بعملية زراعة بعد رحلة علاج شاقة، لكنها تجد نفسها اليوم عاجزة عن إنقاذها من الجوع والمرض، وسط ظروف إنسانية مأساوية فرضتها الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي ضد الفلسطينيين.
شام التي لم تكمل عامها الثاني، تعاني من سوء تغذية حاد جعل وزنها لا يتجاوز 4 كيلوغرامات ونصف، فيما ينهك الجوع والحرارة والعطش جسدها النحيل، وسط غياب الغذاء اللازم والرعاية الطبية.
ومع غياب مقومات الحياة الأساسية، يظل جسد شام الصغير شاهدا على المجاعة التي يعاني منها فلسطينيو قطاع غزة، إذ لم تعد تقوى على الحركة، وملامحها الباهتة تروي وجعا يفوق عمرها القصير.
وداخل ركن خيمتها بمنطقة "المواصي"، تبكي شام بلا توقف من شدة الألم، حيث تبرز عظامها من تحت جلدها الهزيل، فيما تتدهور حالتها الصحية مع كل لحظة تمر.
وإلى جوارها، تراقبها والدتها بعين مثقلة بالخوف، تخشى أن تفقد طفلتها التي انتظرتها 9 سنوات، وجاءت إلى الحياة كأمل سرعان ما صار مهددا بالضياع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا وحصارا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 190 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
** "لا غداء ولا دواء"
والدة الرضيعة، قالت للأناضول: "أنجبت شام بعد تسع سنوات من التعب والعلاج، واليوم أخشى أن أفقدها".
وأضافت: "طفلتي تعاني من تضخم في الكبد وسوء تغذية حاد، لا يوجد حليب ولا طعام، ولا حتى أدوية".
وتابعت وهي تجلس بجوار ابنتها داخل الخيمة: "توجهنا إلى المستشفيات، لكن لا علاج، فعدنا إلى الخيمة حيث درجات الحرارة المرتفعة تزيد وضعها سوءا".
والسبت، أعلنت حكومة غزة ارتفاع عدد وفيات الأطفال جراء سوء التغذية إلى 66 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بسبب إغلاق المعابر وتشديد الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الحليب.
والجمعة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة وحصار خانق "تجاوز مرحلة الكارثة".
** جسم هزيل
وأوضحت أم شام أن الخيمة التي يقيمون فيها "تفتقر لأبسط مقومات الحياة والرعاية الصحية، ولا توفر أي بيئة مناسبة للأطفال المرضى".
ولفتت إلى أنها تجد صعوبة بالغة بتوفير الغذاء لطفلتها، خاصة مع نفاد الحليب وارتفاع أسعار الطعام - إن توفر - بسبب إغلاق المعابر الذي يزيد معاناتها.
وقالت: "أسنانها تغير لونها بسبب نقص الكالسيوم، وعظام صدرها بارزة، وزنها لا يتجاوز أربعة كيلوغرامات ونصف".
وأوضحت أنها أنجبت طفلتها بعد تسع سنوات من العلاج، لكنها اليوم تخشى أن تفقدها، مناشدة السماح بخروجها من قطاع غزة لتلقي العلاج قبل فوات الأوان.
وفي 24 فبراير/ شباط أفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو 12 ألفا إلى 14 ألف شخص في غزة بينهم أكثر من 4500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل من القطاع، وذلك في بيان نشره موقع الأمم المتحدة في 25 من الشهر ذاته.
ومنذ بدئه الإبادة بالقطاع في 7 أكتوبر 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر.
كما يغلق الجيش الإسرائيلي معبر رفح بشكل كامل منذ مايو/ أيار 2024 ويمنع مغادرة القطاع إلا لحالات استثنائية جدا من المرضى بتنسيق "الصحة العالمية" وعبر معبر "كرم أبو سالم".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.