دولي, التقارير, إسرائيل

ملاعب أوروبا تنتفض ضد إسرائيل وفيفا ويويفا يمتنعان عن معاقبتها (تقرير)

- مظاهرات أمام مركز تدريبات منتخب إيطاليا للمطالبة بعدم مواجهة منتخب إسرائيل

Ahmed Hassan  | 04.10.2025 - محدث : 04.10.2025
ملاعب أوروبا تنتفض ضد إسرائيل وفيفا ويويفا يمتنعان عن معاقبتها (تقرير)

Istanbul

إسطنبول / أحمد حسن / الأناضول

- مظاهرات أمام مركز تدريبات منتخب إيطاليا للمطالبة بعدم مواجهة منتخب إسرائيل
- رئيس الفيفا: لن نفرض عقوبات على إسرائيل ونعمل على تعزيز كرة القدم عالميا
- رئيس اليويفا: طرد إسرائيل ليس مطروحا للنقاش

رغم انتفاض ملاعب أوروبية ضد إسرائيل جراء مواصلتها الإبادة الجماعية في قطاع غزة، برز موقف كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ونظيره الأوروبي "يويفا" بشكل معاكس، إذ امتنعا عن فرض عقوبات على تل أبيب.

ففي إيطاليا، نظم محتجون مؤيدون لفلسطين وقفة أمام مركز تدريبات المنتخب الوطني مساء الجمعة، للمطالبة بعدم إقامة مباراته المرتقبة ضد إسرائيل في تصفيات كأس العالم، وسط استمرار الإبادة في غزة.

وجاءت المظاهرة ضمن إضراب عام شارك فيه أكثر من مليوني شخص في أنحاء إيطاليا، بحسب ما أعلنته أكبر نقابة عمالية في البلاد.

ومن المقرر أن يستضيف المنتخب الإيطالي نظيره الإسرائيلي بمدينة أوديني في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

ومنذ الأربعاء، شهدت مدن إيطالية عشرات المظاهرات عقب اعتراض البحرية الإسرائيلية سفن أسطول الصمود العالمي الذي كان متجها لقطاع غزة، بغرض محاولة كسر الحصار الذي تفرضه تل أبيب على الفلسطينيين هناك.

وفي ميلانو أيضا، اندلعت اشتباكات محدودة بعدما رشق محتجون عناصر من الشرطة الإيطالية بزجاجات، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل دخانية لتفريق المظاهرة.

الإضراب العام شل جزءا من الحياة اليومية، حيث أغلقت العديد من المدارس، وألغيت أو تأخرت مئات القطارات ورحلات طيران داخلية، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق السريعة.

يذكر أن إيطاليا واجهت إسرائيل في أكتوبر 2024 بدوري الأمم الأوروبية، وانتهت المباراة بفوز المنتخب الإيطالي 4-1 رغم احتجاجات مماثلة سبقت اللقاء، وسط إجراءات أمنية مشددة.

** عريضة مقدمة لليويفا

ولم يقتصر الأمر على الاحتجاجات فحسب، بل طالب رياضيون بارزون بمقاطعة إسرائيل وزيادة عزلتها رياضيا، حيث وقع 50 رياضيا محترفا عريضة مقدمة لليويفا، طالبوا فيها بحرمان أندية ومنتخبات إسرائيل من المشاركة في المباريات الدولية بسبب حرب الإبادة الجماعية في غزة.

ومن ضمن الموقعين الفرنسي بول بوبغا، والمغربي حكيم زياش، والسنغالي شيخ دوكوري، والمصري سام مرسي، والهولندي أنور غازي الذي تم فسخ عقده من نادي ماينز الألماني في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بسبب دعمه لفلسطين.

كما ندد النجم الفرنسي ولاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق إريك كانتونا في بيان، بـ"ازدواجية المعايير في إدارة النزاعات من قبل هيئات كرة القدم"، مشيرا إلى أن "روسيا عُلقت مشاركاتها بعد أربعة أيام فقط من بدء هجومها على أوكرانيا".

وطالب كانتونا الأندية واللاعبين بتحمل المسؤولية، قائلا: "يجب على الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم تعليق عضوية إسرائيل، ويجب على الأندية رفض اللعب ضد فرقها، ويجب على اللاعبين الحاليين رفض مواجهة هذه الفرق".

كما دعا الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، سكان مدينة برشلونة إلى التظاهر، السبت، احتجاجا على استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة.

وقال في مقطع مصور: "نشهد إبادة جماعية على الهواء مباشرة، قتل آلاف الأطفال، وآخرون قد يلقون نفس المصير، قطاع غزة مدمر، وجموع من الناس هائمون بحثا عن طعام أو مياه صالحة للشرب أو أدوية".

وأضاف أن "المجتمع المدني المنظم يمكنه إنقاذ الأرواح والضغط على الحكومات للتحرك فورا"، داعيا سكان برشلونة للانضمام إلى المظاهرات التي ستخرج اليوم من أجل المطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و74 قتيلا، و169 ألفا و430 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

** موقف الفيفا واليويفا

رغم هذا الحراك برز موقفا "فيفا" و"يويفا" المغايران لنبض الملاعب، على أنه سياسة قائمة على ازدواجية المعايير، لا سيما بعد فرض الاتحادين عقوبات على روسيا بسبب حربها مع جارتها أوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022.

وفي سبتمبر/ أيلول 2022، قرر يويفا استبعاد روسيا من المشاركة في بطولة الأمم "يورو 2024" في ألمانيا، بعد أن قرر "فيفا" في فبراير الذي قبله، حرمان جماهير موسكو من حضور المباريات خارج أراضي البلاد.

يأتي موقفا الفيفا واليويفا بينما تعاني إسرائيل عزلة اعترف بها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في سبتمبر الماضي، حينما قال إن تل أبيب "تدخل في نوع من العزلة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.

والخميس، قال رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو، إن الاتحاد لن يفرض أي عقوبات على إسرائيل.

وادعى أن الفيفا "لا يستطيع حل القضايا الجيوسياسية، لكنه يجب عليه تعزيز كرة القدم في جميع أنحاء العالم، من خلال تسخير قيمها الموحدة والتربوية والثقافية والإنسانية".

موقف إنفانتينو جاء متشابها مع موقف رئيس اليويفا ألكسندر تشيفرين، الذي قال إن طرد إسرائيل من المنافسات الدولية "ليس مطروحا للنقاش".

يأتي ذلك بينما تشهد الساحة الرياضية حراكا في مختلف البلدان الأوروبية، لممارسة مزيد من الضغوط، بغرض استبعاد إسرائيل وحظر مشاركاتها لإجبارها على وقف الإبادة بغزة.

وكان من أبرز المؤيدين لحظر مشاركة إسرائيل أوروبيا، ليز كلافينيس، رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، التي دعت إلى استبعاد إسرائيل من تصفيات كأس العالم 2026.

** منظمة العفو الدولية

وتعقيبا على ذلك، طالبت منظمة العفو الدولية الفيفا واليويفا في رسالة رسمية مطلع أكتوبر الجاري، بتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي.

وأشارت المنظمة إلى أن هناك "ما لا يقل عن 6 أندية مقامة في المستعمرات (المستوطنات) بالأراضي الفلسطينية المحتلة تشارك في الدوريات الإسرائيلية، في انتهاك للقانون الدولي".

وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار: "بينما يستعد المنتخب الإسرائيلي لخوض تصفيات كأس العالم أمام النرويج وإيطاليا، يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ قتل أكثر من 65 ألف شخص، بينهم أكثر من 800 رياضي ولاعب ومسؤول، في حملة تدمير وتهجير وتجويع متعمد للمدنيين".

وأضافت كالامار أن إسرائيل تواصل "توسيع مستعمراتها غير القانونية بشكل وحشي، وشرعنة بؤر استعمارية في الضفة الغربية، في إطار احتلالها غير المشروع للأراضي الفلسطينية"، مؤكدة أن "السماح لأندية المستعمرات بالمشاركة في الدوريات الإسرائيلية يمثل فضيحة بعد أكثر من عقد من التحذيرات".

وبموازاة الإبادة في قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1048 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın