طولكرم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، إن السلطات الإسرائيلية تستهدف اللاجئين الفلسطينيين وتحديدا في شمالي الضفة الغربية كونهم "الشاهد الحي على نكبة عام 1948".

وذكر كميل في مقابلة مع الأناضول بمقر المحافظة الملاصق لمخيم طولكرم الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، أن "إسرائيل تعمل على تغيير جغرافيا مخيمات اللاجئين بالضفة، وتنفذ عمليات تدمير واسعة".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي ومنذ بدء عملياته العسكرية بالضفة عام 2021 هدم نحو ألف منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس.

وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ووسّع الجيش عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 يناير حيث قُتل 4 فلسطينيين، بينما بدأ في 2 فبراير/ شباط الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس.

والثلاثاء، أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى بأن إسرائيل هجرت 5 آلاف أسرة فلسطينية خلال عمليتها العسكرية المتواصلة شمال الضفة لليوم الـ16 على التوالي.

** موضوع سياسي

كميل قال إن ما يجري في الضفة "ليس عملية أمنية كما تدعي إسرائيل، الموضوع سياسي مرتبط بالأهداف الاستراتيجية للحكومة الإسرائيلية بالضفة الغربية، وتحديدا شمالها".

وأضاف: "الأمر مرتبط بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين كشاهد على النكبة وجريمة العصر التي ارتكبت في العام 1948، بدأت الحرب على الأونروا والآن تغير معالم المخيمات".

وتابع: "ما يجري في مخيم طولكرم، وقبله مخيم نور شمس في المدينة هو عملية تدمير شاملة، طالت شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، وتجريف الطرق، وتدمير عدد كبير من المنازل".

وزاد: "ما يجري في طولكرم من تدمير أشبه بغزة مصغرة".

** أرقام عالية

ذكر كميل أن الجيش الإسرائيلي ومنذ بدء عملياته العسكرية بالضفة عام 2021 هدم نحو ألف منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأضاف: "قبل الاجتياح الأخير تم تدمير 980 منزلا بشكل كلي أو جزئي، وفي العملية الأخيرة دمر أكثر من 20 منزلا، بالإضافة إلى محال تجارية ومراكز مجتمعية وأندية".

ويسكن مخيم طولكرم نحو 12 ألف 500 نسمة، بواقع 2500 أسرة، وفق كميل.

وقال محافظ طولكرم إن نحو 1500 أسرة نزحت من المخيم بواقع 9 آلاف نسمة.

وتعرضت المدينة إلى 62 عملية عسكرية بين عمليات واسعة وأخرى سريعة منذ سبتمبر/ أيلول 2021، بحسب محافظ طولكرم.

** ثمن الحرية

وقال محافظ طولكرم: "نحن نتحدث عن بلد مثخن بالجراح، البنية التحتية مدمرة والحياة الآدمية غير موجودة".

وتعمل المحافظة بالشراكة مع جهات دولية وإسلامية وعربية على توفير مقومات صمود السكان الفلسطينيين.

ووصف كميل ما يجري في مخيمات الضفة بـ "وصمة عار وجريمة على جبين الإنسانية"، وقال إن "الشعب الفلسطيني يدفع ثمن بحثه عن حريته واستقلاله وإرادته لأن يعيش كبقية سكان الأرض".

وأضاف: "لسنا شعبا زائدا، إسرائيل تعمل بالقوة الطاغية وكأنها مغول العصر ترتكب الجريمة دون أن يرف لها جفن ويتعاملون بسادية ويتلذذون بعذابات الناس وكأنهم ليسوا جزءا من المنظومة الدولية".

وزاد: "هذه السادية فقط لأنهم مدعومون من أكبر قوة عالمية يقف على رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتصرف مع إسرائيل كأنها العالم أجمع".

** وهم الضم

وأشار كميل إلى أن "إسرائيل تدعي أنها تلاحق من تسميهم مطلوبين بالضفة لكنها لم تعتقل أيا منهم، الكل يعلم نية إسرائيل بشن عملية أمنية على مخيمات اللاجئين، الموضوع سياسي كما قلنا، وإسرائيل كاذبة وتعمل على تنفيذ مخطط وزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش لضم الضفة الغربية عام 2025".

وفي الأشهر القليلة الأخيرة، تعالت أصوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بمَن فيهم رئيسها نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.

وقال كميل: "يتصرفون على أساس أنه يجب أن يحسم الصراع مع الفلسطينيين عسكريا، وأقول إن هذا غباء، فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يحسم الصراع معه عسكريا أو بطلب الهجرة".

** رفض التهجير

ومخاطبا ترامب الذي أعرب عن نيته الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها، قال محافظ طولكرم: "ترامب يفكر أن الشعب الفلسطيني سيكون مصيره كالهنود الحمر، لسنا كذلك، ولن نرحل، وكل من كان يفكر بترحيلنا عدل عن فكرته، نحن شعب عنيد لا يمكن لترامب أو نتنياهو أن يركّع هذا الشعب".

ودعا محافظ طولكرم المجتمع الدولي والعربي والإسلامي إلى "تحمل المسؤولية في التحرك لوقف آلة الدمار الإسرائيلية".

ومساء الثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود

وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.