دولي, الدول العربية, لبنان, إسرائيل

قاسم: إسرائيل تعمل على شرق أوسط جديد وانتقلنا لمرحلة إيلامها

كلمة مصورة لنائب أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم طرح خلالها مخرجا للوضع الراهن في لبنان يتمثل في وقف إطلاق النار وفق اتفاق غير مباشر مع إسرائيل يعود بعده مستوطنوها إلى الشمال

ABDULSALAM FAYEZ, Wassim Samih Seifeddine  | 15.10.2024 - محدث : 16.10.2024
قاسم: إسرائيل تعمل على شرق أوسط جديد وانتقلنا لمرحلة إيلامها

Istanbul

بيروت / الأناضول

حذّر نائب أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم من أن المنطقة أمام خطر "شرق أوسط جديد" تعمل على صياغته إسرائيل والولايات المتحدة، معلنا أن الحزب انتقل إلى "معادلة جديدة" في مواجهة العدوان الذي تشنه تل أبيب على بلاده وهي مرحلة "الإيلام".

جاء ذلك في كلمة مصورة لقاسم، الثلاثاء، طرح خلالها مخرجا للوضع الراهن في لبنان، يتمثل في وقف إطلاق النار وفق اتفاق غير مباشر مع إسرائيل يعود بعده مستوطنوها إلى الشمال.

وتعد هذه الكلمة المصورة الثالثة لقاسم منذ اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، والأولى التي لم يتحدث فيه عن خلافة نصر الله.

وتأتي فيما كثف "حزب الله" خلال الأيام الأخيرة إطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه العمق الإسرائيلي لتشمل مدينتي حيفا وتل أبيب شمال ووسط البلاد.

وقال قاسم في كلمته التي تابعها مراسل الأناضول: "نحن أمام خطر شرق أوسط جديد تسعى لصياغته إسرائيل والولايات المتحدة".

وحذر من أن إسرائيل تسعى في هذا الصدد إلى "احتلال توسعي لا يكتفي بالمنطقة العربية، بل يريد كل المحيط الإسلامي، والتحكم بالعالم من خلال موقعه في المنطقة".

واعتبر أنه لولا دعم أمريكا، التي وصفها بـ"الشيطان الأكبر"، لإسرائيل على كافة الأصعدة لما تجرأت الأخيرة نحو العمل على تحقيق هذه الأهداف التوسعية.

ونبه قاسم إلى أن "لبنان يقع ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي"، معتبرا أن مشروع إسرائيل هو "مشروع تدميري وإلغائي للمقاومة (في لبنان) ولشعب المقاومة".

كما حذر من أن إسرائيل "ستصل إلى أهدافها" إذا لم يتم التصدي لها.

** لسنا أمام مشروع إيراني

وانتقد قاسم في هذا الصدد من يتحدثون عن مشروع إيراني في المنطقة تنفذه عبر حلفائها مثل "حزب الله".

وقال: "لسنا أمام مشروع إيراني بل إننا أمام مشروع فلسطيني لتحرير فلسطين يدعمه الإيرانيون والأحرار في هذه المنطقة".

واعتبر أن "دعم فلسطين فخر لإيران التي تبذل كل الإمكانات لتعزيز وتقوية الفلسطينيين".** رؤية للحل

وبخصوص المخرج للوضع الراهن في لبنان، اعتبر قاسم أن "الحل يكون بوقف إطلاق النار وفق اتفاق غير مباشر يعود بعده المستوطنون إلى الشمال (في إسرائيل)".

وأكد أن الحل الذي يطرحه لا يأتي من "موقف ضعف".

وفي هذا الصدد لفت نائب أمين عام "حزب الله" إلى أن الحزب يواجه تصعيد إسرائيل ضد لبنان بتصعيد لهجماته.

وأوضح قائلا: "انتقلنا من مرحلة إسناد قطاع غزة إلى مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي".

ويومي 17 و18 سبتمبر الماضي، في قُتل وأُصيب الآلاف في لبنان جراء تفجيرات ضربت الآلاف من أجهزة الاتصالات التي يستخدمها حزب الله بصفة خاصة في الاتصالات، من نوعي "بيجر" و"أيكوم"، في هجوم اتهم "حزب الله" ولبنان إسرائيل بالمسؤولية عنه.

وأضاف قاسم: "منذ أسبوع وإلى الآن قررنا فرض معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدوّ".

وأكد في هذا الصدد على أن "حزب الله سيواصل إرسال صواريخه إلى حيفا وإلى ما بعدها".

وتابع متوعدا: "بما أن العدوّ استهدف كل لبنان فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو".

وأكد على قدرة حزب الله على "استهداف أي نقطة في الكيان (الإسرائيلي)، وسنختار النقاط المناسبة".

واستطرد: "مهمة المقاومة هي أن تلاحق الجيش (الإسرائيلي) وأن تقوم بعمليات ضده في أي مكان يتقدم إليه" بجنوب لبنان.

** مستعدون لمواصلة الالتحامات

وأشار في هذا الصدد أن مقاتلي حزب الله مستعدون لمواصلة الالتحامات مع القوات الإسرائيلية في الجنوب "أكثر فأكثر"، لافتا إلى أنه خلال أول أسبوع من هذه الالتحامات سقط "25 قتيلا و150 جريحا" بصفوف الإسرائيليين.

وقال: "بكل صراحة ما أنجزه الأخوة في الميدان خلال الأسبوعين كان أكبر وأفضل مما كانوا يتوقعون".

وأضاف: "نحن أمام وحش هائج لا يتحمل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه، وأبشركم نحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة".

وتابع متوعدا الجانب الإسرائيلي: "إذا استمر العدوان الإسرائيلي على لبنان ستزداد المستوطنات غير المأهولة في شمال إسرائيل (في إشارة إلى إخلائها جراء إطلاق الصواريخ)، وسيكون أكثر من مليوني مستوطن في دائرة الخطر".

** رسالة إلى الإسرائيليين

ومخاطبا الإسرائيليين، قال قاسم: "قادتكم يكذبون عليكم بشأن (أعداد) القتلى والجرحى (بصفوف جيشكم) وبشأن قدراتنا" في "حزب الله".

وجدد التأكيد في هذا الصدد على أن "حزب الله قوي رغم الضربات القاسية (التي تعرض لها) بعد هجمات البيجر وما حصل بعده" من اغتيال عدد من أبرز قادته على يد إسرائيل، وبينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وتابع: "الحزب قوي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسكه".

كما أكد على أن المقاومة في لبنان "لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض؛ ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العز، وجيشكم الآن مهزوم وسيهزم أكثر".

وشدد على أن "إسرائيل تراهن على الإجرام لبث الرعب في نفوس الآخرين، وتراهن أيضا على التبني الأمريكي المطلق، وعلى عامل الزمن لأخذ ما تريد".

واعتبر أن اغتيال قادة في "حزب الله" كان "ضربة قاسية، لكن إسرائيل لم تحقق هدفها بالقضاء على المقاومة".

** رد على الانتقادات

ومخاطبا الداخل اللبناني، قال قاسم إن إسرائيل" هي التي تعطل حياتنا جميعًا وإن التفافكم الوطني اليوم يزيد اللحمة، وسنكون معا إن شاء الله، ولا يراهن أحد أنه سيستثمر خارج الإطار".

وردا على أصوات داخل لبنان تقول إن "حزب الله" يسبب الضرر للبنان عبر دخوله في مواجهة مع إسرائيل، قال قاسم إن "من يسبب الضرر للبنان ليس من يدافع عن البشر بل الذي يقتلهم".

وأضاف: "نحن نقاتل كمقاومة، ونستهدف جيشهم (الجيش الإسرائيلي)، وهم يقتلون بوحشية وخسة، ويستهدفون الأطفال والنساء والشيوخ".

وتابع: "نحن نستهدف العسكريين الإسرائيليين، بينما تستهدف تل أبيب المدنيين والمسعفين".

واستطرد: "عندما نتحمل التضحيات، ونؤلم إسرائيل نكون قد حمينا الأجيال لعشرات ومئات السنين".

كما أكد على أن مساندة حزب الله للفلسطينيين "هي مساندة للحق لأن الفلسطينيين أصحاب حق".

وخاطب النازحين في لبنان، قائلا لهم: "يا أهلنا الذين نزحوا أبناؤكم في الميدان وأنتم في النزوح والله أنتم أشرف الناس ونحن وإياكم في مركب واحد".

وأضاف: "النصر مع الصبر، لكن أعدكم بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمرها، وستكون أجمل مما كانت عليه".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله" بدأت عقب شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة الجماعية لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر عدوان إسرائيل على لبنان إجمالا عن مقتل ألفين و350 شخصا، وإصابة 10 آلاف و906، غالبيتهم منذ 23 سبتمبر، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.

ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.