
Sicilya
صقلية/ باريش سجكين/ الأناضول
الناطقة باسم الأسطول في إيطاليا ماريا إيلينا داليا:- موعد تحرك القوارب من إيطاليا تغير، ليس بسبب عطل فني، بل لتأمين التقاء جميع القوارب المشاركة
- القوارب الإيطالية اجتمعت في موانئ مختلفة بجزيرة صقلية ويستمر المتطوعون في تجهيز المعدات وتنظيم التدريبات
- هدفنا فتح ممر إنساني وإيصال المساعدات رغم مخاطر المواجهة مع البحرية الإسرائيلية
- إذا وصلنا إلى غزة فسيكون ذلك سابقة تُفتح من خلالها ممرات إنسانية أخرى، وسنطالب بفتح معبر رفح بشكل دائم
تتواصل التحضيرات لانضمام قوارب إيطالية إلى "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق من إسبانيا في 31 أغسطس/ آب الماضي لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وفي حديث للأناضول، أوضحت الناطقة باسم الأسطول في إيطاليا، ماريا إيلينا داليا، أن موعد تحرك القوارب من إيطاليا تغير، ليس بسبب عطل فني، بل لتأمين التقاء جميع القوارب المشاركة، مشيرة إلى أن فترة الانتظار يجري استغلالها لاستكمال الاستعدادات وتدريب المشاركين.
وأضافت أن القوارب الإيطالية اجتمعت خلال الأسابيع الماضية في موانئ مختلفة بجزيرة صقلية، حيث يستمر المتطوعون في تجهيز المعدات وتنظيم التدريبات.
وأكدت أن هذا الوقت منحهم فرصة لمواصلة البرامج التدريبية التي جرى إعدادها للناشطين والصحفيين والسياسيين المشاركين في الرحلة.
- تدريبات على المقاومة السلمية
وأوضحت داليا أنهم كانوا قد أعلنوا سابقًا عن موعد 7 سبتمبر/ أيلول الجاري كموعد للإبحار، لكنهم فضّلوا الانتظار على اليابسة بدلًا من الإبحار والانتظار في عرض البحر لأيام، وذلك لتوفير التكاليف الباهظة للوقود.
وقالت: "هذا القرار أتاح لنا أيضًا مواصلة تدريب طواقمنا. التدريب يشمل مستويات مختلفة، من بينها الجانب القانوني لفهم ما قد يواجهه المشاركون في حال حصول تدخل من البحرية الإسرائيلية. نحن نؤكد دائمًا أننا نتحرك في إطار القانون الدولي، ونوضح حدود تحركنا بدقة كجزء من هذه التدريبات".
وأضافت أن جزءًا مهمًا من التدريب يركز على المقاومة السلمية وعدم الرد على الاستفزازات المحتملة، سواء كانت نفسية أو لفظية أو جسدية.
وأردفت: "ننطلق من مبدأ المقاومة السلبية الذي قدمه المهاتما غاندي، وهو أسلوب استخدمته حركات كثيرة عبر التاريخ. نحن نعلّم المشاركين أن يظلوا هادئين وغير عنيفين، لأن أي اعتداء سيقع سيكون موجهًا ضد أناس مسالمين يسعون فقط لإيصال المساعدات إلى غزة".
- غزة تُستنزف منذ عامين بالإبادة
وشددت داليا على أن الغاية الوحيدة للأسطول هي فتح ممر إنساني نحو غزة، وقالت: "لا ننسى أن غزة تُستنزف منذ نحو عامين بإبادة جماعية. هذا لم يعد مجرد توصيف، بل حقيقة أكّدتها جهات قانونية دولية رفيعة".
وأضافت أن التحرك يحمل أيضًا رسالة سياسية، إذ يضم ناشطين من أكثر من 45 دولة حول العالم، من رجال ونساء المجتمع المدني، الذين لم يعودوا يرغبون في الصمت.
وقالت: "حتى لو واصلت الحكومات والمؤسسات الدولية تجاهل ما يجري، وحتى لو استمرت علاقاتها التجارية مع إسرائيل وتصدير السلاح لها، فإن أصواتنا لن تُسكت. نحن نرفع صوتنا من أجل الفلسطينيين".
- حركة متنامية لن تتوقف
وبيّنت داليا أن التجارب السابقة، مثل مهمات "أسطول الحرية"، انتهت بمصادرة القوارب واعتقال المشاركين من قبل إسرائيل في المياه الدولية، ووصفت ما جرى آنذاك بأنه اختطاف وليس اعتقالًا.
وأضافت: "قد نواجه السيناريو نفسه، لكن هذه المرة الأمر مختلف. نحن نتحدث عن نحو 50 قاربًا ومئات المشاركين، بينهم حوالي 200 شخص من إيطاليا وحدها. لذلك لسنا واثقين من أننا سننجح في إيصال المساعدات الغذائية والدوائية، لكننا واثقون من شيء واحد أن هذه الحركة قد وُلدت من جديد. بدأنا للتو ولن نتوقف".
وتابعت: "إذا وصلنا إلى غزة فسيكون ذلك سابقة تُفتح من خلالها ممرات إنسانية أخرى، وسنطالب بفتح معبر رفح بشكل دائم".
وأشارت إلى أن منتصف هذا الشهر سيشهد اجتماعًا مهمًا في الأمم المتحدة حول الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدة أن الاجتماع يحمل وزنًا كبيرًا، وأن تحرك الأسطول يتزامن مع هذه التطورات ليكون جزءًا من الضغط الدولي.
في ختام حديثها، قالت داليا: "نحن أنفسنا مذهولون من حجم الدعم لهذه الحركة، وهو ما يمنحنا قوة إضافية للاستمرار".
والأحد، بدأت نحو 20 سفينة قادمة من إسبانيا ضمن "أسطول الصمود العالمي"، بالوصول إلى السواحل التونسية تمهيدا للتوجه نحو قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي عنه.
ومنذ الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، يستعد نحو 150 ناشطا، من بينهم عشرات الأتراك ومن جنسيات مختلفة إضافة إلى تونسيين، للانضمام إلى أسطول الصمود العالمي.
ونهاية أغسطس/ آب المنصرم، انطلقت السفن الـ22 ضمن أسطول الصمود العالمي من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين الماضي، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة ثالثة ستنطلق من تونس الأربعاء بعد أن كان مقررا الأحد لأسباب لوجستية وفنية، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة، بهدف محاولة كسر الحصار الإسرائيلي.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و455 قتيلا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.