القدس/ الأناضول

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، موافقة الحكومة بالإجماع على إغلاق إذاعة الجيش رغم انتقادات المعارضة.

وقال كاتس في بيان وصل الأناضول: "وافقت الحكومة بالإجماع على اقتراحي (المقدم الأربعاء) بإغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في مستهل جلسة الحكومة دعمه إغلاق إذاعة الجيش.

واعتبر "وجود محطة إذاعية في دولة إسرائيل موجهة لجميع مواطنيها تُشغّلها القوات المسلحة، وضعًا شاذا لا وجود له في الدول الديمقراطية".

كاتس أضاف: "عندما قررت الحكومة الإسرائيلية إنشاء محطة إذاعية عسكرية، كان هدفها أن تكون صوتا للجنود وعائلاتهم، لكنها تحوّلت إلى منبر يهاجم الجيش".

وزير الدفاع الإسرائيلي ادعى أن "إذاعة الجيش تبث محتوى مثيرا للفتنة لا يتماشى مع قيم الجيش الإسرائيلي".

وزعم أنه "على مدار العامين الماضيين، وخلال الحرب (الإبادة الإسرائيلية في غزة)، اشتكى جنود ومدنيون من أن المحطة لا تمثلهم، بل تضر بالمجهود الحربي والمعنويات".

ولفت كاتس إلى أن قرار الحكومة الإسرائيلية "الموافقة على إنشاء إذاعة الجيش بالعام 1950 كان أمرًا مؤقتًا لمدة عام فقط للتجربة".

كما طالب "الحكومة الموافقة على إغلاق إذاعة الجيش مطلع مارس/ آذار 2026".

** رأي المعارضة

وتعقيبا على ذلك، قال زعيم المعارضة يائير لابيد بتدوينة عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن قرار إغلاق الإذاعة "جزءٌ من مساعي الحكومة لإلغاء حرية التعبير في إسرائيل في عام الانتخابات (2026)".

ومنتقدا أعضاء حكومة نتنياهو، أضاف لابيد: "عاجزون عن السيطرة على الواقع، لذا يحاولون السيطرة على الوعي، فالحكومة عاجزة عن التعامل مع غلاء المعيشة، وإهمال الأمن، لذا تُغلق وسائل الإعلام".

في السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (يسارية) عن المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، قولها إن إغلاق إذاعة الجيش "جزء من خطوة أوسع للإضرار بالبث العام في إسرائيل، والحد من حرية التعبير".

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن مكتب كاتس أن الوزير "قرر إغلاق إذاعة الجيش، وسيتم تعليق بث المحطة بحلول 1 مارس 2026".

وأرجع كاتس، حينها، القرار بدعوى أنه يتم استخدام الإذاعة "للتعبير عن آراء تهاجم الجيش وجنوده وتزجه في الخطاب السياسي"، مدعيا أن استمرار عمل الإذاعة "يشرك الجيش الإسرائيلي رغما عنه في الخطاب السياسي، ويضر بمكانته".

لكن العديد من الصحفيين والسياسيين المعارضين أعلنوا، خلال الأسابيع الأخيرة، معارضتهم لقرار كاتس، الذي لم يتراجع عنه، وسط اتهامات لنتنياهو بمحاولة إسكات الإعلام.

وتعد إذاعة الجيش من أبرز الوسائل الإعلامية في إسرائيل، لكنها لا تعتبر ناطقا رسميا باسم الجيش، وغالبا ما تبث انتقادات للحكومة والمؤسسة العسكرية.

وبرزت الإذاعة بشكل لافت خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر 2023.

وهذه الإبادة أسفرت عن أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني، وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

ودخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر الماضي، اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين، فضلا عن تقييد إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.​​​​​​​