
Gazze
غزة / نور أبو عيشة / الأناضول
في قصف مباشر استهدف "مجمع ناصر الطبي" المستشفى الوحيد العامل جنوب قطاع غزة، أنهت إسرائيل حلم وحياة طالب الطب محمد محمود الحبيبي، الذي كان على بُعد أشهر قليلة من التخرج بعد 6 سنوات من الدراسة والتعب.
الحبيبي الذي أراد أن يداوي جراح الفلسطينيين الذين أنهكتهم الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ نحو 23 شهرا، قُتل في جريمة إسرائيلية داخل المستشفى الذي يكتظ بالطواقم الطبية والجرحى والمرضى والمواطنين.
هذه الجريمة المركبة استهدفت فيها إسرائيل بشكل مباشر طاقما صحفيا تواجد في الطابق الرابع من مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس.
هذا الاستهداف تم عبر مسيرات الجيش الإسرائيلي التي تعتمد على تكنولوجيا عالية الدقة وتعرف عبر تقنيتها الأشخاص المتواجدين في المكان وطبيعة عملهم.
وبعدما هرعت طواقم طبية ومسعفون وصحفيون للقيام بمهامهم الإنسانية، أعاد الجيش الإسرائيلي متعمدا بقصف المكان ذاته ما أوقع وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة بغزة "20 شهيدا"، بينهم 5 صحفيين وسائق مركبة إطفاء وطالب الطب الحبيبي.
وأكدت وزارة الصحة في بيان، أن القصف أسفر عن إصابة آخرين وأحدث حالة من الهلع والفوضى، كما عطّل العمل في قسم العمليات وحرم المرضى والجرحى من حقهم في العلاج.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة، يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف القطاعات الحيوية والعاملين في المجال الإنساني، من مستشفيات وطواقم طبية وصحفية ورجال دفاع مدني، رغم المطالبات الحقوقية الدولية والأوروبية المتكررة بتحييدهم.
** ضحية الإبادة
مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش، قال في تدوينة على منصة "تلغرام"، إن محمد الحبيبي "استشهد في مجزرة ناصر الطبي"، وهو طالب طب في سنته السادسة.
وتابع: "خطف الاحتلال روحا كانت على وشك أن تُزهر طبيبا يخدم شعبه".
وأفاد بأن الحبيبي كان يستعد للتخرج بعد سنوات طويلة من التعب والسهر والدراسة، إلا أن حلمه بارتداء المعطف الأبيض أنهته إسرائيل في قصفها لمجمع ناصر الطبي.
وذكر البرش أن الحبيبي كان يحلم بأن يصبح طبيبا معالجا، إلا أن إسرائيل "قتلته داخل المستشفى، المكان الذي كرس حياته لأجله".
وأكد أن "محمد ليس رقما في قائمة الشهداء بل قصة تختصر مأساة شاب صاعد حلم بالطب والإنقاذ".
وأشار إلى أن مقتل الحبيبي يجسد المشهد الصادق لـ"الإبادة الصحية" التي ترتكبها إسرائيل بغزة باستهداف الأطباء قبل المرضى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قتلت إسرائيل ألف و581 من الطواقم الطبية بغزة، بينهم 157 طبيبا و366 ممرضا و103 صيادلة و254 مساعدا طبيا، و611 من الإداريين والخدمات الصحية، وفق تصريح أدلى به مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة للأناضول.
ووفق إحصائيات المكتب الحكومي، فإن المستشفيات الـ38 المتواجدة في قطاع غزة تعرضت إما للقصف أو التدمير أو الإخراج عن الخدمة على مدار أشهر الإبادة الـ22.
كما تعرض نحو 82 مركزا طبيا و164 مؤسسة صحية في القطاع للقصف أو التدمير أو الإخراج عن الخدمة.
وجراء هذا الاستهداف المتعمد للبنى التحتية التابعة للقطاع الصحي، فإن نسبة إشغال المستشفيات القليلة العاملة وصلت إلى 300 بالمئة، وفق ما أكدته وزارة الصحة بغزة في بيان سابق.
وبعد أن أخرجت إسرائيل مستشفيات جنوب قطاع غزة عن العمل بالاستهداف والإخلاء والتضييق، بقي مجمع ناصر الطبي يعمل وحيدا هناك ليخدم المصابين والمرضى في تلك المناطق رغم نقص الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية، وفق ما تؤكده وزارة الصحة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و744 قتيلا، و158 ألفا و259 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا حتى الاثنين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.