جنان.. رضيعة فلسطينية تقضي جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة (تقرير)
- جنان (4 شهور) ولدت خلال حرب الإبادة ووسط دخان القصف وهدير الانفجارات وعاشت حياة قصيرة ملؤها الجوع وانعدام مقومات الحياة - المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023

Gazze
غزة / محمد ماجد / الأناضول
تجلس الشابة الفلسطينية آية السكافي في أحد أماكن النزوح التي لجأت إليها بقطاع غزة، تمسك بهاتفها المحمول وتنظر بعيون دامعة إلى صورة رضيعتها "جنان"، التي توفيت بين ذراعيها السبت، بسبب سوء التغذية ونقص الدواء، جراء تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية.
إذ يواصل الجيش الإسرائيلي حصاره المشدد على قطاع غزة وإغلاقه المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
ولدت جنان (4 شهور) خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي بالقطاع، ووسط دخان القصف وهدير الانفجارات، وعاشت شهورا قصيرة ملؤها الجوع وانعدام أبسط مقومات الحياة.
** جوع وحصار وموت
لم يمهلها الجوع ولا الحصار طويلا، فكانت جنان واحدة من عشرات الأطفال الذين سقطوا ضحايا لسياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذرا من تزايد العدد جراء إغلاق تل أبيب للمعابر ومنعها دخول المساعدات الإغاثية منذ شهرين.
ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.
** خوف بعد الفقد
وتخشى الأم السكافي (21 عاما) على حياة طفلها (نحو 4 سنوات) الوحيد لها الآن، من أن يلقى مصير رضيعتها جنان التي توفيت بمستشفى "الرنتيسي للأطفال" بمدينة غزة، وسط استمرار نقص الغذاء والدواء، ومواصلة إسرائيل الإبادة بحق المدنيين المحاصرين.
وأوضحت الأم للأناضول، أنها أنجبت طفلتها بشكل طبيعي لكنها بدأت تضعف شيئا فشيئا، حيث لم يكن هناك حليب، ولا دواء، ولا غذاء.
وقالت إن طفلتها "توفيت بسبب سوء التغذية، وعدم تمكننا من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر".
وأضافت أن طفلتها كانت بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج، مشيرة إلى أنها وجهت نداءات متكررة للعالم من أجل إنقاذها، لكن دون جدوى.
ووصفت فترة مكوثها في المستشفى بأنها "مؤلمة"، إذ كانت تبحث يوميا عن عبوة حليب واحدة لطفلتها في قطاع غزة، دون أن تجدها.
** أزمة غذاء خانقة
بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، إن 91 بالمئة من سكان القطاع يعانون "أزمة غذائية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر.
وأضاف في تصريح سابق للأناضول، إن "غزة تعيش مأساة إنسانية مروعة، تجمع بين الجوع والفقر والمرض، نتيجة الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي الخانق من خلال إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات".
وأوضح أن "65 بالمئة من سكان غزة لا يحصلون على مياه نظيفة صالحة للشرب، وحوالي 92 بالمئة من الأطفال والمرضعات يعانون من نقص غذائي حاد، ما يشكل تهديدا مباشرا لحياتهم ونموهم".
وأكد البرش أن "قطاع غزة يشهد انهيارا جماعيا في جميع القطاعات، بفعل ما تمارسه إسرائيل من استخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".
والخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن القطاع دخل "مرحلة متقدمة من المجاعة" جراء الحصار الإسرائيلي.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من الشهر نفسه.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.