تجويع وتعذيب.. شهادات صادمة لعاملين طبيين اعتقلتهم إسرائيل بغزة
- الشهادات نقلتها "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل" خلال الإبادة الإسرائيلية بغزة

Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
- الشهادات نقلتها "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل" خلال الإبادة الإسرائيلية بغزة- أكثر من 250 عاملا فلسطينيا في مجال الرعاية الصحية تم اعتقالهم منذ أكتوبر 2023
- الاعتقالات تمت في مستشفيات ومرافق طبية
- الدكتور خالد السر: قيدوا أيدينا برباطات بلاستيكية لـ5 أيام واستجوبونا داخل منازل مهجورة وعذبوا وضربوا زملائي
كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية، الأربعاء، عن تعرض العاملين في قطاع الرعاية الصحية الفلسطينيين من غزة لانتهاكات في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، تشمل الاحتجاز الجماعي، التعذيب، والتجويع، بعد اعتقالهم خلال الإبادة في القطاع.
جاء ذلك في تقرير صادر عن منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل"، الأربعاء، حصلت الأناضول على نسخة منه.
واستندت المنظمة في تقريرها إلى 24 شهادة مباشرة من الطواقم الطبية المعتقلة، والتي أفادت بتعرض المعتقلين لاختفاء قسري، وعنف جسدي، وإهمال طبي، إضافة إلى استجوابات دون توفير حقوق قانونية مناسبة.
**اعتقالات جماعية دون محاكمة
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 250 عاملا فلسطينيا في مجال الرعاية الصحية تم اعتقالهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم يشمل أطباء وممرضات ومساعدين طبيين، وما زال أكثر من 180 منهم تحت الاحتجاز دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة أو الوضوح بشأن إطلاق سراحهم.
وأوضح أن الاعتقالات تمت في مستشفيات ومرافق طبية، حيث تم استخدام القوة لإبعاد العاملين الصحيين وتجريدهم من ملابسهم، مع تعرضهم لمعاملة وحشية من قبل السلطات الإسرائيلية.
**الاستجواب تحت الإكراه
وكشف التقرير أن 20 من أصل 24 ممن قدموا شهاداتهم أكدوا أنهم اعتقلوا من داخل المستشفيات.
وخلال التحقيقات، تم استجوابهم حول أنفاق حركة "حماس" والرهائن، وطلب من بعضهم رسم خرائط لمرافق المستشفى، في حين لم تُوجه إليهم أسئلة شخصية تتعلق بتهم محددة، بل كان الهدف جمع معلومات استخباراتية.
وتحدث التقرير عن إجبار المعتقلين على التعاون ميدانيا، حيث استخدم أحد الأطباء كدليل لإرشاد الجنود إلى مواقع داخل المستشفى، بينما طلب من آخرين القيام بمهام؛ مثل إخلاء مدارس أو نقل رسائل.
وأفاد 10 من المعتقلين بأنهم أجبروا على التوقيع على ورق (مستندات) باللغة العبرية، رغم عدم إلمامهم بها، كما لم يسمح لـ23 من أصل 24 بلقاء محامٍ قبل أو أثناء التحقيق.
**إساءة معاملة وتجويع ممنهج
ووفق شهادات الأطباء، فإن سوء المعاملة بدأ منذ لحظة الاعتقال.
حيث وصف الدكتور خالد السر، وهو جراح من مستشفى النصر بمدينة غزة، كيف جردته القوات الإسرائيلية هو وزملاؤه من ملابسهم في الأماكن العامة قبل اعتقالهم.
وقال السر، في شهادته: "لقد قيدوا أيدينا برباطات بلاستيكية لـ5 أيام، واستجوبونا داخل منازل مهجورة، وعذبوا وضربوا زملائي".
فيما أكد طبيب الأسنان (ك.ج) أنه تعرض لتهديد بقطع أصابعه أثناء التعذيب، وتعرض للاعتداء الجسدي أثناء نقله من مكان لآخر.
كما أورد التقرير شهادة جراح كبير، أشار فيها إلى إطلاق كلاب الجيش على المعتقلين، وإجبارهم على التصرف كالكلاب وسط ضحكات الجنود، وقال "جعلونا ننبح مثل الكلاب".
وأكد التقرير: "شهد العديد من المعتقلين على الاعتداء الجنسي والتعذيب النفسي، بما في ذلك التهديدات ضد أسرهم، وتجريدهم من ملابسهم وتركهم في أوضاع مجهدة لساعات".
وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي أجبرهم على ممارسة "ألعاب مهينة تحت تهديد الضرب".
وعلاوة على ذلك، كشف التقرير عن سياسة تجويع ممنهجة للمعتقلين، حيث أفاد العديد منهم بأنهم كانوا يتلقون "بضع شرائح من الخبز يوميا"، ما أدى إلى حالات سوء تغذية حادة.
كما حرم المرضى المصابون بأمراض مزمنة، مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم، من الأدوية الأساسية.
وقال أحد الأطباء المعتقلين: "اضطررت للصيام لـ22 يوما لتقنين طعامي"، فيما ذكر آخر أنه أصيب بفتق بسبب سوء التغذية.
**احتجاز بلا تهم ودون محاكمات
وأوضح التقرير أن معظم العاملين الصحيين المعتقلين لم توجه إليهم أي اتهامات، ولم تقدم ضدهم أدلة.
وقال الدكتور خالد السر، إنه احتجز لـ7 أشهر دون أي اتهام قبل إطلاق سراحه في أكتوبر 2024.
أما طبيب القلب (أ.س) فأكد أنه خضع لجلستي استماع دون أن يتم توجيه أي لائحة اتهام ضده، حيث أُبلغ بأنه سيظل قيد الاحتجاز "حتى إشعار آخر".
**إدانات حقوقية ومطالبات بالإفراج الفوري
وأدانت المنظمة هذه الممارسات، ووصفتها بأنها "انتهاكات منهجية للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحمي العاملين الطبيين أثناء الحرب".
من جهته، وصف ناجي عباس، مدير قسم حقوق السجناء في المنظمة، ما يحدث بأنه "فضيحة أخلاقية وقانونية".
وأضاف عباس: "لا ينبغي أبدًا استهداف أو احتجاز أو تعذيب المهنيين الطبيين لمجرد أنهم يقدمون رعاية منقذة للحياة".
ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع العاملين الطبيين المعتقلين.
وطالب عباس، المجتمع الدولي بالتحرك لمساءلة إسرائيل عن هذه الانتهاكات.
ولم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي على التقرير.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير/كانون الثاني 2025، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.