
Gazze
غزة / نور أبو عيشة، مصطفى حبوش / الأناضول
ـ الجيش الإسرائيلي انسحب من المنطقة الجنوبية الشرقية لبيت لاهيا ويطلق عليها اسم "المشروع"ـ تواصل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت عن القطاع لليوم الثالث على التوالي
ـ كارثة إنسانية في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي منه
ـ "الأورومتوسطي" طالب بـ"فتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن دفن الجيش الإسرائيلي مصابين ومواطنين وهم أحياء في ساحة المستشفى"
ـ تواصل القصف الإسرائيلي في كافة مناطق القطاع، واستمرار الاشتباكات في محاور التوغل دون أي تقدم
ـ مقاتلو الفصائل الفلسطينية يستهدفون آليات عسكرية إسرائيلية وتجمعات للجنود
ـ تحذيرات أممية من تفاقم مستويات الجوع في القطاع
انسحب الجيش الإسرائيلي، السبت، من مشروع "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة، فيما يتواصل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت لليوم الثالث على التوالي عن السكان.
وبالتزامن، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وفق مصادر طبية.
وقال شهود عيان ومصادر محلية للأناضول، إن الجيش ارتكب "مجزرة" في حق عشرات الشبان النازحين داخل مدرستي "الفارابي" و"المعتصم" غرب مدينة غزة.
كما تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل المختلفة من القطاع، دون إحراز أي تقدم جديد يذكر داخل القطاع.
ولليوم الثالث على التوالي، يتواصل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت عن القطاع في مدة هي الأطول منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقارنة بفترات الانقطاع الماضية.
** مشروع بيت لاهيا
كشف الانسحاب الإسرائيلي من مشروع "بيت لاهيا" عن دمار كبير في المباني والمنازل والبنى التحتية والمؤسسات والمدارس والمراكز الصحية.
ويقع المشروع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة بيت لاهيا.
وقال شهود عيان، للأناضول، إن الجيش انسحب السبت من مشروع بيت لاهيا، مخلفا دمارا واسعا في المكان.
ووصف أحد الشهود، ما حل بالمشروع بأنه "تسونامي ضرب المنطقة"؛ نظرا لحجم الدمار الكبير.
ووثقت عدسة الأناضول، التي تواجدت في المشروع، مسح مناطق سكنية كاملة من خلال تدمير مبانيها بشكل كامل وتجريف أراضيها.
** المناطق الشمالية
شهدت مدن المناطق الشمالية من قطاع غزة قصفا إسرائيليا مكثفا من المقاتلات الحربية والآليات المدفعية، فيما انسحب الجيش من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان للأناضول، أن "قصفا مدفعيا وجويا استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة".
وقالت المصادر ذاتها، إن الجيش الإسرائيلي شن خلال الليلة الماضية أحزمة نارية عنيفة في المناطق الشرقية من مدينة غزة.
وشهدت بلدة جباليا قصفا إسرائيليا عنيفا استهدف عددا من المنازل في شارع غزة القديم، ما أوقع قتلى وجرحى لم يتم إحصاء عددهم بعد، وفق مصادر محلية.
كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منازل أخرى في حي التوام شمال غرب القطاع.
من جانب آخر، انسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، السبت، بعد حصار واستهداف استمر عدة أيام.
وكشف هذا الانسحاب عن كارثة إنسانية حلت بأحد أهم مستشفيات مناطق شمال القطاع.
وأفاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الذي زار المستشفى بعد أن انسحبت منه القوات الإسرائيلية، بأن "ما فعله الاحتلال داخل مستشفى كمال عدوان جريمة مروعة بحق الأهالي والطواقم الطبية".
وأضاف الشريف، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "عشرات النازحين والمرضى والجرحى تمَّ دفنهم تحت التراب وهم أحياء".
وذكر أن "جرافات الاحتلال داست خيم النازحين في ساحة المستشفى بكل وحشية".
وتابع الشريف، "رأيت القطط تنهش جثامين الشهداء في ساحة المستشفى".
في السياق، ذكر شهود عيان لمراسل الأناضول، أن الآليات العسكرية الإسرائيلية دمرت أجزاء واسعة من مستشفى كمال عدوان قبل أن تنسحب منه.
كما استهدفت الدبابات بقذائفها مباني المستشفى بشكل مباشر، وفق الشهود.
بدوره، طالب المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان في بيان، بـ"فتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين ومواطنين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان".
وقال المرصد، في بيان، إنه تلقى معلومات من مصادر طبية وإعلامية تؤكد أن "الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها منه صباح السبت".
من جانب آخر، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش في شمالي القطاع، وشرق وغرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية للأناضول، أن اشتباكات اندلعت في منطقة الشيخ رضوان غرب المدينة، وفي المناطق الشمالية من القطاع.
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إنها استهدفت "دبابة وجرافة بقذائف تاندوم في تل الزعتر شمالي قطاع غزة".
** المناطق الجنوبية
في مدينة خان يونس، تواصلت الاشتباكات في المحاور الشرقية والشمالية ووسط المدينة تخللها استهداف مقاتلي الفصائل الفلسطينية لآليات عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين، وفق ما أوردته في بيانات منفصلة.
كما شنت المقاتلات الإسرائيلية الحربية سلسلة غارات على عدد من المنازل في المدينة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، بحسب مصادر طبية.
وأفاد شهود عيان للأناضول، أن غارة إسرائيلية استهدفت في الساعة الأخيرة منزلا في المدينة، ما أوقع نحو 5 قتلى على الأقل وعددا من الإصابات.
من جانبها، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان، استهداف 3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بقذائف الياسين 105 شرق خان يونس.
وقالت إنها دمرت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا، بعبوة العمل الفدائي شمال شرق خان يونس، وقصفت تجمعا للآليات المتوغلة شرق المدينة بقذائف الهاون"، بحسب بيان آخر.
كما تمكنت عناصر "القسام" من استهداف قوة إسرائيلية راجلة متمركزة في أحد المنازل "بقذيفة مضادة للأفراد، وإيقاعها بين قتيل وجريح، شرق خان يونس"، وفق المصدر ذاته.
وذكرت "القسام"، أن عناصرها تمكنوا من تفجير عبوتين رعديتين مضادتين للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 7 جنود، وإيقاعهم بين قتيل وجريح، شرق خان يونس.
وأضافت أنه فور وصول قوة النجدة لإنقاذهم فإن مقاتليها "فجّروا فيهم عبوة ثالثة مضادة للأفراد، وأوقعوهم قتلى وجرحى".
كما استهدفت "القسام"، بحسب بيان آخر، ناقلة جند إسرائيلية شمال خان يونس بقذيفة الياسين 105، وفق بيان لها.
وفي مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، تواصل المقاتلات الحربية استهداف مناطق ومنازل لمدنيين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، دون وجود تعقيب فوري من وزارة الصحة بشأن أعدادهم.
** الوسطى
تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش في المناطق الشرقية من المنطقة الوسطى لقطاع غزة، وسط استمرار القصف الجوي.
واستهدفت المقاتلات الحربية عددا من المنازل في المنطقة الوسطى، خاصة مخيم النصيرات، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وفق مصادر طبية.
بدورها، قالت كتائب "القسام"، في بيان، إنها استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة دير البلح (وسط) بقذيفتي الياسين 105 ما أدى إلى احتراقها بالكامل.
أما سرايا القدس، فقد قالت إن عناصرها قصفت "تجمعات عسكرية للعدو في منطقة جحر الديك (وسط) بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
** تحذيرات من مجاعة
يواجه سكان قطاع غزة في جميع أماكن تواجدهم صعوبات في توفير الطعام والمياه العذبة للشرب، أو للتنظيف.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن مواطنين، إنهم يقضون "أياما في البحث عن الدقيق لصناعة الخبز، إلا أنهم يفشلون في ذلك رغم ارتفاع أسعاره بشكل جنوني".
من جانبه، حذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من تفاقم مستويات جوع "مثيرة للقلق" لم يشهدها قطاع غزة من قبل.
وقال لازاريني، في كلمة نقلتها أونروا عبر منصة "إكس"، "أينما تذهب في غزة، ترى أن السكان يعانون من اليأس والجوع والذعر".
وأضاف: "نحذر من تفاقم الأزمة حيث يعاني السكان وسط ظروف معيشية مزرية، ومستويات جوع مثيرة للقلق لم تشهدها غزة من قبل".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.