غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

منذ ساعات الفجر الأولى، خرجت الفلسطينية أمل اللوح، مُحمّلة بشوق كبير، لزيارة نجلها الأسير في السجون الإسرائيلية "حسين"، بعد انقطاع دام لأكثر من عامين.

و"اللوح"، واحدة من 35 فلسطينيا في قطاع غزة، سمحت لهم السلطات الإسرائيلية، بزيارة ذويهم داخل السجون، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

هذه الزيارة، تأتي بعد عامين كاملين من وقف إسرائيل، لبرنامج زيارات أهالي الأسرى، في ظل الإجراءات التي قالت آنذاك، إنها اتخذتها لمكافحة جائحة كورونا.

وكلما اقترب موعد الزيارة، تتسارع نبضات قلب والدة الأسير "حسين"، التي لم تنم عيناها طيلة الليل، ترقبا لرؤية نجلها، الذي يقبع في سجن "نفحة" الصحراوي.

وتقول اللوح، التي توجّهت من منزلها الواقع في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، إلى مقر الصليب الأحمر، قبل الفجر، إنها "تتوق لرؤية نجلها حسين، المحكوم بالسجن مدى الحياة".

وتضيف، لوكالة الأناضول: "حُرمت من زيارته منذ عامين ونصف تقريبا، وها أنا اليوم سأكحّل عيني برؤيته".

وتضرعت لله، قائلة: "ربنا يصبرنا على فراقه، ويخرج من داخل السجون بالسلامة، ويكون يوم الفرح، هو يوم فرحتي بحريته".

وفي السياق، عبّرت سميرة الحاج أحمد، والدة الأسير "رائد"، المحكوم بالسجن لمدة 20 عاما، عن فرحتها الكبيرة، بإتاحة الفرصة لها لرؤية نجلها داخل السجون الإسرائيلية.

وقالت، لوكالة الأناضول، إنها لم ترَ "رائد"، الذي أمضى نحو 17 عاما داخل السجون، منذ أكثر من 7 سنوات.

وأضافت: "طيلة تلك السنوات، منعتني إسرائيل من زيارة ابني، شعوري اليوم لا يوصف بمناسبة رؤيته".

وبانتظار هذه اللحظة، التي ستتمكن فيها الفلسطينية الحاج أحمد، من رؤية نجلها، من وراء زجاج شفاف، لم تتمكن من النوم طيلة الليل، على حدّ قولها.

وتنتظر بشوق كبير، رؤية "ضحكة" نجلها فرحا برؤيتها، بعد سنوات من الغياب.

بدوره، قال يوسف اليازجي، مدير دائرة الإعلام في الصليب الأحمر، إن اللجنة "تُسهّل زيارة حوالي 35 من أفراد عائلات فلسطينية، لـ21 معتقلا من غزة (داخل السجون الإسرائيلية)، بصفتنا وسيطا محايدا".

وأضاف اليازجي، لوكالة الأناضول، إن استئناف برنامج زيارات أهالي الأسرى جاء بعد "عامين من الانقطاع، بسبب القيود التي فرضت آنذاك جراء جائحة كورونا".

وأوضح أن اللجنة الدولية تنظر بـ"أهمية كبيرة لتفعيل البرنامج، على اعتبار أن اتصال الأهالي مع أنبائهم المحتجزين، هو شريان حياة أساسي لهم".

ورحّب اليازجي بالجهود التي بذلتها الجهات المختصّة "لم يسمّها"، لإعادة تفعيل هذا البرنامج.

وقال إن السلطات الإسرائيلية، سوف تسمح بتنظيم زيارات أهالي الأسرى في كل يوم ثلاثاء، من كل أسبوع.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قرابة 4400، بينهم 400 معتقل من قطاع غزة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.​​​​​​​