الرباط / الأناضول

يتأهب المغرب لافتتاح مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 لكرة القدم، مساء الأحد، وسط رهانات تنظيمية وكروية، حيث سيعيش المشجعون مع 52 مباراة موزعة على 6 مدن مستضيفة في المملكة.

وتنظم البطولة المهمة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول 2025، و18 يناير/ كانون الثاني 2026، وتمثل فرصة لرفع المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية عبر الترويج لصورة البلاد في الخارج، وسط توقعات بأرباح تصل لنحو 112.84 مليون دولار لصالح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، وتحقيق أرقام قياسية.

ويتصاعد الحماس مع افتتاح البلد المستضيف النسخة الـ35 من المنافسة الساعة 17:30 (ت.غ)، بعد آخر دورة عقدت منذ 37 عاما بالمملكة.

وستكون ضربة البداية مع مباراة المغرب وجزر القمر في افتتاح البطولة ومنافسات المجموعة الأولى على ملعب "الأمير مولاي عبد الله" بالرباط، والذي يتسع لـ68 ألف متفرج، وسيشهد أيضا المباراة النهائية.

وتحظى هذه النسخة باهتمام عربي واسع في ظل تواجد ستة منتخبات عربية مشاركة في البطولة، هي المغرب الدولة المضيفة، ومصر وتونس والجزائر، فضلا عن السودان وجزر القمر.

**"أفضل نسخة"

والثلاثاء، قال الكاتب العام بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم فيرون موسينغو أومبا، إن كأس إفريقيا بالمغرب سيكون "أفضل نسخة على الإطلاق"، مضيفا أنه "تم بيع أكثر من مليون تذكرة حتى 16 ديسمبر الحالي".

وأشار أومبا خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط، إلى أن كأس إفريقيا 2025 "سيحطم كل الأرقام القياسية، من خلال جودة البنيات التحتية ذات المستوى العالمي التي أنشأتها المملكة، لضمان نجاح البطولة الأهم في القارة".

وأضاف أنه "لم يسبق لأي نسخة إفريقية أن شهدت هذا القدر الكبير من الإقبال"، مؤكدا أن "جودة بطولة كأس أمم إفريقيا تتجسد في بيع أكثر من مليون تذكرة".

وتابع: "سجلنا 18 بلدا أوروبيا إضافيا ستبث مباريات هذه الدورة، ما يرفع المجموع إلى 30 بلدا من القارة العجوز، بالإضافة إلى البلدان الإفريقية الـ54".

وعن تراخيص البث، قال أومبا إن "3800 وسيلة إعلام حصلت على الاعتماد لتغطية هذه البطولة".

وتخوض المنتخبات المتنافسة على اللقب مبارياتها على 9 ملاعب موزعة على ست مدن، في حدث رياضي يعد الأبرز على مستوى القارة الإفريقية هذا العام.

وتلك المدن هي الرباط والدار البيضاء غربي البلاد، وأكادير في الوسط، ومراكش وفاس وطنجة شمالا، ضمن منشآت رياضية طورتها المملكة عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية، استعدادا للبطولة القارية ولتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

**رهانات كروية

وتتميز البطولة المرتقبة بأنها تحمل الكثير من الرهانات الكروية، في ظل المنافسة الكبيرة بين المنتخبات.

ويدخل المنتخب المغربي البطولة وهو يتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، محتلا المركز 11 عالميا، ما يضعه في خانة أبرز المرشحين لنيل اللقب، مدعوما بعاملي الأرض والجمهور.

كما تبرز منتخبات أخرى في دائرة المنافسة، أبرزها السنغال (19 عالميا)، ومصر (34) الأكثر تتويجا باللقب برصيد 7 ألقاب، والجزائر (35 عالميا)، ونيجيريا (38 عالميا)، وتونس (40 عالميا)، إلى جانب حامل اللقب كوت ديفوار (42).

ومن المنتظر أن تشهد البطولة منافسة كبيرة، خاصة في ظل تواجد منتخبات قوية في نفس المجموعة، مثل مصر التي جاءت في المجموعة الثانية مع جنوب إفريقيا وأنغولا وزيمبابوي، والمجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا وتونس وأوغندا وتنزانيا، فيما

كما جمعت المجموعة السادسة كوت ديفوار والكاميرون والغابون وموزمبي.

**مركز تنسيق أمني

في السياق، توقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن تتجاوز نسخة هذا العام بالمغرب النجاح التاريخي لنسخة 2023 التي أجريت في كوت ديفوار، وسجلت أكثر من 1.5 مليار مشاهد تلفزيوني حول العالم، و2.4 مليار مشاهدة رقمية، واضعة معايير جديدة لانتشار كرة القدم الإفريقية عالميا.

والخميس، أعلنت السلطات المغربية تدشين مركزا للتنسيق الأمني بمشاركة دولية واسعة، ليكون غرفة العمليات المركزية المسؤولة عن تأمين بطولة كأس أمم إفريقيا.

وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان، أن المركز يضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية المغربية، وضباط اتصال يمثلون الأجهزة الأمنية للدول الـ23 المتأهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، إلى جانب فرق متنقلة من المراقبين.

وبحسب البيان، فإن المهام الأساسية للمركز تتمثل في "تسهيل التبادل المعلوماتي، وتقييم المخاطر، وتنسيق الإجراءات الوقائية والتدخلات الميدانية".