Quds
زين خليل/ الأناضول
رئيس الوزراء الإسرائيلي في بداية اجتماع الحكومة، بحسب بيان لمكتبه:- ألحق حادث (منشأة) سدي تيمان (تابعة للجيش) ضررا بالغا بصورة إسرائيل وجيشها وجنودنا
- لعل هذا الهجوم الدعائي هو الأخطر الذي تعرضت له إسرائيل منذ تأسيسها
- المحور الإيراني تلقى ضربة موجعة، حطمناه في أماكن عديدة، وهو يحاول التعافي، وهدفنا هو حرمانه من القدرة على التعافي
- "نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح هذا هو المبدأ الذي نتمسك به والمتفق عليه بيني وبين الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن حادثة تعذيب أسير فلسطيني بوحشية في منشأة عسكرية هو الأخطر على صورة إسرائيل وجيشها.
وأظهر فيديو مسرب في أغسطس/آب 2024 جنودا في سجن سدي تيمان وهم يحيطون أسيرا فلسطينيا مستلقيا على وجهه بدروع مكافحة الشغب أثناء اعتدائهم عليه.
ولاحقا، نُقل الأسير الفلسطيني (لم يُكشف عن هويته) لتلقي العلاج من إصابات بالغة.
وفي بداية اجتماع الحكومة الأحد، قال نتنياهو: "ألحق حادث (منشأة) سدي تيمان (تابعة للجيش) ضررا بالغا بصورة إسرائيل وجيشها وجنودنا"، بحسب بيان لمكتبه.
وأضاف: "لعل هذا الهجوم الدعائي هو الأخطر الذي تعرضت له إسرائيل منذ تأسيسها" عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة.
وتابع: "هذا يتطلب تحقيقا مستقلا غير تابع لأي جهة، وأتوقع أن يُجرى هذا التحقيق".
وعادة لا يُعاقب جنود إسرائيليون على اعتداءات بحق الفلسطينيين، وإن صدرت إجراءات فتكون متساهلة للغاية، وفقا لمنظمات حقوقية محلية ودولية.
والسبت، أقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس المدعية العسكرية يفعات تومر يروشالمي وجردها من رتبها، بسبب تسريب فيديو اعتداء الجنود على الأسير الفلسطيني.
وأثار المقطع المسرب ردود فعل حقوقية غاضبة في أنحاء العالم، ودعوات لإغلاق سدي تيمان، حيث تعتقل إسرائيل فلسطينيين من قطاع غزة، وسط تقارير عن انتهاكات خطيرة وواسعة بحقهم.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد خمسة جنود لاعتدائهم الخطير على الأسير الفلسطيني.
وبحسب لائحة الاتهام، ضرب الجنود الأسير بشدة، بعد جلبه إلى منشأة الاحتجاز في 5 يوليو/تموز 2024، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، بينها كسر في الأضلاع وتمزق داخلي في المستقيم.
ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، حظرت المحكمة نشر أسماء المتهمين، وهم حاليًا غير محتجزين ولا يخضعون لأي شروط تقييدية من قبيل الإقامة الجبرية.
** 4 جبهات
نتنياهو تطرق في حديثه إلى إيران بقوله: "المحور الإيراني تلقى ضربة موجعة. حطمناه في أماكن عديدة، وهو يحاول التعافي، وهدفنا هو حرمانه من القدرة على التعافي".
ولمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية بقطاع غزة، كما شنت حربين على إيران ولبنان، وتنفذ غارات جوية دموية على اليمن وسوريا.
وأضاف نتنياهو: "نعمل في أربع جبهات، أولها إعادة مختطفينا"، في إشارة إلى جثامين الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وادعى وجود "محاولات بائسة (من حماس) لخداعنا وخداع الولايات المتحدة والعالم. لن ينجحوا وسنعيد مختطفينا تدريجيا".
وحتى الآن، أطلقت "حماس" الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، وسلمت جثث 19 أسيرا من أصل 28، معظمهم إسرائيليون، لكن تل أبيب ادعت أن إحدى الجثث ليست لأي من أسراها.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين مرحلة ثانية من اتفاقها لوقف إطلاق النار مع "حماس" بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد الحركة أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة.
في المقابل يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض دمار حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وتابع نتنياهو: "لا تزال هناك جيوب لحماس في الأراضي الخاضعة لسيطرتنا في غزة، فهناك اثنان في رفح وخان يونس (جنوب)، وسيتم القضاء عليهما".
وأردف: "توجيهي واضح: إذا كانت هناك محاولة للإضرار بقواتنا (في غزة)، نضرب أولئك الذين يهاجمون".
نتنياهو نفى اتهام المعارضة له بأنه حوّل إسرائيل إلى "محمية أمريكية".
وقال: "نُبلغ أصدقاءنا الأمريكيين (بما سنفعل) ولا نطلب إذنهم. عليكم أن تفهموا هذا لأنني أسمع أشياءً غير صحيحة".
وتدعم واشنطن بقوة تل أبيب منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، التي خلّفت في غزة 68 ألفا و865 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا و670 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.
** سلاح "حماس" و"حزب الله"
وفي قضية أخرى شائكة، قال نتنياهو إن "نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح هذا هو المبدأ الذي نتمسك به والمتفق عليه بيني وبين الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب".
وهدد باستئناف حرب الإبادة بقوله: "بالطبع إذا لم يُنجَز ذلك بالطريقة الأولى (ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي)، فسيُنجَز بالطريقة الثانية"، في إشارة إلى الحرب.
وبخصوص لبنان واتساع رقعة هجمات إسرائيل عليه، قال نتنياهو: "حزب الله يتلقى ضربات باستمرار، بما في ذلك هذه الأيام، لكنه يحاول التسلّح والتعافي".
وتابع: "نتوقع من حكومة لبنان أن تقوم بما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله".
ومهددا مضى قائلا: "لن نسمح للبنان بأن يصبح جبهة متجددة ضدنا، وسنتحرك حسبما تقتضيه الحاجة".
وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة اللبنانية حصر السلاح، بما في ذلك سلاح "حزب الله"، بيد الدولة.
ورحبت في الشهر التالي بخطة وضعها الجيش لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإرضاء الحزب وقاعدته.
ويرهن الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم تسليم الحزب سلاحه بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإيقاف عدوانها على البلاد، والإفراج عن الأسرى، وبدء إعادة الإعمار.
** صواريخ الحوثيين
ومتطرقا إلى جبهة اليمن، قال نتنياهو "المكان الثالث الذي يجب الانتباه إليه هو الحوثيون".
وأضاف: "يبدو الحوثيون وكأنهم إزعاج بسيط. بين الحين والآخر يطلقون علينا صاروخا بالستيا".
واستدرك: "يبدو كأنه أمر صغير، لكنه ليس كذلك. إنه تهديد كبير جدا من حركة (...) تملك قدرة على تصنيع الصواريخ الباليستية وأسلحة أخرى".
نتنياهو تابع: "طبعا هذا أمر منسق مع إيران، وسنفعل كل ما يلزم لإزالة هذا التهديد".
وردا على حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، هاجمت جماعة الحوثي إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة، كما استهدف سفنا تابعة لتل أبيب أو متوجهة إليها، لا سيما في البحر الأحمر.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
