الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

رغم اتفاق غزة.. طوابير الجائعين مشهد يومي لمعاناة لا تنتهي (تقرير)

ما يعكس جانبا من حالة التجويع المستمرة جراء سياسة إسرائيل التي تسمح بدخول المساعدات المقننة والبضائع الغذائية غير الرئيسية

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 01.11.2025 - محدث : 01.11.2025
رغم اتفاق غزة.. طوابير الجائعين مشهد يومي لمعاناة لا تنتهي (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

ـ ما يعكس جانبا من حالة التجويع المستمرة جراء سياسة إسرائيل التي تسمح بدخول المساعدات المقننة والبضائع الغذائية غير الرئيسية
- سعد عابدين، صاحب تكية "السعادة": أسواق القطاع تعاني من نقص حاد في توفر المواد الغذائية الأساسية ونعجز عن الوصول إليها
ـ المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيانات سابقة: إسرائيل تواصل سياسة الخنق والتجويع والابتزاز الإنساني

رغم مرور أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما تزال طوابير الفلسطينيين أمام "التكايا" الخيرية للحصول على طعام مجاني، من أبرز مشاهد المعاناة اليومية في قطاع أنهكته حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي.

وتجسد هذه المشاهد استمرار سياسة التجويع، مع مواصلة إسرائيل فرض قيود على دخول المواد الغذائية الأساسية، مقابل السماح بدخول سلع كمالية، فيما تبقى أسعار الاحتياجات الضرورية فوق قدرة معظم الفلسطينيين بغزة.

والأسبوع الماضي، قالت المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة لحق الإنسان في الغذاء، هلال الفار، إن وقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة لا يعني نهاية معاناة الفلسطينيين من الجوع.

وأضافت، في تصريح للأناضول، أن إسرائيل استخدمت التجويع شكلا من أشكال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تواصل إسرائيل خرقه سواء عبر تنفيذ ضربات داخل القطاع، أو منع دخول المساعدات بالكميات المتفق عليها.

وبحسب إحصاءات حكومية، فإن متوسط عدد الشاحنات التي دخلت منذ سريان الاتفاق لا يتجاوز 89 شاحنة يوميا، من أصل 600 شاحنة يفترض دخولها لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.

** طعام مجاني.. وحاجة لا تنتهي

في منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع، يتجمع عشرات الفلسطينيين، معظمهم نساء وأطفال، حاملين أوانيهم الفارغة أمام تكية "السعادة"، أملا بالحصول على وجبة طعام.

وتنتشر في غزة عشرات التكايا التي توزع الطعام مجانا، وقد برز دورها خلال الحرب الإسرائيلية التي توقفت نسبيا في 10 أكتوبر الماضي، ولا تزال تواصل عملها رغم وقف إطلاق النار، بسبب استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة.

** "نقص حاد بالمواد الأساسية"

ويقول سعد عابدين، صاحب تكية "السعادة" في مواصي خان يونس، إنهم يطهون الطعام يوميا لتوزيعه على النازحين.

ويوضح للأناضول أن كثيرا من العائلات ما زالت بلا مصدر دخل بعد وقف الحرب، ما يدفعها للاعتماد على التكايا للحصول على الغذاء.

ويشير إلى أن أسواق غزة تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية الأساسية، خصوصا اللحوم الحمراء والبيضاء، لافتا إلى أن ما يصل منها يكون بكميات محدودة وبتكلفة لا يستطيع كثيرون تحملها.

** "هدنة بالاسم"

من جانبها، تقول سيدة مصرية تنتظر دورها للحصول على وجبة من التكية إن سياسة التجويع ما زالت مستمرة رغم وقف إطلاق النار.

وفي 22 أغسطس الماضي، أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، عبر تقرير، "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)"، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول (الماضي)".

وتضيف السيدة المصرية للأناضول: "الهدنة مجرد اسم وليست فعلا، الدقيق ما زال سعره مرتفعا، أما أسرتي فمكونة من 8 أفراد ولا أملك قدرة لشراء الدقيق بأسعار باهظة".

وخلال الحرب، علق كثير من الأشخاص من جنسيات مختلفة ممن قدموا إلى غزة لزيارة أقاربهم، بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت الحركة.

وتقول المصرية إنها تقف أمام تكايا توزيع الطعام يوميا لمدة تراوح بين ساعتين و5 ساعات، وتتعرّض خلالها لحوادث بسبب الازدحام، دون وجود بديل أقل مشقة.

وتتابع أنهم يعانون من "غلاء الأسعار وشح المساعدات الإنسانية الواصلة إليهم".

وتشير إلى أنها أصيبت خلال فترة الحرب، ولم "تجد العلاج أو الرعاية" بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحصار الإسرائيلي.

** غلاء متواصل

رغم الانخفاض النسبي في ثمن بعض الخضراوات بعد وقف إطلاق النار مقارنة بفترة الحرب، لا تزال الأسعار مرتفعة مقارنة بما قبل الإبادة، ولا تتناسب مع مستوى الدخل المنعدم لدى معظم الفلسطينيين.

ويعجز الفلسطينيون الذين حولتهم الإبادة الجماعية وفق بيانات البنك الدولي إلى فقراء، عن شراء البضائع من الأسواق بسبب ارتفاع أسعارها وغياب الأساسيات.

فكيس الدقيق (25 كغم) انخفض من 800–1000 شيكل خلال الحرب إلى نحو 120 شيكلا حاليا، لكنه يبقى بعيدا عن سعره قبل الحرب البالغ 25 شيكلا. (الدولار يعادل 3.25 شواكل).

والأمر ذاته ينطبق على الخضراوات، إذ تراجع سعر كيلو الطماطم من 30 شيكلا إلى 15–18، مقابل 2 شيكل قبل الحرب، فيما تراجع سعر الخيار من 40 إلى 20 شيكلا، مقارنة بـ3 شواكل سابقا.

أما الفواكه، فانخفضت أسعارها بعد أن كانت نادرة أثناء الحرب، لكنها لا تزال مرتفعة.

فالموز، الذي وصل إلى 120 شيكلا للكيلو، يباع حاليا بـ18 شيكلا، بينما كان يباع بـ3.5 شواكل قبل الحرب.

** استمرار التجويع

ويؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما يدخل القطاع من مساعدات لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.

ويوضح أن متوسط عدد الشاحنات التي دخلت منذ سريان الاتفاق لا يتجاوز 89 شاحنة يوميا، من أصل 600 شاحنة يفترض دخولها لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.

وشدد المكتب على أن هذا الرقم يعكس "استمرار سياسة الخنق والتجويع والابتزاز الإنساني التي يمارسها الاحتلال بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني".

وأنهى الاتفاق، عامين من حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، وخلفت أكثر من 68 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد على 170 ألف جريح.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.