تركيا

منتدى "تي آر تي وورلد" يناقش القانون الدولي بشأن القضية الفلسطينية

نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي: بعد حرب غزة لم يعد أحد يعتقد أن هذا النظام العالمي يعمل كما ينبغي أو أنه يحمي البشر

Muhammet Tarhan, Sercan İrkin, Sami Sohta  | 01.11.2025 - محدث : 01.11.2025
منتدى "تي آر تي وورلد" يناقش القانون الدولي بشأن القضية الفلسطينية

Istanbul

إسطنبول / الأناضول

** نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي:
- بعد حرب غزة لم يعد أحد يعتقد أن هذا النظام العالمي يعمل كما ينبغي أو أنه يحمي البشر
- المشكلة تتعلق قبل كل شيء بإسرائيل لأنها تمثل خللا في بنية النظام الدولي
- إسرائيل معفاة من المحاسبة من جانب النظام الدولي ومتطفلة عليه
** عبد القوي أحمد يوسف، الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية:
- انتهاك دولة أو عدة دول للقانون لا يعني إلغاء القواعد القائمة، فانتهاك القانون لا يغير القانون أو يلغيه
- على الدول العربية والإسلامية توحيد جهودها كما فعلت سابقا لإنهاء الاستعمار من أجل تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في غزة

شهدت أعمال منتدى "تي آر تي وورلد" في إسطنبول مناقشة بشأن كيفية تقييم ما يجري في فلسطين ضمن إطار القانون الدولي.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "هل القانون الدولي في عزلة عن القضية الفلسطينية؟ تحويل الأزمة إلى إصلاح"، ضمن محور المنتدى الذي حمل شعار "إعادة الإعمار العالمي: من النظام القديم إلى الواقع الجديد".

وشارك في الجلسة كل من نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي بفلسطين الوزير أحمد عساف، والرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية عبد القوي أحمد يوسف، ورئيس وزراء اسكتلندا السابق حمزة يوسف، وتابع الحوار رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول مديرها العام سردار قره غوز.

وفي كلمته بالندوة، قال نائب وزير الخارجية التركي إن النظام الدولي الحالي يعيش أزمة حقيقية، وغزة هي الدليل الأكثر وضوحا على ذلك.

وقال: "بعد حرب غزة، لم يعد أحد يعتقد أن هذا النظام العالمي يعمل كما ينبغي أو أنه يحمي البشر. والمشكلة هنا تتعلق قبل كل شيء بإسرائيل، لأنها تمثل خللا في بنية هذا النظام ذاته".

وأضاف: "لو ارتكبت أي دولة أخرى ما ارتكبته إسرائيل، لكان التعامل معها مختلفاً تماماً، لكن بما أن إسرائيل هي نتاج هذا الخلل، فلا توجد سلطة في هذا النظام قادرة على محاسبتها".

وأشار يلماز إلى أن تركيا تبذل جهودا حثيثة لمنع الإبادة الإسرائيلية في غزة، مؤكدا أن بلاده أفشلت محاولات تعاون عسكري بين حلف شمال الأطلسي "ناتو" وإسرائيل.

وأكد أن الولايات المتحدة قادرة على كبح إسرائيل، مشيرا إلى اجتماع قادة وممثلين عن 8 بلدان إسلامية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة في هذا الإطار.

وأوضح يلماز أن هذا النظام الدولي هو "في جوهره جزء من المشكلة نفسها"، مشيرا إلى أنه "نظام لا يمدّ يد العون لأي طرف لا يمتلك القوة الحقيقية".

وشدد على أن إسرائيل دولة استيطانية استعمارية، مؤكدا أن عليها التخلي عن طابعها الاستعماري والسعي إلى أن تكون دولة طبيعية، ديمقراطية بحق.

- إسرائيل متطفلة على النظام الدولي

نائب وزير الخارجية التركي شدد على أن النظام الدولي الحالي فشل في إيجاد حل للمأساة الإنسانية في فلسطين.

وقال: "هذا النظام مصمم خصيصا لتلبية الهيمنة الأمريكية العالمية"، مضيفًا: "هذا النظام فاسد بالفعل. لقد سمح هذا النظام بحدوث الإبادة الجماعية".

وأكد يلماز أن بلاده لجأت إلى كل السبل الدبلوماسية، قائلا: "لقد جربنا كل ما كان من الممكن فعله دبلوماسيا، لكنه لم يوقف الإبادة الجماعية".

وذكر أن القضاة في محكمة العدل الدولية تعرضوا لتهديدات وضغوط، متسائلاً: "كيف يمكن أن ننتظر العدالة في نظام يهدَّد قضاته؟".

وأشار إلى أن آلية صنع القرار في مجلس الأمن الدولي غير عادلة، وقال: "رئيسنا (رجب طيب أردوغان) يقول باستمرار: العالم أكبر من خمس دول. لأن هذه الدول الخمس تتخذ القرارات، وواحدة منها تشكل (تغير) كل شيء باستخدام سلطة النقض".

وأكد يلماز أن النظام العالمي الجديد أصبح ضروريا، وقال: "أزمة غزة هي مؤشر على أن العالم القديم انهار والعالم الجديد لم يبن بعد".

ولفت إلى أن إسرائيل معفاة من المحاسبة من جانب النظام الدولي، قائلا: "إسرائيل تفعل هذا لأنها لا تدفع ثمن فعلها. تفعل هذا لأنه لا أحد يحاسبها. إنهم مجرد متطفلين على النظام".

- النظام العالمي على حافة الانهيار التام

من جانبه، قال رئيس وزراء اسكتلندا السابق إن النظام القانوني الدولي يمر باختبار خطير، مشيرا إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي مرارا وتكرارا، وأن محكمة العدل الدولية في 24 يوليو/ تموز الماضي حكمت بأنها خرقت التزاماتها المتعلقة بمنع الفصل العنصري.

وأضاف يوسف: "الثقة بالنظام القائم على القواعد الدولية تتآكل، وإن لم يكن قد انهار بعد، فهو على حافة الانهيار التام".

وأشار إلى أن الملايين في أنحاء العالم يخرجون أسبوعيا إلى الشوارع رفضا لجرائم إسرائيل، قائلا: الناس يقفون في الجانب الصحيح من التاريخ، بينما يقف معظم السياسيين في الجانب الخاطئ".

وسلط الضوء على أهمية التحول في الرأي العام، قائلا: "الرأي العام يتغير. يجب أن نتوقف عن التذمر والشكوى، وأن ننظم صفوفنا ونستخدم القوة التي نملكها لضمان التنفيذ العالمي للقانون الدولي".

- ثلثا العالم يعترفون بفلسطين

بدوره، أكد المشرف العام على الإعلام الرسمي بفلسطين أن القوانين الدولية تواجه اختباراً أخلاقيا صعبا بسبب ازدواجية المعايير تجاه فلسطين.

وأضاف عساف أن إسرائيل قتلت نحو 250 صحفيا فلسطينيا بغزة خلال عامي الإبادة في محاولة "لارتكاب جرائمها بصمت ومن دون شهود".

وقال "إن ثلثي العالم يقولون إن هذه الأراضي تابعة لفلسطين ويعترفون بفلسطين، ولكن للأسف إسرائيل تواصل احتلالها غير الشرعي".

- تنفيذ القانون مسؤولية مشتركة

أما عبد القوي أحمد يوسف، الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، فقال إن انتهاك دولة أو عدة دول للقانون لا يعني إلغاء القواعد القائمة، مضيفا أن "انتهاك القانون لا يغير القانون ولا يلغيه".

وشدد على أن مجلس الأمن الدولي فقد وظيفته إلى حد كبير، قائلا: "أعتقد أنه من الخطأ الوثوق بدولة واحدة أو اثنتين أو ثلاث، مهما بلغت قوتها. تضم الأمم المتحدة 194 دولة عضوًا، وأعتقد أن جميعها تتحمل المسؤولية نفسها لضمان تطبيق القوانين وإنفاذها".

وختم يوسف بالقول إن الاستعمار لم يُلغَ بقرار من الغرب بل بإرادة الشعوب النامية، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى توحيد جهودها كما فعلت سابقاً لإنهاء الاستعمار، من أجل تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.