باريس/ الأناضول

سبح سكان العاصمة الفرنسية باريس، صباح السبت، في مياه نهر السين لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، في حدث تاريخي أعاد الحياة إلى النهر الذي ظل مغلقًا أمام السباحة لعقود بسبب التلوث وخطر حركة السفن.

وجاء هذا الحدث بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها المدينة في الفترة بين 26 يوليو/ تموز و11 أغسطس/ آب 2024، حيث أُتيحت الفرصة أخيرًا لسكان باريس للاستمتاع بالسباحة في نهر السين.

ومنذ ساعات الصباح، نزل الباريسيون إلى مياه النهر من خلال 3 نقاط محددة تم تجهيزها للسباحة، إحداها قريبة من برج إيفل، وسط تدابير بيئية صارمة تشمل مراقبة جودة المياه يوميًا لضمان ملاءمتها للسباحة.

وبحسب السلطات، سيُسمح لـ600 شخص بالسباحة يوميًا في هذه المواقع الثلاثة، حتى 31 أغسطس المقبل، ضمن مواعيد وجدولة منظمة تراعي شروط السلامة العامة.

يُذكر أن السباحة في نهر السين كانت محظورة منذ 1923، بسبب التلوث الناتج عن النفايات والمخاطر الناجمة عن حركة السفن، ما جعل العودة إلى استخدامه للسباحة حلمًا مؤجلًا لسكان العاصمة.

وقد شهد النهر خلال أولمبياد العام الماضي مسابقات رياضية مثل سباق الماراثون للسباحة، إلا أن التدريبات على السباحة أُلغيت عدة مرات بسبب تردي جودة المياه حينها.

ومنذ 2015، أطلقت السلطات مشروعًا ضخمًا لتنظيف نهر السين بميزانية بلغت 1.4 مليار يورو، بهدف رفع جودة مياهه إلى المستويات العالمية التي تؤهله لاستقبال الرياضيين من شتى أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، فرضت السلطات الفرنسية قانونًا جديدًا في 2018 يمنع 260 سفينة تجارية من تفريغ مياهها الملوثة في مجرى النهر، في خطوة أساسية لتحسين الوضع البيئي فيه.

وتُعد فترة الصيف، حيث تكون الشمس ساطعة وتقل قوة التيارات المائية، الوقت الأنسب للسباحة في نهر السين، بينما يمكن أن تؤدي الظروف الجوية السيئة مثل الأمطار الغزيرة إلى تدهور جودة المياه مؤقتًا.