قونية.. إقبال كبير لإحياء الذكرى الـ752 لوفاة جلال الدين الرومي
أحد أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي ومؤسس الطريقة المولوية
Konya
قونية/ الأناضول
تشهد مدينة قونية التركية (وسط) إقبالاً كبيراً من الزوار المحليين والأجانب في اليوم الأخير من مراسم الذكرى الـ752 لوفاة مولانا جلال الدين الرومي، التي أُقيمت هذا العام تحت شعار "وقت السكينة".
وكما في كل عام، يتوافد آلاف الزائرين من مختلف أنحاء تركيا والعالم لإحياء الذكرى، حيث لبّوا هذا العام أيضًا نداء مولانا جلال الدين الرومي "تعال"، بما يتناسب مع مقولته "تعال، لا يهم من تكن تعال".
حيث توافد الزائرون بشكل مكثف إلى متحف مولانا في قونية.

وفي اليوم الأخير من المراسم، أتيحت للزوار فرصة الاطلاع في المتحف على مقتنيات تعود للطريقة المولوية، ومصاحف مخطوطة، ولوحات فنية، وقناديل، وآلات موسيقية، كما قاموا بالدعاء أمام ضريح جلال الدين الرومي.
أما الراغبون في اقتناء هدايا تذكارية بمناسبة "شب عروس" (ذكرى الوفاة) فشكّلوا ازدحامًا في محال الهدايا، حيث لاقت المنتجات ذات الطابع المولوي مثل "القبعة المولوية"، والمجسمات التي تمثل الدراويش المولوية، وقبة الخضراء، وآلة الناي إقبالًا كبيرًا.
وقال مصطفى بايسال، القادم من ولاية دنيزلي التركية للمشاركة في "شب عروس"، للأناضول إن زوجته تزور المكان منذ 10 سنوات، بينما هذه زيارته الرابعة.
وأشار بايسال، إلى أنهم يعيشون أجواءً روحانية مليئة بالسكينة في قونية.

وأضاف: "هنا يجب أن يعيش الإنسان هذه السكينة. صحيح أن أكثر الأماكن سكينة هي مكة المكرمة، ثم المدينة المنورة حيث يرقد نبينا (ص)، ثم المسجد الأقصى. لكن في العالم كله، حيثما توجد مراقد الأولياء والعلماء الكبار وأنبيائنا، تكون هناك سكينة، وهذا المكان الذي يوجد فيه حضرة مولانا هو أيضًا موطناً للسكينة".
وأوضح بايسا: "الناس يأتون إلى هنا طلبا للطمأنينة، ولذلك تُقام مراسم الذكرى، مولانا جلال الدين الرومي يقول: (تعال، مهما كنت ومن تكون). وهؤلاء الذين ترونهم هنا قدموا من بلدان شتى، وغايتهم الوحيدة أن يجدوا السكينة في هذا المكان".
وجلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس للمذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن الحب الإلهي والفلسفة.
وولد الرومي، في مدينة بلخ بخراسان، في 30 سبتمبر/أيلول 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونية حتى وفاته في 17 ديسمبر/كانون الأول 1273، بعد أن تنقل طالبا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق.
وكان جلال الدين الرومي، مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأحاط به أشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
