قره غوز: الأناضول تواصل أداء مهامها بعزم في كل مناطق الحروب والكوارث
كلمة لرئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول مديرها العام سردار قره غوز خلال حفل تسليم جوائز "وكالة الأناضول للأخبار" الذي أُقيم في قاعة الاحتفالات التابعة للبرلمان التركي بأنقرة
TBMM
أنقرة/ الأناضول
قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول، مديرها العام سردار قره غوز، إن الأناضول التي أوصلت صوت الشعب التركي إلى العالم خلال فترة الكفاح الوطني، تواصل اليوم أيضًا أداء مهامها بالعزم نفسه في مناطق الحروب، ومناطق الكوارث، ومن طاولات الدبلوماسية، وفي كل مكان يمسّ مصير الإنسانية.
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تسليم جوائز "وكالة الأناضول للأخبار"، الذي أُقيم في قاعة الاحتفالات التابعة للبرلمان التركي بأنقرة، الأربعاء، في إطار المسابقة التي نظمتها الوكالة تحت رعاية البرلمان، بهدف دعم تطور قطاع الصحافة في تركيا، وحماية القيم الأخلاقية، وتشجيع إنتاج محتوى موثوق وعالي الجودة.
وأشار قره غوز، إلى أن وكالة الأناضول، تأسست بتوجيهات من مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، قبل 17 يومًا من افتتاح البرلمان التركي، في 6 أبريل/نيسان 1920.
وقال إن "تنظيم الكفاح الوطني في مواجهة دعاية الإمبريالية تحقق فقط عبر المعلومة الصحيحة والخبر الصادق. ولهذا السبب تأسست وكالتنا لنقل صوت الكفاح الوطني إلى الشعب والعالم بصوت واضح وقوي. اليوم تغيّرت الأدوات وتغيّرت المنصات وتغيّر الزمن، لكن أهمية الحقيقة لم تتغيّر أبدًا".
وأكد قره غوز، أنه في غياب الحقيقة والمعلومة الصحيحة تضعف الحكمة والعقل الجمعي وتتآكل الثقة بين المجتمع.
وأضاف: "الصحافة ليست مجرد مهنة، بل ركن أساسي يُبقي على العقل الجمعي والنظام الاجتماعي. نحن نعيش اليوم في مرحلة لا تختبر فيها المعلومة فحسب، بل الحقيقة أيضًا".
وأردف قره غوز: "ففي زمن اكتسب فيه تدفق المعلومات سرعة مذهلة، وازدادت فيه دورة المعلومات المضللة، وأصبحت الخوارزميات تشكّل الأجندات والانطباعات، تحوّل التضليل إلى تهديد عالمي. لذلك أصبحت الصحافة المؤهلة في عصر التضليل أحد أكثر العناصر أهمية للسلم الدولي، والنظام العام، والاستقرار الاجتماعي".
وتابع: "نحن في وكالة الأناضول نقف منذ 105 أعوام في قلب هذه المسؤولية. فوكالتنا التي نقلت صوت شعبنا إلى العالم خلال فترة الكفاح الوطني، تواصل اليوم مهامها بالعزم نفسه في مناطق الحروب، ومناطق الكوارث، ومن طاولات الدبلوماسية، وفي كل مكان يتعلق بمصير الإنسانية".
وشدد قره غوز، على أن غزة أحد أثقل وأهم الأمثلة على هذه المسؤولية، قائلا: "وثقت وكالتنا الجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت في غزة على مرأى التاريخ. ومن خلال ثلاثية كتب: ’الدليل‘ و’الشاهد‘ و’المتهم‘".
وأكد أن "العمل الصحفي الذي قامت به وكالة الأناضول في غزة ليس مجرد تجميع محتوى، بل مجموعة أدلة شاملة تُسلّم لآليات العدالة في المستقبل".
وأضاف: "لقد وثّق الصحفيون الذين تحلوا بالمسؤولية من مختلف المؤسسات والمنصات ومن كل أنحاء العالم، الإبادة الجماعية في غزة، وصوروها، وسجلّوها في ذاكرة الإنسانية في ظل مخاطر كبيرة، هذا لم يكن مجرد نشاط صحفي، بل مهمة تاريخية تحملتها الضمائر البشرية".
واستذكر قره غوز، بالرحمة زملاءه الصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال هذه المهمة، قائلا: "هم أبطال عظام ضحّوا بأرواحهم من أجل تدوين الحقيقة في صفحات التاريخ. فالصحافة هي مهمة الدفاع عن الحقيقة وتسجيلها في كل مكان وتحت كل الظروف، وأبطال هذه المهمة الحقيقيون هم العاملون بالمجال الصحفي في الميدان".
وأوضح أن الصحافة تتطلب شجاعة، وأن التحقق من الأخبار يحتاج إلى دقة واهتمام.
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالإنسان، نبحث في الصحفي عن الضمير، ولكن الأهم هو وفاء الصحفي للحقيقة. واليوم بات عصر وسائل التواصل الاجتماعي يتسم بالسرعة وتلوث المعلومات، الأمر الذي يلزمنا بإعادة بناء مكانة الصحافة".
وأعرب قره غوز، عن أسفه لرؤية بعض ملاك وسائل الإعلام والنخب الإدارية حول العالم لا يمنحون الصحفيين القيمة التي يستحقونها.
وتابع: "إعلام قوي هو مجال استراتيجي للغاية يدعم توازن المجتمع وتطوّره. فإذا أضعفتم هذا المجال ولم تمنحوه قيمته، ظلّ ذلك الجانب من المجتمع ضعيفًا، ولن يكون هناك تقدّم أو تطوّر. لذا نحن هنا اليوم ليس فقط من أجل منح جوائز، بل من أجل ردّ الحقوق لزملائنا. فهذه مسؤولية أهملها بعض ملاك الإعلام وبعض النخب الإدارية، لكنها مسؤولية لا ينبغي لنا نحن الصحفيين أن نهملها أبدًا في إطار تضامننا المهني".
وأشار قره غوز، إلى أن جوائز وكالة الأناضول للصحافة سلمت للفائزين في 8 فئات مختلفة.
وأوضح: "كل فئة تمثل مجالًا مختلفًا من مسؤوليات الصحافة".
وهنأ قره غوز، كافة الفائزين بالجوائز، معرباً عن شكره لأعضاء لجنة التحكيم الذين بذلوا ساعات من العمل الدقيق لإقرار الفائزين.
كما توجّه بالشكر الخاص إلى رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، لرعايته هذا الحفل ومنحه الصحفيين القيمة التي يستحقونها.
